nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93nindex.php?page=treesubj&link=28977_32893ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون .
عطفت جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا لأن هذه وعيد بعقاب لأولئك الظالمين المفترين على الله والقائلين أوحي إلينا والقائلين
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93سأنزل مثل ما أنزل الله .
فـ الظالمون في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت يشمل أولئك ويشمل جميع الظالمين المشركين ، ولذلك فالتعريف في الظالمون تعريف الجنس المفيد للاستغراق .
والخطاب في ترى للرسول صلى الله عليه وسلم ، أو كل من تأتى منه الرؤية فلا يختص به مخاطب .
ثم الرؤية المفروضة يجوز أن يراد بها رؤية البصر إذا كان الحال المحكي
[ ص: 377 ] من أحوال يوم القيامة ، وأن تكون علمية إذا كانت الحالة المحكية من أحوال النزع وقبض أرواحهم عند الموت .
ومفعول ترى محذوف دل عليه الظرف المضاف . والتقدير : ولو ترى الظالمين إذ هم في غمرات الموت ، أي وقتهم في غمرات الموت ، ويجوز جعل ( إذ ) اسما مجردا عن الظرفية فيكون هو المفعول كما في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=86واذكروا إذ كنتم قليلا فيكون التقدير ، ولو ترى زمن الظالمون في غمرات الموت . ويتعين على هذا الاعتبار جعل الرؤية علمية لأن الزمن لا يرى .
والمقصود من هذا الشرط تهويل هذا الحال ، ولذلك حذف جواب ( لو ) كما هو الشأن في مقام التهويل . ونظائره كثيرة في القرآن . والتقدير : لرأيت أمرا عظيما .
والغمرة - بفتح الغين - ما يغمر أي يغم من الماء فلا يترك للمغمور مخلصا . وشاعت استعارتها للشدة تشبيها بالشدة الحاصلة للغريق حين يغمره الوادي أو السيل حتى صارت الغمرة حقيقية عرفية في الشدة الشديدة .
وجمع الغمرات يجوز أن يكون لتعدد الغمرات بعدد الظالمين فتكون صيغة الجمع مستعملة في حقيقتها . ويجوز أن يكون لقصد المبالغة في تهويل ما يصيبهم بأنه أصناف من الشدائد هي لتعدد أشكالها وأحوالها لا يعبر عنها باسم مفرد . فيجوز أن يكون هذا وعيدا بعذاب يلقونه في الدنيا في وقت النزع . ولما كان للموت سكرات جعلت غمرة الموت غمرات .
و في للظرفية المجازية للدلالة على شدة ملابسة الغمرات لهم حتى كأنها ظرف يحويهم ويحيط بهم .
فالموت على هذا الوجه مستعمل في معناه الحقيقي ، وغمراته هي آلام النزع .
[ ص: 378 ] وتكون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أخرجوا أنفسكم حكاية قول الملائكة لهم عند قبض أرواحهم . فيكون إطلاق الغمرات مجازا مفردا ويكون الموت حقيقة ، ومعنى بسط اليد تمثيلا للشدة في انتزاع أرواحهم ولا بسط ولا أيدي . والأنفس بمعنى الأرواح ، أي أخرجوا أرواحكم من أجسادكم ، أي هاتوا أرواحكم ، والأمر للإهانة والإرهاق إغلاظا في قبض أرواحهم ولا يتركون لهم راحة ولا يعاملونهم بلين ، وفيه إشارة إلى أنهم يجزعون فلا يلفظون أرواحهم وهو على هذا الوجه وعيد بالآلام عند النزع جزاء في الدنيا على شركهم ، وقد كان المشركون في شك من البعث فتوعدوا بما لا شك فيه ، وهو حال قبض الأرواح بأن الله يسلط عليهم ملائكة تقبض أرواحهم بشدة وعنف وتذيقهم عذابا في ذلك . وذلك الوعيد يقع من نفوسهم موقعا عظيما ؛ لأنهم كانوا يخافون شدائد النزع وهو كقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=50ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم الآية ، وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أخرجوا أنفسكم على هذا صادر من الملائكة .
