[ ص: 467 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة البينة
وردت تسمية هذه السورة في كلام النبيء - صلى الله عليه وسلم - ( لم يكن الذين كفروا ) .
روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك : إن الله أمرني أن أقرأ عليك ( لأبي بن كعب لم يكن الذين كفروا ) قال : وسماني لك ؟ قال : نعم . فبكى فقوله : أن أقرأ عليك ( أن النبيء - صلى الله عليه وسلم - قال لم يكن الذين كفروا ) واضح أنه أراد السورة كلها فسماها بأول جملة فيها ، وسميت هذه السورة في معظم كتب التفسير وكتب السنة سورة ( لم يكن ) بالاقتصار على أول كلمة منها ، وهذا الاسم هو المشهور في تونس بين أبناء الكتاتيب .
وسميت في أكثر المصاحف ( سورة القيمة ) وكذلك في بعض التفاسير . وسميت في بعض المصاحف ( سورة البينة ) .
وذكر في الإتقان أنها سميت في مصحف أبي ( سورة أهل الكتاب ) ، أي : لقوله تعالى : لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ، وسميت سورة ( البرية ) وسميت ( سورة الانفكاك ) . فهذه ستة أسماء .
واختلف في أنها مكية أو مدنية ؛ قال ابن عطية : الأشهر أنها مكية وهو قول جمهور المفسرين . وعن ابن الزبير هي مدنية . وعطاء بن يسار
وعكس القرطبي فنسب القول بأنها مدنية إلى الجمهور والقول بأنها مكية إلى وابن عباس . وأخرج يحيى بن سلام ابن كثير عن بسنده إلى أحمد بن حنبل أبي حبة البدري قال : ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب إلى آخرها قال جبريل : يا رسول الله ، إن الله يأمرك أن تقرئها أبيا ) الحديث ، أي : لما نزلت وأبي من أهل المدينة . وجزم البغوي وابن كثير بأنها مدنية ، وهو الأظهر لكثرة ما فيها من تخطئة [ ص: 468 ] أهل الكتاب ولحديث أبي حبة البدري ، وقد عدها في عداد السور المدنية . قال جابر بن زيد ابن عطية : إن النبيء - صلى الله عليه وسلم - إنما دفع إلى مناقضة أهل الكتاب بالمدينة .
وقد عدت المائة وإحدى في ترتيب النزول نزلت بعد سورة الطلاق وقبل سورة الحشر ، فتكون نزلت قبل غزوةبني النضير ، وكانت غزوة النضير سنة أربع في ربيع الأول ؛ فنزول هذه السورة آخر سنة ثلاث أو أول سنة أربع .
وعدد آياتها ثمان عند الجمهور ، وعدها أهل البصرة تسع آيات .