وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا
الخطاب لغير معين ، و ( ثم ) إشارة إلى المكان ولا يكون إلا ظرفا والمشار إليه هنا ما جرى ذكره أعني الجنة المذكورة في قوله ( وجزاهم بما صبروا جنة ) .
[ ص: 398 ] وفعل ( رأيت ) الأول منزل منزلة اللازم يدل على حصول الرؤية فقط لا تعلقها بمرئي ، أي إذا وجهت نظرك . و " رأيت " الثاني جواب ( إذا ) ، أي إذا فتحت عينك ترى نعيما .
والتقييد بـ ( إذا ) أفاد معنى الشرطية فدل على أن رؤية النعيم لا تتخلف عن بصر المبصر هنالك فأفاد معنى : لا ترى إلا نعيما ، أي بخلاف ما يرى في جهات الدنيا .
وفي قوله ( وملكا كبيرا ) تشبيه بليغ ، أي مثل أحوال الملك الكبير المتنعم به .
وفائدة هذا التشبيه تقريب المشبه لمدارك العقول .
والكبير مستعار للتعظيم وهو زائد على النعيم بما فيه من رفعة وتذليل للمصاعب .