ويجوز أن يكون هذا وعيدا بما يلاقيه المشركون من شدائد العذاب يوم القيامة لمناسبة قوله بعد
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94ولقد جئتمونا فرادى ; فغمرات الموت تمثيل لحالهم يوم الحشر في منازعة الشدائد وأهوال القيامة بحال منهم في غمرات الموت وشدائد النزع ، فالموت تمثيل وليس بحقيقة . والمقصود من التمثيل تقريب الحالة ، وإلا فإن أهوالهم يومئذ أشد من غمرات الموت ولكن لا يوجد في المتعارف ما هو أقصى من هذا التمثيل دلالة على هول الألم . وهذا كما يقال : وجدت ألم الموت ، وقول
أبي قتادة في وقعة
حنين فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ، وقول
nindex.php?page=showalam&ids=14062الحارث بن هشام المخزومي :
وشممت ريح الموت من تلقائهم في مأزق والخيل لم تتبدد
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93والملائكة باسطوا أيديهم حال ، أي والملائكة مادون أيديهم
[ ص: 379 ] إلى المشركين ليقبضوا عليهم ويدفعوهم إلى الحساب على الوجه الثاني ، أو ليقبضوا أرواحهم على الوجه الأول ، فيكون بسط الأيدي حقيقة بأن تتشكل الملائكة لهم في أشكال في صورة الآدميين . ويجوز أن يكون بسط الأيدي كناية عن المس والإيلام ، كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=28لئن بسطت إلي يدك لتقتلني .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أخرجوا أنفسكم مقول لقول محذوف . وحذف القول في مثله شائع ، والقول على هذا من جانب الله تعالى . والتقدير : نقول لهم : أخرجوا أنفسكم ، والأنفس بمعنى الذوات . والأمر للتعجيز ، أي أخرجوا أنفسكم من هذا العذاب إن استطعتم ، والإخراج مجاز في الإنقاذ والإنجاء ؛ لأن هذا الحال قبل دخولهم النار . ويجوز إبقاء الإخراج على حقيقته إن كان هذا الحال واقعا في حين دخولهم النار .
والتعريف في اليوم للعهد وهو يوم القيامة الذي فيه هذا القول ، وإطلاق اليوم عليه مشهور ، فإن حمل الغمرات على النزع عند الموت ، فاليوم مستعمل في الوقت ، أي وقت قبض أرواحهم .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93اليوم تجزون إلخ . استئناف وعيد ، فصلت للاستقلال والاهتمام ، وهي من قول الملائكة .
و تجزون تعطون جزاء ، والجزاء هو عوض العمل وما يقابل به من أجر أو عقوبة . قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=26جزاء وفاقا ، وفي المثل : المرء مجزي بما صنع إن خيرا فخير وإن شرا فشر . يقال : جزاه يجزيه فهو جاز . وهو يتعدى بنفسه إلى الشيء المعطى جزاء ، ويتعدى بالباء إلى الشيء المكافأ عنه ، كما في هذه الآية . ولذلك كانت الباء في قوله تعالى في سورة يونس
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها متأولا على معنى الإضافة البيانية . أي جزاؤه سيئة ، وأن مجرور الباء هو السيئة المجزى عنها ، كما اختاره
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني . وقال
الأخفش : الباء فيه زائدة لقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وجزاء سيئة سيئة مثلها . ويقال : جازى بصيغة المفاعلة . قال
الراغب : ولم يجئ في القرآن : جازى .
[ ص: 380 ] والهون : الهوان ، وهو الذل . وفسره
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج بالهوان الشديد ، وتبعه صاحب الكشاف ، ولم يقله غيرهما من علماء اللغة . وكلام أهل اللغة يقتضي أن الهون مرادف الهوان ، وقد قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود اليوم تجزون عذاب الهوان .
وإضافة العذاب إلى الهون لإفادة ما تقتضيه الإضافة من معنى الاختصاص والملك ، أي العذاب المتمكن في الهون الملازم له .
