قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم هذا القول متعين لأن يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - مأمورا بأن يواجه به المشركين الذين كانوا يحاولون النبيء - صلى الله عليه وسلم - أن يترك الدعوة وأن يتابع دينهم . وهما أحد الشقين [ ص: 359 ] اللذين وجه الخطاب السابق إليهما ، وتعيين كل لما وجه إليه منطو بقرينة السياق وقرينة ما بعده من قوله فاعبدوا ما شئتم من دونه .
وإعادة الأمر بالقول على هذا للتأكيد اهتماما بهذا المقول ، وأما على الوجه الثاني من الوجهين المتقدمين في المراد من توجيه المطلب في قوله إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين الآية ؛ فتكون إعادة فعل " قل " لأجل اختلاف المقصودين بتوجيه القول إليهم ، وقد تقدم قول مقاتل : قال كفار قريش للنبيء : ما يحملك على هذا الدين الذي أتيتنا به ألا تنظر إلى ملة أبيك وجدك وسادات قومك يعبدون اللات والعزى .