سورة الجاثية
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : ( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ) .
743 - قال في رواية ابن عباس عطاء : يريد خاصة ، وأراد بالذين لا يرجون أيام الله : عمر بن الخطاب عبد الله بن أبي وذلك أنهم نزلوا في غزاة بني المصطلق على بئر يقال لها المريسيع ، فأرسل عبد الله غلامه ليستقي الماء ، فأبطأ عليه ، فلما أتاه قال [ له : ] ما حبسك ؟ قال : غلام عمر قعد على فم البئر فما ترك أحدا يستقي حتى ملأ قرب النبي ، وقرب أبي بكر ، وملأ لمولاه . فقال عبد الله : ما مثلنا ومثل هؤلاء إلا كما قيل : سمن كلبك يأكلك . فبلغ قوله عمر - رضي الله عنه - فاشتمل بسيفه يريد التوجه إليه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .
743 م - أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي قال : حدثنا الحسن بن محمد بن عبد الله قال : حدثنا موسى بن محمد بن علي قال : أخبرنا الحسن بن علويه قال : حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار قال : حدثنا محمد بن زياد اليشكري ، عن عن ميمون بن مهران ، قال : ابن عباس لما نزلت هذه الآية : ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ) قال يهودي بالمدينة يقال له : " فنحاص " : احتاج رب محمد [ قال ] : فلما سمع عمر بذلك اشتمل على سيفه ، وخرج في طلبه ، فجاء جبريل - عليه السلام - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن ربك يقول لك : ( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ) واعلم أن عمر قد اشتمل على سيفه ، وخرج في طلب اليهودي ، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طلبه ، فلما جاء قال : " يا عمر ، ضع سيفك " ، قال : صدقت يا رسول الله ، أشهد أنك أرسلت بالحق ، قال : " فإن ربك يقول : ( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ) " قال : لا جرم والذي بعثك بالحق لا يرى الغضب في وجهي .