والباء في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93بما كنتم تقولون باء العوض لتعدية فعل تجزون إلى المجزي عنه . ويجوز جعل الباء للسببية ، أي تجزون عذاب الهون بسبب قولكم ، ويعلم أن الجزاء على ذلك ، و ما مصدرية . ثم إن كان هذا القول صادرا من جانب الله تعالى فذكر اسم الجلالة من الإظهار في مقام الإضمار لقصد التهويل . والأصل بما كنتم تقولون علي .
وضمن تقولون معنى تكذبون ، فعلق به قوله على الله ، فعلم أن هذا القول كذب على الله كقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=44ولو تقول علينا بعض الأقاويل الآية ، وبذلك يصح تنزيل فعل تقولون منزلة اللازم فلا يقدر له مفعول لأن المراد به أنهم يكذبون ، ويصح جعل غير الحق مفعولا لـ تقولون ، وغير الحق هو الباطل ، ولا تكون نسبته إلى الله إلا كذبا .
وشمل
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93بما كنتم تقولون الأقوال الثلاثة المتقدمة في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93مثل ما أنزل الله وغيرها .
و غير الحق حال من ما الموصولة أو صفة لمفعول مطلق أو هو المفعول به لـ تقولون .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وكنتم عن آياته عطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93كنتم تقولون . أي وباستكباركم عن آياته . والاستكبار : الإعراض في قلة اكتراث ، فبهذا المعنى يتعدى إلى الآيات ، أو أريد من الآيات التأمل فيها فيكون الاستكبار على حقيقته ، أي تستكبرون عن التدبر في الآيات وترون أنفسكم أعظم من صاحب تلك الآيات .
[ ص: 381 ] وجواب " لو " محذوف لقصد التهويل . والمعنى : لرأيت أمرا مفظعا . وحذف جواب ( لو ) في مثل هذا المقام شائع في القرآن . وتقدم عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=165ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب في سورة البقرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93nindex.php?page=treesubj&link=28977_32893وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمُ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزُونَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ .
عُطِفَتْ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِأَنَّ هَذِهِ وَعِيدٌ بِعِقَابٍ لِأُولَئِكَ الظَّالِمِينَ الْمُفْتَرِينَ عَلَى اللَّهِ وَالْقَائِلِينَ أُوحِيَ إِلَيْنَا وَالْقَائِلِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ .
فَـ الظَّالِمُونَ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ يَشْمَلُ أُولَئِكَ وَيَشْمَلُ جَمِيعَ الظَّالِمِينَ الْمُشْرِكِينَ ، وَلِذَلِكَ فَالتَّعْرِيفُ فِي الظَّالِمُونَ تَعْرِيفُ الْجِنْسِ الْمُفِيدُ لِلِاسْتِغْرَاقِ .
وَالْخِطَابُ فِي تَرَى لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ كُلِّ مَنْ تَأَتَّى مِنْهُ الرُّؤْيَةُ فَلَا يَخْتَصُّ بِهِ مُخَاطَبٌ .
ثُمَّ الرُّؤْيَةُ الْمَفْرُوضَةُ يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهَا رُؤْيَةُ الْبَصَرِ إِذَا كَانَ الْحَالُ الْمَحْكِيُّ
[ ص: 377 ] مِنْ أَحْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَأَنْ تَكُونَ عِلْمِيَّةً إِذَا كَانَتِ الْحَالَةُ الْمَحْكِيَّةُ مِنْ أَحْوَالِ النَّزْعِ وَقَبْضِ أَرْوَاحِهِمْ عِنْدَ الْمَوْتِ .
وَمَفْعُولُ تَرَى مَحْذُوفٌ دَلَّ عَلَيْهِ الظَّرْفُ الْمُضَافُ . وَالتَّقْدِيرُ : وَلَوْ تَرَى الظَّالِمِينَ إِذْ هُمْ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ ، أَيْ وَقْتَهُمْ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ ، وَيَجُوزُ جَعْلُ ( إِذِ ) اسْمًا مُجَرَّدًا عَنِ الظَّرْفِيَّةِ فَيَكُونُ هُوَ الْمَفْعُولُ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=86وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَيَكُونُ التَّقْدِيرُ ، وَلَوْ تَرَى زَمَنَ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ . وَيَتَعَيَّنُ عَلَى هَذَا الِاعْتِبَارِ جَعْلُ الرُّؤْيَةِ عِلْمِيَّةً لِأَنَّ الزَّمَنَ لَا يُرَى .
