بلى ورسلنا لديهم يكتبون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ( أم ) والاستفهام المقدر بعدها في قوله " أم يحسبون " هما مثل ما تقدم في قوله " أم أبرموا أمرا " .
وحرف ( بلى ) جواب للنفي من قوله " أنا لا نسمع " ، أي بلى نحن نسمع سرهم ونجواهم .
[ ص: 263 ] والسمع هو : العلم بالأصوات .
والمراد بالسر : ما يسرونه في أنفسهم من وسائل المكر للنبيء - صلى الله عليه وسلم - ، وبالنجوى ما يتناجون به بينهم في ذلك بحديث خفي .
وعطف ورسلنا لديهم يكتبون ليعلموا أن علم الله بما يسرون علم يترتب عليه أثر فيهم وهو مؤاخذتهم بما يسرون لأن كتابة الأعمال تؤذن بأنها ستحسب لهم يوم الجزاء .
والكتابة يجوز أن تكون حقيقة ، وأن تكون مجازا ، أو كناية عن الإحصاء والاحتفاظ .
والرسل : هم لأنهم مرسلون لتقصي أعمال الناس ولذلك قال الحفظة من الملائكة لديهم يكتبون كقوله : ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ، أي رقيب يرقب قوله .