nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24nindex.php?page=treesubj&link=29042_33177_31831ولا تزد الظالمين إلا ضلالا يجوز أن تكون هذه الجملة تتمة كلام
نوح متصلة بحكاية كلامه السابق ، فتكون الواو عاطفة جزء جملة مقولة لفعل ( قال ) على جزئها الذي قبلها عطف المفاعيل بعضها على بعض كما تقول قال
امرؤ القيس :
قفا نبك
. ختم
نوح شكواه إلى الله بالدعاء على الضالين - المتحدث عنهم - بأن يزيدهم الله ضلالا .
ولا يريبك عطف الإنشاء على الخبر ؛ لأن منع عطف الإنشاء على الخبر على الإطلاق غير وجيه والقرآن طافح به .
ويجوز أن تكون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24ولا تزد الظالمين إلا ضلالا غير متصلة بحكاية كلامه في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=21قال نوح رب إنهم عصوني بل هو حكاية كلام آخر له صدر في موقف آخر فتكون الواو عاطفة جملة مقولة قول على جملة مقولة قول آخر ، أي : نائبة عن فعل ( قال ) كما تقول : قال
امرؤ القيس :
قفا نبك
، و :
ألا عم صباحا أيها الطلل البالي
وقد نحا هذا المعنى من يأبون عطف الإنشاء على الخبر .
والمراد بـ الظالمين : قومه الذين عصوه فكان مقتضى الظاهر التعبير عنهم بالضمير عائدا على " قومي " من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=5دعوت قومي ليلا ونهارا فعدل عن
[ ص: 211 ] الإضمار إلى الإظهار على خلاف مقتضى الظاهر لما يؤذن به وصف الظالمين من استحقاقهم الحرمان من عناية الله بهم لظلمهم ، أي : إشراكهم بالله ، فالظلم هنا الشرك
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13إن الشرك لظلم عظيم .
والضلال ، مستعار لعدم الاهتداء إلى طرائق المكر الذي خشي
نوح غائلته في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=22ومكروا مكرا كبارا ، أي : حل بيننا وبين مكرهم ولا تزدهم إمهالا في طغيانهم علينا إلا أن تضللهم عن وسائله ، فيكون الاستثناء من تأكيد الشيء بما يشبه ضده ، أو أراد إبهام طرق النفع عليهم حتى تنكسر شوكتهم وتلين شكيمتهم نظير قول
موسى - عليه السلام -
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم .
وليس المراد بالضلال الضلال عن طريق الحق والتوحيد لظهور أنه ينافي دعوة
نوح قومه إلى الاستغفار والإيمان بالبعث فكيف يسأل الله أن يزيدهم منه .
ويجوز أن يكون الضلال أطلق على العذاب المسبب عن الضلال ، أي : في عذاب يوم القيامة وهو عذاب الإهانة والآلام .
ويجوز أن تكون جملة معترضة وهي من كلام الله تعالى
لنوح فتكون الواو اعتراضية ويقدر قول محذوف : وقلنا لا تزد الظالمين . والمعنى : ولا تزد في دعائهم فإن ذلك لا يزيدهم إلا ضلالا ، فالزيادة منه تزيدهم كفرا وعنادا . وبهذا يبقى الضلال مستعملا في معناه المشهور في اصطلاح القرآن ، فصيغة النهي مستعملة في التأييس من نفع دعوته إياهم . وأعلم الله
نوحا أنه مهلكهم بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=25أغرقوا فأدخلوا نارا الآية وهذا في معنى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون .
ألا ترى أن ختام كلتا الآيتين متحد المعنى من قوله هنا أغرقوا وقوله في الآية الأخرى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37إنهم مغرقون .
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24nindex.php?page=treesubj&link=29042_33177_31831وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْجُمْلَةُ تَتِمَّةَ كَلَامِ
نُوحٍ مُتَّصِلَةً بِحِكَايَةِ كَلَامِهِ السَّابِقِ ، فَتَكُونُ الْوَاوُ عَاطِفَةَ جُزْءِ جُمْلَةٍ مَقُولَةٍ لِفِعْلِ ( قَالَ ) عَلَى جُزْئِهَا الَّذِي قَبْلَهَا عَطْفَ الْمَفَاعِيلِ بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ كَمَا تَقُولُ قَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ :
قِفَا نَبْكِ
. خَتَمَ
نُوحٌ شَكْوَاهُ إِلَى اللَّهِ بِالدُّعَاءِ عَلَى الضَّالِّينَ - الْمُتَحَدَّثِ عَنْهُمْ - بِأَنْ يَزِيدَهُمُ اللَّهُ ضَلَالًا .
وَلَا يُرِيبُكَ عَطْفُ الْإِنْشَاءِ عَلَى الْخَبَرِ ؛ لِأَنَّ مَنْعَ عَطْفِ الْإِنْشَاءِ عَلَى الْخَبَرِ عَلَى الْإِطْلَاقِ غَيْرُ وَجِيهٍ وَالْقُرْآنُ طَافِحٌ بِهِ .
