[ ص: 68 ] ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ) الآية [ 169 ] . قوله تعالى : (
261 - أخبرنا محمد بن محمد بن يحيى ، أخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد الخلالي ، أخبرنا عبد الله بن زيدان [ بن يزيد ] البجلي ، حدثنا أبو كريب ، حدثنا ، عن عبد الله بن إدريس محمد بن إسحاق ، عن إسماعيل بن أبي أمية ، عن أبي الزبير ، عن ، عن سعيد بن جبير قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ابن عباس بأحد ، جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ، ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش ، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم ، قالوا : من يبلغ إخواننا [ عنا ] أنا في الجنة نرزق ، لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا في الحرب ؟ فقال الله عز وجل : أنا أبلغهم عنكم ، فأنزل الله تعالى : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) . رواه لما أصيب إخوانكم في صحيحه من طريق الحاكم أبو عبد الله . عثمان بن أبي شيبة
262 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الغازي ، أخبرنا محمد بن حمدان ، أخبرنا حدثنا حامد بن شعيب البلخي ، ، حدثنا [ عثمان بن أبي شيبة عبد الله ] بن إدريس فذكره . رواه الحاكم عن علي بن عيسى الحيري ، عن مسدد ، عن . عثمان بن أبي شيبة
263 - أخبرنا أبو بكر الحارثي ، حدثنا ، أخبرنا أبو الشيخ الحافظ أحمد بن الحسين الحذاء ، أخبرنا ، حدثنا علي بن المديني موسى بن إبراهيم بن بشير الفاكه الأنصاري أنه سمع طلحة بن خراش قال : سمعت قال : نظر إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ما لي أراك مهتما ؟ قلت : يا رسول الله ، قتل أبي وترك دينا وعيالا ، فقال : ألا أخبرك ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب ، وإنه كلم أباك كفاحا فقال : يا عبدي سلني أعطك ، قال : أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانية ، فقال : إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون . قال : يا رب فأبلغ من ورائي . فأنزل الله تعالى : ( جابر بن عبد الله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء ) الآية .
264 - أخبرني أبو عمرو القنطري فيما كتب إلي ، أخبرنا محمد بن الحسين قال : أخبرنا ، حدثنا محمد بن يحيى إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا عن وكيع سفيان ، عن سالم الأفطس عن : ( سعيد بن جبير ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء ) قال : لما أصيب حمزة بن عبد المطلب ، يوم ومصعب بن عمير أحد ، ورأوا ما رزقوا من الخير ، قالوا : ليت إخواننا يعلمون ما أصابنا من الخير كي يزدادوا في الجهاد رغبة ، فقال الله تعالى : أنا أبلغهم عنكم ، فأنزل الله تعالى : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء ) إلى قوله : ( لا يضيع أجر المؤمنين ) .
265 - وقال أبو الضحى : نزلت هذه الآية في أهل أحد خاصة .
[ ص: 69 ] 266 - وقال جماعة من أهل التفسير : نزلت الآية في شهداء بئر معونة . وقصتهم مشهورة ذكرها في المغازي . محمد بن إسحاق بن يسار
267 - وقال آخرون : إن أولياء الشهداء كانوا إذا أصابتهم نعمة أو سرور تحسروا وقالوا : نحن في النعمة والسرور وآباؤنا وأبناؤنا وإخواننا في القبور ، فأنزل الله تعالى هذه الآية تنفيسا عنهم ، وإخبارا عن حال قتلاهم .