قوله تعالى : ( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن ) الآية [ 61 ] .
نزلت في جماعة من المنافقين كانوا يؤذون الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويقولون [ فيه ] ما لا ينبغي ، قال بعضهم : لا تفعلوا فإنا نخاف أن يبلغه ما تقولون فيقع بنا ، فقال الجلاس بن سويد : نقول ما شئنا ثم نأتيه فيصدقنا بما نقول ، فإنما محمد أذن سامعة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .
508 - وقال وغيره : نزلت في رجل من المنافقين يقال له : محمد بن إسحاق بن يسار نبتل بن الحارث ، وكان رجلا أدلم أحمر العينين ، أسفع الخدين ، مشوه الخلقة ، وهو الذي قال [ فيه ] النبي - صلى الله عليه وسلم - : " من أراد أن ينظر الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث . " ، وكان ينم بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المنافقين ، فقيل له : لا تفعل ، فقال : إنما محمد أذن ، من حدثه شيئا صدقه ، نقول ما شئنا ثم نأتيه فنحلف له فيصدقنا . فأنزل الله تعالى هذه الآية .
509 - وقال : اجتمع ناس من المنافقين - فيهم السدي جلاس بن سويد بن الصامت ، ووديعة بن ثابت - فأرادوا أن يقعوا في النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندهم غلام من الأنصار يدعى عامر بن قيس ، فحقروه فتكلموا ، وقالوا : [ والله ] لئن كان ما يقول محمد حقا لنحن شر من الحمير . [ فغضب الغلام ، وقال : والله إن ما يقول محمد حق ، وإنكم لشر من الحمير ، ] ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره ، فدعاهم ، فسألهم ، فحلفوا أن عامرا كاذب ، وحلف عامر أنهم كذبة ، وقال : اللهم لا تفرق بيننا حتى تبين صدق الصادق من كذب الكاذب ، فنزلت فيهم : ( ومنهم الذين يؤذون النبي ) ونزل قوله : ( يحلفون بالله لكم ليرضوكم ) .