وسبب نزولها فيما حكاه الواحدي  في أسباب النزول  وابن إسحاق  في السيرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يطوف في الكعبة  فاعترضه الأسود بن المطلب بن أسد ،  والوليد بن المغيرة ،  وأمية بن خلف ،  والعاص بن وائل    . وكانوا ذوي أسنان في قومهم ، فقالوا : يا محمد ،  هلم فلنعبد ما تعبد سنة ، وتعبد ما نعبد سنة ، فنشترك نحن وأنت في الأمر ، فإن كان الذي تعبد خيرا مما نعبد كنا قد أخذنا بحظه منه ، وإن كان ما نعبد خيرا مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه ، فقال : معاذ الله أن أشرك به غيره ، فأنزل الله فيهم قل يا أيها الكافرون  السورة كلها ، فغدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش  فقرأها عليهم ، فيئسوا منه عند ذلك ، وإنما عرضوا عليه ذلك لأنهم رأوا حرصه على أن يؤمنوا ، فطمعوا أن يستزلوه إلى الاعتراف بإلهية أصنامهم . 
وعن  ابن عباس    : فيئسوا منه وآذوه وآذوا أصحابه . 
وبهذا يعلم الغرض الذي اشتملت عليه ، وأنه تأييسهم من أن يوافقهم في شيء مما هم عليه من الكفر بالقول الفصل المؤكد في الحال والاستقبال ، وأن دين الإسلام لا يخالط شيئا من دين الشرك . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					