nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123nindex.php?page=treesubj&link=28975ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=124ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا [ ص: 208 ] الأظهر أن قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123ليس بأمانيكم استئناف ابتدائي للتنويه بفضائل الأعمال ، والتشويه بمساويها ، وأن في ليس ضميرا عائدا على الجزاء المفهوم من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123يجز به ، أي ليس الجزاء تابعا لأماني الناس ومشتهاهم ، بل هو أمر
nindex.php?page=treesubj&link=29468_30531مقدر من الله تعالى تقديرا بحسب الأعمال ، ومما يؤيد أن يكون قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123ليس بأمانيكم استئنافا ابتدائيا أنه وقع بعد تذييل مشعر بالنهاية وهو قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=122ومن أصدق من الله قيلا .
ومما يرجحه أن في ذلك الاعتبار إبهاما في الضمير ، ثم بيانا له بالجملة بعده ، وهي
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123من يعمل سوءا يجز به ; وأن فيه تقديم جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123ليس بأمانيكم عن موقعها الذي يترقب في آخر الكلام ، فكان تقديمها إظهارا للاهتمام بها ، وتهيئة لإبهام الضمير . وهذه كلها خصائص من طرق الإعجاز في النظم .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123من يعمل سوءا يجز به استئناف بياني ناشئ عن جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123ليس بأمانيكم لأن السامع يتساءل عن بيان هذا النفي المجمل . ولهذا الاستئناف موقع من البلاغة وخصوصية تفوت بغير هذا النظم الذي فسرناه .
وجعل صاحب الكشاف الضمير المستتر عائدا على وعد الله ، أي ليس وعد الله بأمانيكم; فتكون الجملة من تكملة الكلام السابق حالا من وعد الله ، وتكون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123من يعمل سوءا يجز به استئنافا ابتدائيا محضا .
روى
الواحدي في أسباب النزول بسنده إلى
أبي صالح ، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير بسنده إلى
مسروق ، وقتادة ، والسدي ، والضحاك ، وبعض الروايات يزيد على بعض ، أن سبب نزولها : أنه وقع تحاج بين المسلمين وأهل الكتاب :
اليهود والنصارى ، كل فريق يقول للآخرين : نحن خير منكم ، ويحتج لذلك ويقول : لن يدخل الجنة إلا من كان على ديننا . فأنزل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب الآيات . فبين أن
nindex.php?page=treesubj&link=30531_30415كل من اتبع هدى الله فهو من أهل الجنة وكل من ضل وخالف أمر الله فهو مجازى بسوء عمله ، فالذين آمنوا من
اليهود قبل بعثة
عيسى وعملوا الصالحات هم من أهل الجنة وإن لم يكونوا على دين
عيسى ، فبطل قول
النصارى : لن يدخل الجنة إلا من كان على ديننا . والذين آمنوا
بموسى وعيسى قبل بعثة
محمد - عليه وعليهم السلام - وعملوا الصالحات يدخلون الجنة ، فبطل قول المسلمين
واليهود : لن يدخل الجنة إلا من كان على ديننا : فكانت هذه الآية حكما فصلا بين الفرق ، وتعليما لهم أن ينظروا في توفر حقيقة الإيمان الصحيح ، وتوفر العمل الصالح معه ، ولذلك جمع الله أماني الفرق الثلاث بقوله
[ ص: 209 ] nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب . ثم إن الله لوح إلى فلج حجة المسلمين بإشارة قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=124وهو مؤمن فإن كان إيمان اختل منه بعض ما جاء به الدين الحق ، فهو كالعدم ، فعقب هذه الآية بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=125ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا . والمعنى أن الفوز في جانب المسلمين ، لا لأن أمانيهم كذلك ، بل لأن أسباب الفوز والنجاة متوفرة في دينهم . وعن
عكرمة : قالت
اليهود والنصارى : لن يدخل الجنة إلا من كان منا . وقال المشركون : لا نبعث .
والباء في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123بأمانيكم للملابسة ، أي ليس الجزاء حاصلا حصولا على حسب أمانيكم ، وليست هي الباء التي تزاد في خبر ليس لأن أماني المخاطبين واقعة لا منفية .
