إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم
ويجوز أن تكون الجملة بمنزلة العلة لجملة يحسبون كل صيحة عليهم على هذا المعنى أيضا .ويجوز أن تكون استئنافا ابتدائيا لذكر حالة من أحوالهم تهم المسلمين معرفتها ليترتب عليها تفريع فاحذرهم وعلى كل التقادير فنظم الكلام واف بالغرض من فضح دخائلهم .
والتعريف في العدو تعريف الجنس الدال على معين كمال حقيقة العدو فيهم ، لأن أعدى الأعادي العدو المتظاهر بالموالاة وهو مداح وتحت ضلوعه الداء الدوي . وعلى هذا المعنى رتب عليه الأمر بالحذر منهم .
[ ص: 242 ] والعدو : اسم يقع على الواحد والجمع . والمراد : الحذر من الاغترار بظواهرهم الخلابة لئلا يخلص المسلمون إليهم بسرهم ولا يتقبلوا نصائحهم خشية المكائد .
والخطاب للنبيء - صلى الله عليه وسلم - ليبلغه المسلمين فيحذروهم .