إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور   تكاد تميز من الغيظ  الجملة مستأنفة استئنافا بيانيا لبيان ذم مصيرهم في جهنم ، أي من جملة مذام مصيرهم مذمة ما يسمعونه فيها من أصوات مؤلمة مخيفة . 
و ( إذا ) ظرف متعلق ب ( سمعوا ) يدل على الاقتران بين زمن الإلقاء وزمن سماع الشهيق . 
والشهيق : تردد الأنفاس في الصدر لا تستطيع الصعود لبكاء ونحوه أطلق على صوت التهاب نار جهنم الشهيق تفظيعا له ؛ لأن قوله سمعوا لها  يقتضي أن الشهيق شهيقها ؛ لأن أصل اللام أن تكون لشبه الملك . 
وجملة وهي تفور  حال من ضمير ( فيها ) وتفور : تغلي وترتفع ألسنة لهيبها . 
 [ ص: 24 ] و الغيظ أشد الغضب . وقوله تكاد تميز من الغيظ  خبر ثان عن ضمير ( وهي ) مثلت حالة فورانها وتصاعد ألسنة لهيبها ورطمها ما فيها والتهام من يلقون إليها ، بحال مغتاظ شديد الغيظ لا يترك شيئا مما غاظه إلا سلط عليه ما يستطيع من الأضرار . 
واستعمل المركب الدال على الهيئة المشبه بها مع مرادفاته كقولهم : يكاد فلان يتميز غيظا ويتقصف غضبا ، أي يكاد تتفرق أجزاؤه فيتميز بعضها عن بعض وهذا من التمثيلية المكنية وقد وضحناها في تفسير قوله تعالى أولئك على هدى من ربهم  في سورة البقرة . 
ونظير هذه الاستعارة قوله تعالى فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض  في سورة الكهف إذ مثل الجدار بشخص له إرادة . 
و ( تميز ) أصله تتميز ، أي تنفصل ، أي تتجزأ أجزاء تخييلا لشدة الاضطراب بأن أجزاءها قاربت أن تتقطع ، وهذا كقولهم : غضب فلان فطارت منه شقة في الأرض وشقة في السماء . 
				
						
						