والأماني : جمع أمنية ، وهي اسم للتمني ، أي تقدير غير الواقع واقعا . والأمنية بوزن أفعولة كالأعجوبة . وقد تقدم ذلك في تفسير قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=78لا يعلمون الكتاب إلا أماني في سورة البقرة . وكأن ذكر المسلمين في الأماني لقصد التعميم في تفويض الأمور إلى ما حكم الله ووعد ، وأن ما كان خلاف ذلك لا يعتد به ، وما وافقه هو الحق ، والمقصد المهم هو قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123ولا أماني أهل الكتاب على نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=24وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين فإن
اليهود كانوا في غرور ، يقولون :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=80لن تمسنا النار إلا أياما معدودة . وقد سمى الله تلك أماني عند ذكره في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=80وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة " تلك أمانيهم " . أما المسلمون فمحاشون من اعتقاد مثل ذلك .
وقيل : الخطاب لكفار العرب ، أي ليس بأماني المشركين ، إذ جعلوا الأصنام شفعاءهم عند الله ، ولا أماني أهل الكتاب الذين زعموا أن أنبياءهم وأسلافهم يغنون عنهم من عذاب الله ، وهو محمل للآية .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا زيادة تأكيد ، لرد عقيدة من يتوهم أن أحدا يغني عن عذاب الله .
والولي هو المولى ، أي المشارك في نسب القبيلة ، والمراد به المدافع عن قريبه ، والنصير الذي إذا استنجدته نصرك ، أو الحليف ، وكان النصر في الجاهلية بأحد هذين النوعين .
[ ص: 210 ] ووجه قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=124من ذكر أو أنثى قصد التعميم والرد على من يحرم المرأة حظوظا كثيرة من الخير من أهل الجاهلية أو من أهل الكتاب . وفي الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341579وليشهدن الخير ودعوة المسلمين . و " من " لبيان الإبهام الذي في من الشرطية في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=124ومن يعمل من الصالحات .
وقرأ الجمهور " يدخلون " بفتح التحتية وضم الخاء . وقرأه
ابن كثير ، وأبو عمرو ، وأبو بكر عن
عاصم ، وأبو جعفر ، وروح عن
يعقوب بضم التحتية وفتح الخاء على البناء للنائب .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123nindex.php?page=treesubj&link=28975لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=124وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهْوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا [ ص: 208 ] الْأَظْهَرُ أَنَّ قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ اسْتِئْنَافٌ ابْتِدَائِيٌّ لِلتَّنْوِيهِ بِفَضَائِلِ الْأَعْمَالِ ، وَالتَّشْوِيهِ بِمَسَاوِيهَا ، وَأَنَّ فِي لَيْسَ ضَمِيرًا عَائِدًا عَلَى الْجَزَاءِ الْمَفْهُومِ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123يُجْزَ بِهِ ، أَيْ لَيْسَ الْجَزَاءُ تَابِعًا لِأَمَانِيِّ النَّاسِ وَمُشْتَهَاهُمْ ، بَلْ هُوَ أَمْرٌ
nindex.php?page=treesubj&link=29468_30531مُقَدَّرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى تَقْدِيرًا بِحَسَبَ الْأَعْمَالِ ، وَمِمَّا يُؤَيِّدُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ اسْتِئْنَافًا ابْتِدَائِيًّا أَنَّهُ وَقَعَ بَعْدَ تَذْيِيلٍ مُشْعِرٍ بِالنِّهَايَةِ وَهُوَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=122وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا .
وَمِمَّا يُرَجِّحُهُ أَنَّ فِي ذَلِكَ الِاعْتِبَارِ إِبْهَامًا فِي الضَّمِيرِ ، ثُمَّ بَيَانًا لَهُ بِالْجُمْلَةِ بَعْدَهُ ، وَهِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ; وَأَنَّ فِيهِ تَقْدِيمُ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ عَنْ مَوْقِعِهَا الَّذِي يُتَرَقَّبُ فِي آخِرِ الْكَلَامِ ، فَكَانَ تَقْدِيمُهَا إِظْهَارًا لِلِاهْتِمَامِ بِهَا ، وَتَهْيِئَةً لِإِبْهَامِ الضَّمِيرِ . وَهَذِهِ كُلُّهَا خَصَائِصُ مِنْ طُرُقِ الْإِعْجَازِ فِي النَّظْمِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ اسْتِئْنَافٌ بَيَانِيٌّ نَاشِئٌ عَنْ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ لِأَنَّ السَّامِعَ يَتَسَاءَلُ عَنْ بَيَانِ هَذَا النَّفْيِ الْمُجْمَلِ . وَلِهَذَا الِاسْتِئْنَافُ مَوْقِعٌ مِنَ الْبَلَاغَةِ وَخُصُوصِيَّةٌ تَفُوتُ بِغَيْرِ هَذَا النَّظْمِ الَّذِي فَسَّرْنَاهُ .