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا غَيْرَ مُتَّصِلَةٍ بِحِكَايَةِ كَلَامِهِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=21قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي بَلْ هُوَ حِكَايَةُ كَلَامٍ آخَرَ لَهُ صَدْرٌ فِي مَوْقِفٍ آخَرَ فَتَكُونُ الْوَاوُ عَاطِفَةً جُمْلَةَ مَقُولَةِ قَوْلٍ عَلَى جُمْلَةِ مَقُولَةِ قَوْلٍ آخَرَ ، أَيْ : نَائِبَةٍ عَنْ فِعْلِ ( قَالَ ) كَمَا تَقُولُ : قَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ :
قِفَا نَبْكِ
، وَ :
أَلَا عِمْ صَبَاحًا أَيُّهَا الطَّلَلُ الْبَالِي
وَقَدْ نَحَا هَذَا الْمَعْنَى مَنْ يَأْبَوْنَ عَطْفَ الْإِنْشَاءِ عَلَى الْخَبَرِ .
وَالْمُرَادُ بِـ الظَّالِمِينَ : قَوْمُهُ الَّذِينَ عَصَوْهُ فَكَانَ مُقْتَضَى الظَّاهِرِ التَّعْبِيرَ عَنْهُمْ بِالضَّمِيرِ عَائِدًا عَلَى " قَوْمِي " مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=5دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا فَعَدَلَ عَنْ
[ ص: 211 ] الْإِضْمَارِ إِلَى الْإِظْهَارِ عَلَى خِلَافِ مُقْتَضَى الظَّاهِرِ لِمَا يُؤْذِنُ بِهِ وَصْفُ الظَّالِمِينَ مِنِ اسْتِحْقَاقِهِمِ الْحِرْمَانَ مِنْ عِنَايَةِ اللَّهِ بِهِمْ لِظُلْمِهِمْ ، أَيْ : إِشْرَاكِهِمْ بِاللَّهِ ، فَالظُّلْمُ هُنَا الشِّرْكُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ .
وَالضَّلَالُ ، مُسْتَعَارٌ لِعَدَمِ الِاهْتِدَاءِ إِلَى طَرَائِقِ الْمَكْرِ الَّذِي خَشِيَ
نُوحٌ غَائِلَتَهُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=22وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا ، أَيْ : حُلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَكْرِهِمْ وَلَا تَزِدْهُمْ إِمْهَالًا فِي طُغْيَانِهِمْ عَلَيْنَا إِلَّا أَنْ تُضَلِّلَهُمْ عَنْ وَسَائِلِهِ ، فَيَكُونُ الِاسْتِثْنَاءُ مِنْ تَأْكِيدِ الشَّيْءِ بِمَا يُشْبِهُ ضِدَّهُ ، أَوْ أَرَادَ إِبْهَامَ طُرُقِ النَّفْعِ عَلَيْهِمْ حَتَّى تَنْكَسِرَ شَوْكَتُهُمْ وَتَلِينَ شَكِيمَتُهُمْ نَظِيرَ قَوْلِ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ -
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ .
وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِالضَّلَالِ الضَّلَالَ عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ وَالتَّوْحِيدِ لِظُهُورِ أَنَّهُ يُنَافِي دَعْوَةَ
نُوحٍ قَوْمَهُ إِلَى الِاسْتِغْفَارِ وَالْإِيمَانِ بِالْبَعْثِ فَكَيْفَ يَسْأَلُ اللَّهُ أَنْ يَزِيدَهُمْ مِنْهُ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الضَّلَالُ أُطْلِقَ عَلَى الْعَذَابِ الْمُسَبَّبِ عَنِ الضَّلَالِ ، أَيْ : فِي عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُوَ عَذَابُ الْإِهَانَةِ وَالْآلَامِ .
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ جُمْلَةً مُعْتَرِضَةً وَهِيَ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى
لِنُوحٍ فَتَكُونُ الْوَاوُ اعْتِرَاضِيَّةً وَيُقَدَّرُ قَوْلٌ مَحْذُوفٌ : وَقُلْنَا لَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ . وَالْمَعْنَى : وَلَا تَزِدْ فِي دُعَائِهِمْ فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا ضَلَالًا ، فَالزِّيَادَةُ مِنْهُ تَزِيدُهُمْ كُفْرًا وَعِنَادًا . وَبِهَذَا يَبْقَى الضَّلَالُ مُسْتَعْمَلًا فِي مَعْنَاهُ الْمَشْهُورِ فِي اصْطِلَاحِ الْقُرْآنِ ، فَصِيغَةُ النَّهْيِ مُسْتَعْمَلَةٌ فِي التَّأْيِيسِ مِنْ نَفْعِ دَعْوَتِهِ إِيَّاهُمْ . وَأَعْلَمَ اللَّهُ
نُوحًا أَنَّهُ مُهْلِكُهُمْ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=25أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا الْآيَةَ وَهَذَا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ .
أَلَا تَرَى أَنَّ خِتَامَ كِلْتَا الْآيَتَيْنِ مُتَّحِدُ الْمَعْنَى مِنْ قَوْلِهِ هُنَا أُغْرِقُوا وَقَوْلِهِ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ .