[ ص: 116 ] من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما .
تذييل لجملة وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما وإنما عطفت باعتبار إلحاقها بجملة ومن يطع الله والرسول على جملة ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به . وجيء باسم الإشارة في جملة جواب الشرط للتنبيه على جدارتهم بمضمون الخبر عن اسم الإشارة لأجل مضمون الكلام الذي قبل اسم الإشارة . والمعية معية المنزلة في الجنة وإن كانت الدرجات متفاوتة .
ومعنى من يطع من يتصف بتمام معنى الطاعة ، أي أن لا يعصي الله ورسوله . ودلت " مع " على أن مكانة مدخولها أرسخ وأعرف .
وفي الحديث الصحيح . والصديقون هم الذين صدقوا الأنبياء ابتداء ، مثل الحواريين والسابقين الأولين من المؤمنين . وأما الشهداء فهم من قتلوا في سبيل إعلاء كلمة الله . والصالحون الذين لزمتهم الاستقامة . أنت مع من أحببت
و ( حسن ) فعل مراد به المدح ملحق بنعم ومضمن معنى التعجب من حسنهم ، وذلك شأن " فعل " بضم العين من الثلاثي أن يدل على مدح أو ذم بحسب مادته مع التعجب ، وأصل الفعل " حسن " بفتحتين فحول إلى فعل بضم العين لقصد المدح والتعجب . و " أولئك " فاعل " حسن " . و " رفيقا " تمييز ، أي ما أحسنهم حسنوا من جنس الرفقاء .
والرفيق يستوي فيه الواحد والجمع ، وفي حديث الوفاة الرفيق الأعلى . وتعريف الجزأين في قوله ذلك الفضل من الله يفيد الحصر وهو حصر ادعائي لأن فضل الله أنواع ، وأصناف ، ولكنه أريد المبالغة في قوة هذا الفضل ، فهو كقولهم : أنت الرجل .
والتذييل بقوله وكفى بالله عليما للإشارة إلى أن الذين تلبسوا بهذه المنقبة ، وإن لم يعلمهم الناس ، فإن الله يعلمهم والجزاء بيده فهو يوفيهم الجزاء على قدر ما علم منهم ، وقد تقدم نظيره في هذه السورة .