أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون
أم منقطعة ، فهي مثل ( بل ) للإضراب وهو إضراب انتقالي . وإذ كان حرف ( أم ) حرف عطف فيجوز أن يكون ما بعدها إضرابا عن الكلام السابق فهو عطف قصة على قصة بمنزلة ابتداء ، والكلام توبيخ ولوم متصل بالتوبيخ الذي أفاده قوله فتمتعوا فسوف تعلمون .
وفيه التفات من الخطاب إلى الغيبة إعراضا عن مخاطبتكم إلى مخاطبة المسلمين تعجيبا من حال أهل الشرك . ويجوز أن يكون ما بعدها متصلا بقوله بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فهو عطف ذم على ذم وما بينهما اعتراض .
وحيثما وقعت ( أم ) فالاستفهام مقدر بعدها لأنها ملازمة لمعنى الاستفهام . فالتقدير : بل أأنزلنا عليهم سلطانا وهو استفهام إنكاري ، أي ما أنزلنا عليهم سلطانا ، ومعنى الاستفهام الإنكاري أنه تقرير على الإنكار كأن السائل يسأل المسئول ليقر بنفي المسئول عنه .
والسلطان : الحجة . ولما جعل السلطان مفعولا للإنزال من عند الله تعين أن المراد به كتاب كما قالوا حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه . ويتعين أن المراد بالتكلم الدلالة بالكتابة كقوله تعالى هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق أي تدل كتابته ، أي كتب فيه بقلم القدرة أن الشرك حق كقوله تعالى أم آتيناهم [ ص: 100 ] كتابا من قبله فهم به مستمسكون . وقدم " به " على " مشركون " للاهتمام بالتنبيه على سبب إشراكهم الداخل في حيز الإنكار للرعاية على الفاصلة .