أغراض هذه السورة
لكثير من آيات هذه السورة أسباب لنزولها ، وأكثرها نزل للرد على المنافقين أقوالا قصدوا بها أذى النبيء - صلى الله عليه وسلم - .
وأهم أغراضها : الرد عليهم قولهم لما تزوج النبيء - صلى الله عليه وسلم - بعد أن طلقها زينب بنت جحش فقالوا : تزوج زيد بن حارثة محمد امرأة ابنه وهو ينهى الناس عن ذلك فأنزل الله تعالى : . إبطال التبني
وأن الحق في أحكام الله لأنه الخبير بالأعمال وهو الذي يقول الحق .
[ ص: 248 ] وأن ولاية النبيء - صلى الله عليه وسلم - للمؤمنين أقوى ولاية ، ولأزواجه حرمة الأمهات لهم ، وتلك ولاية من جعل الله فهي أقوى وأشد من ولاية الأرحام .
وتحريض المؤمنين على التمسك بما شرع الله لهم لأنه أخذ العهد بذلك على جميع النبيئين .
والاعتبار بما أظهره الله من عنايته بنصر المؤمنين على أحزاب أعدائهم من الكفرة والمنافقين في وقعة الأحزاب ودفع كيد المنافقين .
والثناء على . صدق المؤمنين وثباتهم في الدفاع عن الدين
ونعمة الله عليهم بأن أعطاهم بلاد أهل الكتاب الذين ظاهروا الأحزاب .
وانتقل من ذلك إلى أحكام في معاشرة أزواج النبيء - صلى الله عليه وسلم - وذكر فضلهن وفضل آل النبيء - صلى الله عليه وسلم - وفضائل أهل الخير من المسلمين والمسلمات .
وتشريع في عدة المطلقة قبل البناء .
وما يسوغ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأزواج . وحكم حجاب أمهات المؤمنين ولبسة المؤمنات إذا خرجن .
وتهديد المنافقين على الإرجاف بالأخبار الكاذبة .
وختمت السورة بالتنويه بالشرائع الإلهية فكان ختامها من رد العجز على الصدر لقوله في أولها واتبع ما أوحي إليك من ربك ، وتخلل ذلك مستطردات من الأمر بالائتساء بالنبيء - صلى الله عليه وسلم - .
وتحريض المؤمنين على ذكر الله وتنزيهه شكرا له على هديه . وتعظيم قدر النبيء - صلى الله عليه وسلم - عند الله وفي الملأ الأعلى ، والأمر بالصلاة عليه والسلام .
ووعيد المنافقين الذين يأتون بما يؤذي الله ورسوله والمؤمنين .
والتحذير من التورط في ذلك كيلا يقعوا فيما وقع فيه الذين آذوا موسى - عليه السلام - .