[ ص: 139 ] وتعريف المسند إليه بالموصولية لأن هذا الموصول صار كالعلم بالغبة على المشركين في اصطلاح القرآن وتعارف المسلمين .
والساعة : علم بالغلبة في القرآن على يوم القيامة وساعة الحشر .
وعبر عن انتفاء وقوعها بانتفاء إتيانها على طريق الكناية لأنها لو كانت واقعة لأتت ، لأن وقوعها هو إتيانها .
وضمير المتكلم المشارك مراد به جميع الناس .
ولقد لقن الله نبيئه - صلى الله عليه وسلم - الجواب عن قول الكافرين بالإبطال المؤكد على عادة إرشاد القرآن في انتهاز الفرص لتبليغ العقائد .
و ( بلى ) حرف جواب مختص بإبطال النفي فهو حرف إيجاب لما نفاه كلام قبله وهو نظير ( بل ) أو مركب من ( بل ) وألف زائدة ، أو هي ألف تأنيث لمجرد تأنيث الكلمة مثل زيادة تاء التأنيث في ثمة وربة ، لكن ( بلى ) حرف يختص بإيجاب النفي فلا يكون عاطفا و ( بل ) يجاب به الإثبات والنفي وهو عاطف ، وتقدم الكلام على ( بلى ) عند قوله تعالى بلى من كسب سيئة في سورة البقرة .
وأكد ما اقتضاه ( بلى ) من إثبات إتيان الساعة بالقسم على ذلك للدلالة على ثقة المتكلم بأنها آتية وليس ذلك لإقناع المخاطبين وهو تأكيد يروع السامعين المكذبين .
وعدي إتيانها إلى ضمير المخاطبين من بين جميع الناس دون : لتأتينا ، ودون أن يجرد عن التعدية لمفعول ؛ لأن المراد إتيان الساعة الذي يكون عنده عقابهم كما يقال : وأتاكم العدو ، وأتاك أتاك اللاحقون ، فتعلقه بضمير المخاطبين قرينة على أنه كناية عن إتيان مكروه فيه عذاب .
وفعل ( أتى ) يرد كثيرا في معنى حلول المكروه مثل ( أتى أمر الله ) و فأتاهم العذاب و يوم يأتي بعض آيات ربك ، وقول النابغة :
فلتأتينك قصائد وليدفع - ن جيشا إليك قوادم الأكوار
[ ص: 140 ] وقوله :أتاني أبيت اللعن أنك لمتني
ومن هذا ينتقلون إلى تعدية فعل ( أتى ) بحرف ( على ) فيقولون : أتى على كذا ، إذا استأصله . ويكثر في غير ذلك استعمال فعل جاء ، وقد يكون للمكروه نحو وجاءهم الموج من كل مكان .