ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا ) الآية [ 186 ] . قوله تعالى : (
278 - أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الفارسي ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن ، حدثنا ، حدثنا محمد بن يحيى أبو اليمان ، حدثنا شعيب ، عن أخبرني الزهري ، عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه - وكان من أحد الثلاثة الذين تيب عليهم : كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعرا ، وكان يهجو النبي - صلى الله عليه وسلم - ويحرض عليه كفار قريش في شعره . وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة وأهلها أخلاط : منهم المسلمون ، ومنهم المشركون ، ومنهم اليهود . فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يستصلحهم [ كلهم ] ، وكان المشركون واليهود يؤذونه ويؤذون أصحابه أشد الأذى ، فأمر الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - بالصبر على ذلك وفيهم أنزل الله تعالى : ( ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب ) الآية . أن
279 - أخبرنا عمرو بن [ أبي ] عمرو المزكي ، أخبرنا محمد بن مكي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل [ البخاري ] ، أخبرنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن قال : أخبرني الزهري أن عروة بن الزبير : أخبره أسامة بن زيد [ وراءه ] ، وسار يعود أسامة بن زيد في سعد بن عبادة بني الحارث بن الخزرج ، قبل وقعة بدر ، حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي ، وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي ، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود ، وفي المجلس فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن رواحة ، عبد الله بن أبي أنفه بردائه ثم قال : لا تغبروا علينا . فسلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم وقف ، فنزل ودعاهم إلى الله ، وقرأ عليهم القرآن ، فقال عبد الله بن أبي : أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول ، إن كان حقا فلا تؤذنا به في مجالسنا ، ارجع إلى رحلك ، فمن جاءك فاقصص عليه ، فقال بلى يا رسول الله ، فاغشنا به في مجالسنا ، فإنا نحب ذلك ، واستب المسلمون والمشركون عبد الله بن رواحة : واليهود حتى كادوا [ ص: 72 ] يتساورون ، فلم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يخفضهم حتى سكتوا ، ثم ركب النبي - صلى الله عليه وسلم - دابته ، وسار حتى دخل على فقال له : يا سعد بن عبادة ، سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب - يريد عبد الله بن أبي - قال : كذا وكذا ؟ ! فقال : يا رسول الله اعف عنه واصفح ، فوالذي أنزل عليك الكتاب لقد جاء الله بالحق الذي نزل عليك وقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه ويعصبوه بالعصابة ، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرق بذلك ، فذلك فعل به ما رأيت . فعفا عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله تعالى : ( سعد بن عبادة ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا ) الآية . أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركب على حمار على قطيفة فدكية ، وأردف