[ ص: 217 ] والاستفهام المقدر بعد ( أم ) المنقطعة تهكمي وليس إنكاريا لأن تفريع أمر التعجيز عليه يعين أنه تهكمي .
فالمعنى : إن كان لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فكان لهم شيء من ذلك فليصعدوا إن استطاعوا في أسباب السماوات ليخبروا حقائق الأشياء فيتكلموا عن علم في كنه الإله وصفاته ، وفي إمكان البعث وعدمه ، وفي صدق الرسول صلى الله عليه وسلم أو ضده ، وليفتحوا خزائن الرحمة فيفيضوا منها على من يعجبهم ويحرموا من لا يرمقونه بعين استحسان .
والأمر في " فليرتقوا " للتعجيز مثل قوله فليمدد بسبب إلى السماء .
والتعريف في الأسباب لعهد الجنس لأن المعروف أن لكل محل مرتفع أسبابا يصعد بها إليه كقول زهير :
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه وإن يرق أسباب السماء بسلم
وقول الأعشى :فلو كنت في حب ثمانين قامة ورقيت أسباب السماء بسلم
وحرف الظرفية استعارة تبعية للتمكن من الأسباب حتى كأنها ظروف محيطة بالمرتقين .