ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون .
ارتقاء في تكذيبهم على ما وعدوا به إخوانهم ، والواو واو الحال وليست واو العطف .
وفعل نصروهم إرادة وقوع الفعل بقرينة قوله ليولن الأدبار ثم لا ينصرون فيكون إطلاق الفعل على إرادته مثل قوله تعالى إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم [ ص: 101 ] الآية وقوله فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم .
وقوله تعالى للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر ، أي يريدون العود إلى ما امتنعوا منه بالإيلاء . والمعنى : أنه لو فرض أنهم أرادوا نصرهم فإن أمثالهم لا يترقب منهم الثبات في الوغى فلو أرادوا نصرهم وتجهزوا معهم لفروا عند الكريهة وهذا كقوله تعالى لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم .
ويجوز أن يكون أطلق النصر على الإعانة بالرجال والعتاد وهو من معنى النصر .
و ( ثم ) في قوله ( ثم لا ينصرون ) للتراخي الرتبي كما هو شأنها في عطف الجمل فإن انتفاء النصر أعظم رتبة في تأييس أهل الكتاب من الانتفاع بإعانة المنافقين فهو أقوى من انهزام المنافقين إذا جاءوا لإعانة أهل الكتاب في القتال .
والنصر هنا بمعنى : الغلب .
وضمير لا ينصرون عائد إلى الذين كفروا من أهل الكتاب إذ الكلام جار على . وعد المنافقين بنصر أهل الكتاب
والمقصود وتأمينهم من بأس أعدائهم . تثبيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين