nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58nindex.php?page=treesubj&link=28977قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين .
استئناف بياني لأن قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57ما عندي ما تستعجلون به يثير سؤالا في نفس السامع أن يقول : فلو كان بيدك إنزال العذاب بهم ماذا تصنع ، فأجيب بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58لو أن عندي ما تستعجلون به الآية . وإذ قد كان قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58لو أن عندي إلخ استئنافا بيانيا فالأمر بأن يقوله في قوة الاستئناف البياني لأن الكلام لما بني كله على تلقين الرسول ما يقوله لهم فالسائل يتطلب من الملقن ماذا سيلقن به رسوله إليهم . ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57عندي ما تستعجلون به تقدم آنفا ، أي لو كان في علمي حكمته وفي قدرتي فعله . وهذا كناية عن معنى لست إلها ولكنني عبد أتبع ما يوحى إلي .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58لقضي الأمر بيني وبينكم جواب ( لو ) . فمعنى قضي تم وانتهى . والأمر مراد به النزاع والخلاف . فالتعريف فيه للعهد ، وبني قضي الأمر للمجهول لظهور أن قاضيه هو من بيده ما يستعجلون به .
وتركيب قضي الأمر شاع فجرى مجرى المثل ، فحذف الفاعل ليصلح التمثل به في كل مقام ، ومنه قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=41قضي الأمر الذي فيه تستفتيان وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=39وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر ; ولذلك إذا جاء في غير طريقة المثل يصرح بفاعله كقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=66وقضينا إليه ذلك الأمر .
وذلك القضاء يحتمل أمورا : منها أن يأتيهم بالآية المقترحة فيؤمنوا ، أو أن يغضب فيهلكهم ، أو أن يصرف قلوبهم عن طلب ما لا يجيبهم إليه فيتوبوا ويرجعوا .
[ ص: 270 ] وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58والله أعلم بالظالمين تذييل ، أي الله أعلم مني ومن كل أحد بحكمة تأخير العذاب وبوقت نزوله ، لأنه العليم الخبير الذي عنده ما تستعجلون به . والتعبير بالظالمين إظهار في مقام ضمير الخطاب لإشعارهم بأنهم ظالمون في شركهم إذ اعتدوا على حق الله ، وظالمون في تكذيبهم إذ اعتدوا على حق الله ورسوله ، وظالمون في معاملتهم الرسول صلى الله عليه وسلم .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58nindex.php?page=treesubj&link=28977قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ .
اسْتِئْنَافٌ بَيَانِيٌّ لِأَنَّ قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ يُثِيرُ سُؤَالًا فِي نَفْسِ السَّامِعِ أَنْ يَقُولَ : فَلَوْ كَانَ بِيَدِكَ إِنْزَالُ الْعَذَابِ بِهِمْ مَاذَا تَصْنَعُ ، فَأُجِيبَ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ الْآيَةَ . وَإِذْ قَدْ كَانَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58لَوْ أَنَّ عِنْدِي إلخ اسْتِئْنَافًا بَيَانِيًّا فَالْأَمْرُ بِأَنْ يَقُولَهُ فِي قُوَّةِ الِاسْتِئْنَافِ الْبَيَانِيِّ لِأَنَّ الْكَلَامَ لَمَّا بُنِيَ كُلُّهُ عَلَى تَلْقِينِ الرَّسُولِ مَا يَقُولُهُ لَهُمْ فَالسَّائِلُ يَتَطَلَّبُ مِنَ الْمُلَقِّنِ مَاذَا سَيُلَقَّنُ بِهِ رَسُولُهُ إِلَيْهِمْ . وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ تَقَدَّمَ آنِفًا ، أَيْ لَوْ كَانَ فِي عِلْمِي حِكْمَتُهُ وَفِي قُدْرَتِي فِعْلُهُ . وَهَذَا كِنَايَةٌ عَنْ مَعْنَى لَسْتُ إِلَهًا وَلَكِنَّنِي عَبْدٌ أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ جَوَابُ ( لَوْ ) . فَمَعْنَى قُضِيَ تَمَّ وَانْتَهَى . وَالْأَمْرُ مُرَادٌ بِهِ النِّزَاعُ وَالْخِلَافُ . فَالتَّعْرِيفُ فِيهِ لِلْعَهْدِ ، وَبُنِيَ قُضِيَ الْأَمْرُ لِلْمَجْهُولِ لِظُهُورِ أَنَّ قَاضِيَهُ هُوَ مَنْ بِيَدِهِ مَا يَسْتَعْجِلُونَ بِهِ .
وَتَرْكِيبُ قُضِيَ الْأَمْرُ شَاعَ فَجَرَى مَجْرَى الْمَثَلِ ، فَحُذِفَ الْفَاعِلُ لِيَصْلُحَ التَّمَثُّلُ بِهِ فِي كُلِّ مَقَامٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=41قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=39وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ ; وَلِذَلِكَ إِذَا جَاءَ فِي غَيْرِ طَرِيقَةِ الْمَثَلِ يُصَرَّحُ بِفَاعِلِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=66وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ .
وَذَلِكَ الْقَضَاءُ يَحْتَمِلُ أُمُورًا : مِنْهَا أَنْ يَأْتِيَهُمْ بِالْآيَةِ الْمُقْتَرَحَةِ فَيُؤْمِنُوا ، أَوْ أَنْ يَغْضَبَ فَيُهْلِكَهُمْ ، أَوْ أَنْ يَصْرِفَ قُلُوبَهُمْ عَنْ طَلَبِ مَا لَا يُجِيبُهُمْ إِلَيْهِ فَيَتُوبُوا وَيَرْجِعُوا .
[ ص: 270 ] وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ تَذْيِيلٌ ، أَيِ اللَّهُ أَعْلَمُ مِنِّي وَمِنْ كُلِّ أَحَدٍ بِحِكْمَةِ تَأْخِيرِ الْعَذَابِ وَبِوَقْتِ نُزُولِهِ ، لِأَنَّهُ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ الَّذِي عِنْدَهُ مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ . وَالتَّعْبِيرُ بِالظَّالِمِينَ إِظْهَارٌ فِي مَقَامِ ضَمِيرِ الْخِطَابِ لِإِشْعَارِهِمْ بِأَنَّهُمْ ظَالِمُونَ فِي شِرْكِهِمْ إِذِ اعْتَدَوْا عَلَى حَقِّ اللَّهِ ، وَظَالِمُونَ فِي تَكْذِيبِهِمْ إِذِ اعْتَدَوْا عَلَى حَقِّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَظَالِمُونَ فِي مُعَامَلَتِهِمُ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .