: ابتدئت هذه السورة بما هو كالمقدمة للمقصود ، وذلك بالتنويه بشأن القرآن تنويها تكرر في ستة مواضع من هذه السورة لأن القرآن جامع لأغراضها . أغراضها
وأغراضها كثيرة تحوم حول إثبات تفرد الله بالإلهية وإبطال الشرك فيها .
وإبطال تعللات المشركين لإشراكهم وأكاذيبهم .
ونفي ضرب من ضروب الإشراك وهو زعمهم أن لله ولدا .
والاستدلال على وحدانية الله في الإلهية بدلائل تفرده بإيجاد العوالم العلوية والسفلية ، وبتدبير نظامها وما تحتوي عليه مما لا ينكر المشركون انفراده به .
[ ص: 313 ] والخلق العجيب في أطوار تكوين الإنسان والحيوان .
والاستدلال عليهم بدليل من فعلهم وهو التجاؤهم إلى الله عندما يصيبهم الضر .
والدعوة إلى التدبر فيما يلقى إليهم من القرآن الذي هو أحسن القول .
وتنبيههم على كفرانهم شكر النعمة .
والمقابلة بين حالهم وبين حال المؤمنين المخلصين لله .
وأن دين التوحيد هو الذي جاءت به الرسل من قبل .
والتحذير من أن يحل بالمشركين ما حل بأهل الشرك من الأمم الماضية .
وإعلام المشركين بأنهم وشركاءهم لا يعبأ بهم عند الله وعند رسوله - صلى الله عليه وسلم - فالله غني عن عبادتهم ، ورسوله لا يخشاهم ولا يخاف أصنامهم لأن الله كفاه إياهم جميعا .
وإثبات البعث والجزاء لتجزى كل نفس بما كسبت .
وتمثيل البعث بإحياء الأرض بعد موتها . وضرب لهم مثله بالنوم والإفاقة بعده ، وأنه يوم الفصل بين المؤمنين والمشركين .
وتمثيل حال المؤمنين وحال المشركين في الحياتين الحياة الدنيا والحياة الآخرة .
ودعاء المشركين للإقلاع عن الإسراف على أنفسهم ، ودعاء المؤمنين للثبات على التقوى ومفارقة دار الكفر . وختمت بوصف حال يوم الحساب .
وتخلل ذلك كله وعيد ووعد ، وأمثال ، وترهيب وترغيب ، ووعظ وإيماء بقوله قل هل يستوي الذين يعلمون الآية ؛ إلى أن شأن المؤمنين أنهم أهل علم وأن المشركين أهل جهالة ، وذلك تنويه برفعة العلم ومذمة الجهل .