وَالْمَقْصُودُ مِنْ هَذَا الشَّرْطِ تَهْوِيلُ هَذَا الْحَالِ ، وَلِذَلِكَ حَذَفَ جَوَابَ ( لَوْ ) كَمَا هُوَ الشَّأْنُ فِي مَقَامِ التَّهْوِيلِ . وَنَظَائِرُهُ كَثِيرَةٌ فِي الْقُرْآنِ . وَالتَّقْدِيرُ : لَرَأَيْتَ أَمْرًا عَظِيمًا .
وَالْغَمْرَةُ - بِفَتْحِ الْغَيْنِ - مَا يَغْمُرُ أَيْ يَغُمُّ مِنَ الْمَاءِ فَلَا يَتْرُكُ لِلْمَغْمُورِ مَخْلَصًا . وَشَاعَتِ اسْتِعَارَتُهَا لِلشِّدَّةِ تَشْبِيهًا بِالشِّدَّةِ الْحَاصِلَةِ لِلْغَرِيقِ حِينَ يَغْمُرُهُ الْوَادِي أَوِ السَّيْلُ حَتَّى صَارَتِ الْغَمْرَةُ حَقِيقِيَّةً عُرْفِيَّةً فِي الشِّدَّةِ الشَّدِيدَةِ .
وَجَمْعُ الْغَمَرَاتِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لِتَعَدُّدِ الْغَمَرَاتِ بِعَدَدِ الظَّالِمِينَ فَتَكُونُ صِيغَةُ الْجَمْعِ مُسْتَعْمَلَةً فِي حَقِيقَتِهَا . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لِقَصْدِ الْمُبَالِغَةِ فِي تَهْوِيلِ مَا يُصِيبُهُمْ بِأَنَّهُ أَصْنَافٌ مِنَ الشَّدَائِدِ هِيَ لِتَعَدُّدِ أَشْكَالِهَا وَأَحْوَالِهَا لَا يُعَبَّرُ عَنْهَا بَاسِمٍ مُفْرَدٍ . فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هَذَا وَعِيدًا بِعَذَابٍ يَلْقَوْنَهُ فِي الدُّنْيَا فِي وَقْتِ النَّزْعِ . وَلَمَّا كَانَ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٌ جُعِلَتْ غَمْرَةُ الْمَوْتِ غَمَرَاتٍ .
وَ فِي لِلظَّرْفِيَّةِ الْمَجَازِيَّةِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى شِدَّةِ مُلَابَسَةِ الْغَمَرَاتِ لَهُمْ حَتَّى كَأَنَّهَا ظَرْفٌ يَحْوِيهِمْ وَيُحِيطُ بِهِمْ .
فَالْمَوْتُ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ مُسْتَعْمَلٌ فِي مَعْنَاهُ الْحَقِيقِيِّ ، وَغَمَرَاتُهُ هِيَ آلَامُ النَّزْعِ .
