أعاد الله أمره بالخروج من السماء تأكيدا للأمرين الأول والثاني : قال : " اهبط منها " إلى قوله فاخرج .
ومذءوم اسم مفعول من ذأمه مهموزا إذا عابه وذمه ذأما وقد تسهل همزة ذأم فتصير ألفا فيقال ذام ولا تسهل في بقية تصاريفه .
مدحور مفعول من دحره إذا أبعده وأقصاه ، أي : اخرج خروج مذموم مطرود ، فالذم لما اتصف به من الرذائل ، والطرد لتنزيه عالم القدس عن مخالطته .
واللام في لمن تبعك موطئة للقسم .
و من شرطية ، واللام في لأملأن لام جواب القسم ، والجواب سد مسد جواب الشرط ، والتقدير : أقسم من تبعك منهم لأملأن جهنم منهم ومنك ، وغلب في الضمير حال الخطاب لأن الفرد الموجود من هذا العموم هو المخاطب ، وهو إبليس ، ولأنه المقصود ابتداء من هذا الوعيد لأنه وعيد على فعله ، وأما وعيد اتباعه فبالتبع له ، بخلاف الضمير في آية الحجر وهو قوله : وإن جهنم لموعدهم أجمعين لأنه جاء بعد الإعراض عن وعيد بفعله والاهتمام ببيان مرتبة عباد الله المخلصين الذين ليس لإبليس عليهم سلطان ثم الاهتمام بوعيد الغاوين .
وهذا كقوله تعالى في سورة الحجر : [ ص: 52 ] قال هذا صراط علي مستقيم إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وإن جهنم لموعدهم أجمعين .
والتأكيد بـ " أجمعين " للتنصيص على العموم لئلا يحمل على التغليب ، وذلك أن الكلام جرى على أمة بعنوان كونهم أتباعا لواحد ، والعرب قد تجري العموم في مثل هذا على المجموع دون الجميع ، كما يقولون : قتلت تميم فلانا ، وإنما قتله بعضهم ، قال النابغة في شأن بني حن بحاء مهملة مضمومة
وهم قتلوا الطائي بالجو عنوة