وَجَعَلَ صَاحِبُ الْكَشَّافِ الضَّمِيرَ الْمُسْتَتِرَ عَائِدًا عَلَى وَعْدِ اللَّهِ ، أَيْ لَيْسَ وَعْدُ اللَّهِ بِأَمَانِيِّكُمْ; فَتَكُونُ الْجُمْلَةُ مِنْ تَكْمِلَةِ الْكَلَامِ السَّابِقِ حَالًا مِنْ وَعْدَ اللَّهِ ، وَتَكُونُ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ اسْتِئْنَافًا ابْتِدَائِيًّا مَحْضًا .
رَوَى
الْوَاحِدِيُّ فِي أَسْبَابِ النُّزُولِ بِسَنَدِهِ إِلَى
أَبِي صَالِحٍ ، وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ بِسَنَدِهِ إِلَى
مَسْرُوقٍ ، وَقَتَادَةَ ، وَالسُّدِّيِّ ، وَالضَّحَّاكِ ، وَبَعْضُ الرِّوَايَاتِ يَزِيدُ عَلَى بَعْضٍ ، أَنَّ سَبَبَ نُزُولِهَا : أَنَّهُ وَقَعَ تَحَاجٌّ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ :
الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ، كُلُّ فَرِيقٍ يَقُولُ لِلْآخَرَيْنِ : نَحْنُ خَيْرٌ مِنْكُمْ ، وَيَحْتَجُّ لِذَلِكَ وَيَقُولُ : لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ عَلَى دِينِنَا . فَأَنْزَلَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ الْآيَاتِ . فَبَيَّنَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30531_30415كُلَّ مَنِ اتَّبَعَ هُدَى اللَّهِ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَكُلَّ مَنْ ضَلَّ وَخَالَفَ أَمْرَ اللَّهِ فَهُوَ مُجَازًى بِسُوءِ عَمِلِهِ ، فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنَ
الْيَهُودِ قَبْلَ بَعْثَةِ
عِيسَى وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ هُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا عَلَى دِينِ
عِيسَى ، فَبَطَلَ قَوْلُ
النَّصَارَى : لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ عَلَى دِينِنَا . وَالَّذِينَ آمَنُوا
بِمُوسَى وَعِيسَى قَبْلَ بَعْثَةِ
مُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلَامُ - وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ، فَبَطَلَ قَوْلُ الْمُسْلِمِينَ
وَالْيَهُودِ : لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ عَلَى دِينِنَا : فَكَانَتْ هَذِهِ الْآيَةُ حَكَمًا فَصْلًا بَيْنَ الْفِرَقِ ، وَتَعْلِيمًا لَهُمْ أَنْ يَنْظُرُوا فِي تَوَفُّرِ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ الصَّحِيحِ ، وَتَوَفُّرِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ مَعَهُ ، وَلِذَلِكَ جَمَعَ اللَّهُ أَمَانِيَّ الْفِرَقِ الثَّلَاثِ بِقَوْلِهِ
[ ص: 209 ] nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ . ثُمَّ إِنِ اللَّهَ لَوَّحَ إِلَى فَلْجِ حُجَّةِ الْمُسْلِمِينَ بِإِشَارَةِ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=124وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَإِنْ كَانَ إِيمَانٌ اخْتَلَّ مِنْهُ بَعْضُ مَا جَاءَ بِهِ الدِّينُ الْحَقُّ ، فَهُوَ كَالْعَدَمِ ، فَعَقَّبَ هَذِهِ الْآيَةَ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=125وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا . وَالْمَعْنَى أَنَّ الْفَوْزَ فِي جَانِبِ الْمُسْلِمِينَ ، لَا لِأَنَّ أَمَانِيَّهُمْ كَذَلِكَ ، بَلْ لِأَنَّ أَسْبَابَ الْفَوْزِ وَالنَّجَاةِ مُتَوَفِّرَةٌ فِي دِينِهِمْ . وَعَنْ
عِكْرِمَةَ : قَالَتِ
الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى : لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ مِنَّا . وَقَالَ الْمُشْرِكُونَ : لَا نُبْعَثُ .
وَالْبَاءُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123بِأَمَانِيِّكُمْ لِلْمُلَابَسَةِ ، أَيْ لَيْسَ الْجَزَاءُ حَاصِلًا حُصُولًا عَلَى حَسَبِ أَمَانِيِّكُمْ ، وَلَيْسَتْ هِيَ الْبَاءُ الَّتِي تُزَادُ فِي خَبَرِ لَيْسَ لِأَنَّ أَمَانِيَّ الْمُخَاطَبِينَ وَاقِعَةٌ لَا مَنْفِيَّةٌ .
وَالْأَمَانِيُّ : جَمْعُ أُمْنِيَّةٍ ، وَهِيَ اسْمٌ لِلتَّمَنِّي ، أَيْ تَقْدِيرِ غَيْرِ الْوَاقِعِ وَاقِعًا . وَالْأُمْنِيَّةُ بِوَزْنِ أُفْعُولَةٍ كَالْأُعْجُوبَةِ . وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=78لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ . وَكَأَنَّ ذِكْرَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْأَمَانِيِّ لِقَصْدِ التَّعْمِيمِ فِي تَفْوِيضِ الْأُمُورِ إِلَى مَا حَكَمَ اللَّهُ وَوَعَدَ ، وَأَنَّ مَا كَانَ خِلَافَ ذَلِكَ لَا يُعْتَدُّ بِهِ ، وَمَا وَافَقَهُ هُوَ الْحَقُّ ، وَالْمَقْصِدُ الْمُهِمُّ هُوَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ عَلَى نَحْوِ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=24وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ فَإِنَّ
الْيَهُودَ كَانُوا فِي غُرُورٍ ، يَقُولُونَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=80لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً . وَقَدْ سَمَّى اللَّهُ تِلْكَ أَمَانِيَّ عِنْدَ ذِكْرِهِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=80وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً " تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ " . أَمَّا الْمُسْلِمُونَ فَمُحَاشُونَ مِنَ اعْتِقَادِ مِثْلِ ذَلِكَ .
وَقِيلَ : الْخِطَابُ لِكُفَّارِ الْعَرَبِ ، أَيْ لَيْسَ بِأَمَانِيِّ الْمُشْرِكِينَ ، إِذْ جَعَلُوا الْأَصْنَامَ شُفَعَاءَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ ، وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّ أَنْبِيَاءَهُمْ وَأَسْلَافَهُمْ يُغْنُونَ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ ، وَهُوَ مَحْمَلٌ لِلْآيَةِ .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا زِيَادَةُ تَأْكِيدٍ ، لِرَدِّ عَقِيدَةِ مَنْ يَتَوَهَّمُ أَنَّ أَحَدًا يُغْنِي عَنْ عَذَابِ اللَّهِ .
وَالْوَلِيُّ هُوَ الْمَوْلَى ، أَيِ الْمُشَارِكُ فِي نَسَبِ الْقَبِيلَةِ ، وَالْمُرَادُ بِهِ الْمُدَافِعُ عَنْ قَرِيبِهِ ، وَالنَّصِيرُ الَّذِي إِذَا اسْتَنْجَدْتَهُ نَصَرَكَ ، أَوِ الْحَلِيفُ ، وَكَانَ النَّصْرُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِأَحَدِ هَذَيْنِ النَّوْعَيْنِ .
[ ص: 210 ] وَوَجْهُ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=124مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى قَصْدُ التَّعْمِيمِ وَالرَّدِّ عَلَى مَنْ يَحْرِمُ الْمَرْأَةَ حُظُوظًا كَثِيرَةً مِنَ الْخَيْرِ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ أَوْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ . وَفِي الْحَدِيثِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341579وَلْيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ . وَ " مِنْ " لِبَيَانِ الْإِبْهَامِ الَّذِي فِي مَنِ الشَّرْطِيَّةِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=124وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ " يَدْخُلُونَ " بِفَتْحِ التَّحْتِيَّةِ وَضَمِّ الْخَاءِ . وَقَرَأَهُ
ابْنُ كَثِيرٍ ، وَأَبُو عَمْرٍو ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ ، وَرَوْحٌ عَنْ
يَعْقُوبَ بِضَمِّ التَّحْتِيَّةِ وَفَتْحِ الْخَاءِ عَلَى الْبِنَاءِ لِلنَّائِبِ .