[ ص: 378 ] وَتَكُونُ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ حِكَايَةَ قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ لَهُمْ عِنْدَ قَبْضِ أَرْوَاحِهِمْ . فَيَكُونُ إِطْلَاقُ الْغَمَرَاتِ مَجَازًا مُفْرَدًا وَيَكُونُ الْمَوْتُ حَقِيقَةً ، وَمَعْنَى بَسْطِ الْيَدِ تَمْثِيلًا لِلشِّدَّةِ فِي انْتِزَاعِ أَرْوَاحِهِمْ وَلَا بَسْطَ وَلَا أَيْدِيَ . وَالْأَنْفُسُ بِمَعْنَى الْأَرْوَاحِ ، أَيْ أَخْرِجُوا أَرْوَاحَكُمْ مِنْ أَجْسَادِكُمْ ، أَيْ هَاتُوا أَرْوَاحَكُمْ ، وَالْأَمْرُ لِلْإِهَانَةِ وَالْإِرْهَاقِ إِغْلَاظًا فِي قَبْضِ أَرْوَاحِهِمْ وَلَا يَتْرُكُونَ لَهُمْ رَاحَةً وَلَا يُعَامِلُونَهُمْ بِلِينٍ ، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُمْ يَجْزَعُونَ فَلَا يَلْفِظُونَ أَرْوَاحَهُمْ وَهُوَ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ وَعِيدٌ بِالْآلَامِ عِنْدَ النَّزْعِ جَزَاءً فِي الدُّنْيَا عَلَى شِرْكِهِمْ ، وَقَدْ كَانَ الْمُشْرِكُونَ فِي شَكٍّ مِنَ الْبَعْثِ فَتَوَعَّدُوا بِمَا لَا شَكَّ فِيهِ ، وَهُوَ حَالُ قَبْضِ الْأَرْوَاحِ بِأَنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ عَلَيْهِمْ مَلَائِكَةً تَقْبِضُ أَرْوَاحَهُمْ بِشِدَّةٍ وَعُنْفٍ وَتُذِيقُهُمْ عَذَابًا فِي ذَلِكَ . وَذَلِكَ الْوَعِيدُ يَقَعُ مِنْ نُفُوسِهِمْ مَوْقِعًا عَظِيمًا ؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَخَافُونَ شَدَائِدَ النَّزْعِ وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=50وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ الْآيَةَ ، وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ عَلَى هَذَا صَادِرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هَذَا وَعِيدًا بِمَا يُلَاقِيهِ الْمُشْرِكُونَ مِنْ شَدَائِدِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِمُنَاسَبَةِ قَوْلِهِ بَعْدُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى ; فَغَمَرَاتُ الْمَوْتِ تَمْثِيلٌ لِحَالِهِمْ يَوْمَ الْحَشْرِ فِي مُنَازَعَةِ الشَّدَائِدِ وَأَهْوَالِ الْقِيَامَةِ بِحَالٍ مِنْهُمْ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَشَدَائِدِ النَّزْعِ ، فَالْمَوْتُ تَمْثِيلٌ وَلَيْسَ بِحَقِيقَةٍ . وَالْمَقْصُودُ مِنَ التَّمْثِيلِ تَقْرِيبُ الْحَالَةِ ، وَإِلَّا فَإِنَّ أَهْوَالَهُمْ يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مِنْ غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَلَكِنْ لَا يُوجَدُ فِي الْمُتَعَارَفِ مَا هُوَ أَقْصَى مِنْ هَذَا التَّمْثِيلِ دَلَالَةً عَلَى هَوْلِ الْأَلَمِ . وَهَذَا كَمَا يُقَالُ : وَجَدْتُ أَلَمَ الْمَوْتِ ، وَقَوْلِ
أَبِي قَتَادَةَ فِي وَقْعَةِ
حُنَيْنٍ فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ الْمَوْتِ ، وَقَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14062الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ :
وَشَمَمْتُ رِيحَ الْمَوْتِ مِنْ تِلْقَائِهِمْ فِي مَأْزِقٍ وَالْخَيْلُ لَمْ تَتَبَدَّدِ
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ حَالٌ ، أَيْ وَالْمَلَائِكَةُ مَادُّونَ أَيْدِيَهُمْ
[ ص: 379 ] إِلَى الْمُشْرِكِينَ لِيَقْبِضُوا عَلَيْهِمْ وَيَدْفَعُوهُمْ إِلَى الْحِسَابِ عَلَى الْوَجْهِ الثَّانِي ، أَوْ لِيَقْبِضُوا أَرْوَاحَهُمْ عَلَى الْوَجْهِ الْأَوَّلِ ، فَيَكُونُ بَسْطُ الْأَيْدِي حَقِيقَةً بِأَنْ تَتَشَكَّلَ الْمَلَائِكَةُ لَهُمْ فِي أَشْكَالٍ فِي صُورَةِ الْآدَمِيِّينَ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَسْطُ الْأَيْدِي كِنَايَةً عَنِ الْمَسِّ وَالْإِيلَامِ ، كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=28لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ مَقُولٌ لِقَوْلٍ مَحْذُوفٍ . وَحَذْفُ الْقَوْلِ فِي مِثْلِهِ شَائِعٌ ، وَالْقَوْلُ عَلَى هَذَا مِنْ جَانِبِ اللَّهِ تَعَالَى . وَالتَّقْدِيرُ : نَقُولُ لَهُمْ : أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمْ ، وَالْأَنْفُسُ بِمَعْنَى الذَّوَاتِ . وَالْأَمْرُ لِلتَّعْجِيزِ ، أَيْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ هَذَا الْعَذَابِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ ، وَالْإِخْرَاجُ مَجَازٌ فِي الْإِنْقَاذِ وَالْإِنْجَاءِ ؛ لِأَنَّ هَذَا الْحَالَ قَبْلَ دُخُولِهِمُ النَّارَ . وَيَجُوزُ إِبْقَاءُ الْإِخْرَاجِ عَلَى حَقِيقَتِهِ إِنْ كَانَ هَذَا الْحَالُ وَاقِعًا فِي حِينِ دُخُولِهِمُ النَّارَ .
