[ ص: 303 ] وأورثناها قوما آخرين
عطف على " تركوا " أي تركوها وأورثناها غيرهم ، أي لفرعون الذي ولي بعد موت ( منفطا ) وسمي ( صفطا منفطا ) وهو أحد أمراء فرعون ( منفطا ) تزوج ابنة منفطا المسماة ( طوسير ) التي خلفت أباها ( منفطا ) على عرش مصر ، ولكونه من غير نسل فرعون وصف هو وجنده بقوم آخرين ، وليس المراد بقوله قوما آخرين قوما من بني إسرائيل ، ألا ترى أنه أعيد الاسم الظاهر في قوله عقبه ولقد نجينا بني إسرائيل ، ولم يقل ولقد نجيناهم .
ووقع في آية الشعراء فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل والمراد هنالك أن أنواعا مما أخرجنا منه قوم فرعون أورثناها بني إسرائيل ، ولم يقصد أنواع تلك الأشياء في خصوص أرض فرعون . ومناسبة ذلك هنالك أن القومين أخرجا مما كانا فيه ، فسلب أحد الفريقين ما كان له دون إعادة لأنهم هلكوا ، وأعطي الفريق الآخر أمثال ذلك في أرض فلسطين ، ففي قوله وأورثناها تشبيه بليغ وانظر آية سورة الشعراء .