قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون .
هذا ختام للمجادلة معهم وتذييل للكلام المفتتح بقوله قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ، أي قل لهم هذا التذييل عقب ذلك الاستدلال .
وشبهت حالة من لا يفقه الأدلة ولا يفكك بين المعاني المتشابهة بحالة الأعمى الذي لا يعرف أين يقصد ولا أين يضع قدمه . وشبهت حالة من يميز الحقائق ولا يلتبس عليه بعضها ببعض بحالة القوي البصر حيث لا تختلط عليه الأشباح . وهذا تمثيل لحال المشركين في فساد الوضع لأدلتهم وعقم أقيستهم ، ولحال المؤمنين الذين اهتدوا ووضعوا الأشياء مواضعها ، أو تمثيل لحال المشركين التي هم متلبسون بها والحال المطلوبة منهم التي نفروا منها ليعلموا أي الحالين أولى بالتخلق .
وقوله أفلا تتفكرون استفهام إنكار . وهو معطوف بالفاء على الاستفهام الأول ، لأنه مترتب عليه لأن عدم استواء الأعمى والبصير بدهي لا يسعهم إلا الاعتراف بعدم استوائهما فلا جرم أن يتفرع عليه إنكار عدم تفكرهم في أنهم بأيهما أشبه . والكلام على الأمر بالقول مثل ما تقدم عند قوله تعالى قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة .
[ ص: 244 ] والتفكر : جولان العقل في طريق استفادة علم صحيح .