وَالتَّعْرِيفُ فِي الْيَوْمَ لِلْعَهْدِ وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ الَّذِي فِيهِ هَذَا الْقَوْلُ ، وَإِطْلَاقُ الْيَوْمِ عَلَيْهِ مَشْهُورٌ ، فَإِنْ حَمَلَ الْغَمَرَاتِ عَلَى النَّزْعِ عِنْدَ الْمَوْتِ ، فَالْيَوْمُ مُسْتَعْمَلٌ فِي الْوَقْتِ ، أَيْ وَقْتَ قَبْضِ أَرْوَاحِهِمْ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ إِلَخْ . اسْتِئْنَافُ وَعِيدٍ ، فُصِلَتْ لِلِاسْتِقْلَالِ وَالِاهْتِمَامِ ، وَهِيَ مِنْ قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ .
وَ تُجْزَوْنَ تُعْطَوْنَ جَزَاءً ، وَالْجَزَاءُ هُوَ عِوَضُ الْعَمَلِ وَمَا يُقَابِلُ بِهِ مِنْ أَجْرٍ أَوْ عُقُوبَةٍ . قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=26جَزَاءً وِفَاقًا ، وَفِي الْمَثَلِ : الْمَرْءُ مَجْزِيٌّ بِمَا صَنَعَ إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ . يُقَالُ : جَزَاهُ يَجْزِيهِ فَهُوَ جَازٍ . وَهُوَ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ إِلَى الشَّيْءِ الْمُعْطَى جَزَاءً ، وَيَتَعَدَّى بِالْبَاءِ إِلَى الشَّيْءِ الْمُكَافَأِ عَنْهُ ، كَمَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ . وَلِذَلِكَ كَانَتِ الْبَاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ يُونُسَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا مُتَأَوَّلًا عَلَى مَعْنَى الْإِضَافَةِ الْبَيَانِيَّةِ . أَيْ جَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ ، وَأَنَّ مَجْرُورَ الْبَاءِ هُوَ السَّيِّئَةُ الْمُجْزَى عَنْهَا ، كَمَا اخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّي . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : الْبَاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا . وَيُقَالُ : جَازَى بِصِيغَةِ الْمُفَاعَلَةِ . قَالَ
الرَّاغِبُ : وَلَمْ يَجِئْ فِي الْقُرْآنِ : جَازَى .
[ ص: 380 ] وَالْهُونُ : الْهَوَانُ ، وَهُوَ الذُّلُّ . وَفَسَّرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ بِالْهَوَانِ الشَّدِيدِ ، وَتَبِعَهُ صَاحِبُ الْكَشَّافِ ، وَلَمْ يَقُلْهُ غَيْرُهُمَا مِنْ عُلَمَاءِ اللُّغَةِ . وَكَلَامُ أَهْلِ اللُّغَةِ يَقْتَضِي أَنَّ الْهُونَ مُرَادِفُ الْهَوَانِ ، وَقَدْ قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ الْيَوْمَ تَجْزُونَ عَذَابَ الْهَوَانِ .
