نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ
استئناف بياني لأن قوله إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا يثير في نفوس السامعين سؤالا عن عدم تعجيل الجزاء إليهم ، فبين بأن الله يمهلهم زمنا ثم يوقعهم [ ص: 179 ] في عذاب لا يجدون منه منجى . وهذا الاستئناف وقع معترضا بين الجمل المتعاطفة .
والتمتيع : العطاء الموقت فهو إعطاء المتاع ، أي الشيء القليل . وقليلا صفة لمصدر مفعول مطلق ، أي تمتيعا قليلا ، وقلته بالنسبة إلى ما أعد الله للمسلمين أو لقلة مدته في الدنيا بالنسبة إلى مدة الآخرة ، وتقدم عند قوله ومتاع إلى حين في الأعراف .
والاضطرار : الإلجاء ، وهو جعل الغير ذا ضرورة ، أي لزوم ، وتقدم عند قوله تعالى ثم أضطره إلى عذاب النار في سورة البقرة .
والغليظ : من صفات الأجسام وهو القوي الخشن ، وأطلق على الشديد من الأحوال على وجه الاستعارة بجامع الشدة على النفس وعدم الطاقة على احتماله . وتقدم قوله ونجيناهم من عذاب غليظ في سورة هود كما أطلق الكثير على القوي .