الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 95 ] أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين .

استئناف للتوبة بسداد عملهم : من الاستغفار ، وقبول الله منهم .

وجيء باسم الإشارة لإفادة أن المشار إليهم صاروا أحرياء بالحكم الوارد بعد اسم الإشارة ، لأجل تلك الأوصاف التي استوجبوا الإشارة لأجلها .

وهذا الجزاء وهو المغفرة وعد من الله تعالى ، تفصيلا منه : بأن جعل الإقلاع عن المعاصي سببا في غفران ما سلف منها . وأما الجنات فإنما خلصت لهم لأجل المغفرة ، ولو أخذوا بسالف ذنوبهم لما استحقوا الجنات . فالكل فضل منه تعالى .

وقوله ونعم أجر العاملين تذييل لإنشاء مدح الجزاء . والمخصوص بالمدح محذوف تقديره هو . والواو للعطف على جملة جزاؤهم مغفرة فهو من عطف الإنشاء على الإخبار وهو كثير فصيح في الكلام وسمي الجزاء أجرا لأنه كان عن وعد للعامل بما عمل . والتعريف في العاملين للعهد أي : ونعم أجر العاملين هذا الجزاء ، وهذا تفضيل له وللعمل المجازى عليه أي إذا كان لأصناف العاملين أجور ، كما هو المتعارف ، فهذا نعم الأجر لعامل .

التالي السابق


الخدمات العلمية