وَإِضَافَةُ الْعَذَابِ إِلَى الْهُونِ لِإِفَادَةِ مَا تَقْتَضِيهِ الْإِضَافَةُ مِنْ مَعْنَى الِاخْتِصَاصِ وَالْمِلْكِ ، أَيِ الْعَذَابَ الْمُتَمَكِّنَ فِي الْهُونِ الْمُلَازِمِ لَهُ .
وَالْبَاءُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ بَاءُ الْعِوَضِ لِتَعْدِيَةِ فِعْلِ تُجْزَوْنَ إِلَى الْمَجْزِيِّ عَنْهُ . وَيَجُوزُ جَعْلُ الْبَاءِ لِلسَّبَبِيَّةِ ، أَيْ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِسَبَبِ قَوْلِكُمْ ، وَيُعْلَمُ أَنَّ الْجَزَاءَ عَلَى ذَلِكَ ، وَ مَا مَصْدَرِيَّةٌ . ثُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا الْقَوْلُ صَادِرًا مِنْ جَانِبِ اللَّهِ تَعَالَى فَذِكْرُ اسْمِ الْجَلَالَةِ مِنَ الْإِظْهَارِ فِي مَقَامِ الْإِضْمَارِ لِقَصْدِ التَّهْوِيلِ . وَالْأَصْلُ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَيَّ .
وَضَمَّنَ تَقُولُونَ مَعْنَى تَكْذِبُونَ ، فَعَلَّقَ بِهِ قَوْلَهُ عَلَى اللَّهِ ، فَعُلِمَ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ كَذِبٌ عَلَى اللَّهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=44وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ الْآيَةَ ، وَبِذَلِكَ يَصِحُّ تَنْزِيلُ فِعْلِ تَقُولُونَ مَنْزِلَةَ اللَّازِمِ فَلَا يُقَدَّرُ لَهُ مَفْعُولٌ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهِ أَنَّهُمْ يُكَذِّبُونَ ، وَيَصِحُّ جَعْلُ غَيْرِ الْحَقِّ مَفْعُولًا لِـ تَقُولُونَ ، وَغَيْرِ الْحَقِّ هُوَ الْبَاطِلُ ، وَلَا تَكُونُ نِسْبَتُهُ إِلَى اللَّهِ إِلَّا كَذِبًا .
وَشَمِلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ الْأَقْوَالَ الثَّلَاثَةَ الْمُتَقَدِّمَةَ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَغَيْرَهَا .
وَ غَيْرَ الْحَقِّ حَالٌ مِنْ مَا الْمَوْصُولَةِ أَوْ صِفَةٌ لِمَفْعُولٍ مُطْلَقٍ أَوْ هُوَ الْمَفْعُولُ بِهِ لِـ تَقُولُونَ .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ عَطْفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93كُنْتُمْ تَقُولُونَ . أَيْ وَبِاسْتِكْبَارِكُمْ عَنْ آيَاتِهِ . وَالِاسْتِكْبَارُ : الْإِعْرَاضُ فِي قِلَّةِ اكْتِرَاثٍ ، فَبِهَذَا الْمَعْنَى يَتَعَدَّى إِلَى الْآيَاتِ ، أَوْ أُرِيدَ مِنَ الْآيَاتِ التَّأَمُّلُ فِيهَا فَيَكُونُ الِاسْتِكْبَارُ عَلَى حَقِيقَتِهِ ، أَيْ تَسْتَكْبِرُونَ عَنِ التَّدَبُّرِ فِي الْآيَاتِ وَتَرَوْنَ أَنْفُسَكُمْ أَعْظَمَ مِنْ صَاحِبِ تِلْكَ الْآيَاتِ .
[ ص: 381 ] وَجَوَابُ " لَوْ " مَحْذُوفٌ لَقَصْدِ التَّهْوِيلِ . وَالْمَعْنَى : لَرَأَيْتَ أَمْرًا مُفْظِعًا . وَحَذْفُ جَوَابِ ( لَوْ ) فِي مِثْلِ هَذَا الْمَقَامِ شَائِعٌ فِي الْقُرْآنِ . وَتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=165وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ .