[ ص: 227 ] بسم الله الرحمن الرحيم سورة الرحمن وردت تسميتها بسورة الرحمن بأحاديث منها ما رواه الترمذي عن قال جابر بن عبد الله الحديث . خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه فقرأ سورة الرحمن
وفي تفسير القرطبي أن قيس بن عاصم المنقري قال للنبيء - صلى الله عليه وسلم - اتل علي ما أنزل عليك ، فقرأ عليه سورة الرحمن ، فقال : أعدها ، فأعادها ثلاثا ، فقال : إن له لحلاوة . إلخ .
وكذلك سميت في كتب السنة وفي المصاحف .
وذكر في الإتقان : أنها تسمى لما رواه عروس القرآن البيهقي في شعب الإيمان عن علي أن النبيء - صلى الله عليه وسلم - قال لكل شيء عروس وعروس القرآن سورة الرحمن . وهذا لا يعدو أن يكون ثناء على هذه السورة وليس هو من التسمية في شيء كما روي أن . سورة البقرة فسطاط القرآن
ووجه تسمية هذه السورة بسورة الرحمن أنها ابتدئت باسمه تعالى الرحمن .
وقد قيل : إن سبب نزولها قول المشركين المحكي في قوله تعالى [ ص: 228 ] وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن في سورة الفرقان ، فتكون تسميتها باعتبار إضافة ( سورة ) إلى ( الرحمان ) على معنى إثبات وصف الرحمن .
وهي مكية في قول جمهور الصحابة والتابعين ، وروى جماعة عن أنها مدنية نزلت في صلح القضية عندما أبى ابن عباس أن يكتب في رسم الصلح ( بسم الله الرحمن الرحيم ) . سهيل بن عمرو
ونسب إلى أيضا أنها مدنية . وعن ابن مسعود : أنها مكية سوى آية منها هي قوله ابن عباس يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن . والأصح أنها مكية كلها وهي في مصحف أول المفصل . وإذا صح أن سبب نزولها قول المشركين وما الرحمان تكون نزلت بعد سورة الفرقان . ابن مسعود
وقيل سبب نزولها قول المشركين إنما يعلمه بشر المحكي في سورة النحل . فرد الله عليهم بأن الرحمن هو الذي علم النبيء - صلى الله عليه وسلم - القرآن .
وهي من أول السور نزولا فقد أخرج أحمد في مسنده بسند جيد عن قالت : أسماء بنت أبي بكر فبأي آلاء ربكما تكذبان . وهذا يقتضي أنها نزلت قبل سورة الحجر . وللاختلاف فيها لم تحقق رتبتها في عداد نزول سور القرآن . وعدها سمعت الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر والمشركون يسمعون يقرأ الجعبري ثامنة وتسعين بناء على قول بأنها مدنية وجعلها بعد سورة الرعد وقبل سورة الإنسان .
وإذ كان الأصح أنها مكية وأنها نزلت قبل سورة الحج وقبل سورة النحل وبعد سورة الفرقان ، فالوجه أن تعد ثالثة وأربعين بعد سورة الفرقان وقبل سورة فاطر .
وعد أهل المدينة ومكة آيها سبعا وسبعين ، وأهل الشام والكوفة ثمانا وسبعين لأنهم عدوا الرحمان آية ، وأهل البصرة ستا وسبعين .