قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول ) الآية [ 27 ] .
477 - نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري ، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاصر يهود قريظة إحدى وعشرين ليلة ، فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، الصلح على ما صالح عليه إخوانهم من بني النضير ، على أن يسيروا إلى إخوانهم بأذرعات ، وأريحا ، من أرض الشام . فأبى أن يعطيهم ذلك إلا أن ينزلوا على حكم ، فأبوا ، وقالوا : أرسل إلينا سعد بن معاذ أبا لبابة ، وكان مناصحا لهم لأن ماله وعياله وولده كانت عندهم ، فبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاهم ، فقالوا : يا أبا لبابة ما ترى ؟ أننزل على حكم ؟ فأشار سعد بن معاذ أبو لبابة بيده إلى حلقه : إنه الذبح فلا تفعلوا . قال أبو لبابة : والله ما زالت قدماي حتى علمت أن قد خنت الله ورسوله . فنزلت فيه هذه الآية . فلما نزلت شد نفسه على سارية من سواري المسجد وقال : والله لا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أو يتوب الله علي . فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاما حتى خر مغشيا عليه ، ثم تاب الله عليه ، فقيل له : يا أبا لبابة قد تيب عليك ، فقال : لا والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي يحلني ، فجاءه فحله بيده ، ثم قال أبو لبابة : إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب ، وأن أنخلع من مالي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يجزيك الثلث أن تتصدق به " .