وكل شيء فعلوه في الزبر .
يجوز أن يكون الضمير المرفوع في قوله فعلوه ، عائدا إلى أشياعكم ، والمعنى : أهلكناهم بعذاب الدنيا وهيأنا لهم عذاب الآخرة فكتب في صحائف الأعمال كل ما فعلوه من الكفر وفروعه ، فالكناية في الزبر وقعت هنا ككناية عن لازمها وهو المحاسبة به فيما بعد وعن لازم لازمها وهو . العقاب بعد المحاسبة
وهذا الخبر مستعمل في التعريض بالمخاطبين بأنهم إذا تعرضوا لما يوقع عليهم الهلاك في الدنيا فليس ذلك قصارى عذابهم فإن بعده حسابا عليه في الآخرة يعذبون به وهذا كقوله تعالى وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك .
ويجوز عندي أن يكون الضمير عائدا إلى الجمع من قوله سيهزم الجمع إلى المجرمين في قوله إن المجرمين في ضلال وسعر إلخ ، والمعنى كل شيء فعله المشركون من شرك وأذى للنبيء - صلى الله عليه وسلم - وللمسلمين معدود عليهم مهيأ عقابهم عليه لأن الإخبار عن إحصاء أعمال الأمم الماضية قد أغنى عنه الإخبار عن إهلاكهم ، فالأجدر تحذير الحاضرين من سوء أعمالهم .
والزبر : جمع زبور وهو الكتاب مشتق من الزبر ، وهو الكتابة ، وجمعت الزبر لأن لكل واحد كتاب أعماله ، قال تعالى وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك الآية .
وعموم كل شيء فعلوه مراد به خصوص ما كان من الأفعال عليه مؤاخذة في الآخرة .