قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=28991_32415الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى .
قرأ هذا الحرف
عاصم وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " مهدا " بفتح الميم وإسكان الهاء من غير ألف . وقرأ الباقون من السبعة بكسر الميم وفتح الهاء بعدها ألف . والمهاد : الفراش . والمهد بمعناه . وكون أصله مصدرا لا ينافي أن يستعمل اسما للفراش .
وقوله في هذه الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53الذي جعل لكم الأرض في محل رفع نعت لـ " ربي "
[ ص: 21 ] من قوله قبله
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى [ 20 52 ] أي لا يضل ربي الذي جعل لكم الأرض مهدا . ويجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف . أي هو الذي جعل لكم الأرض . ويجوز أن ينصب على المدح ، وهو أجود من أن يقدر عامل النصب لفظة أعني ، كما أشار إلى هذه الأوجه من الإعراب في الخلاصة بقوله :
وارفع أو انصب إن قطعت مضمرا مبتدأ أو ناصبا لن يظهرا
هكذا قال غير واحد من العلماء . والتحقيق أنه يتعين كونه خبر مبتدأ محذوف . لأنه كلام مستأنف من كلام الله . ولا يصح تعلقه بقول
موسى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52لا يضل ربي لأن قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53فأخرجنا يعين أنه من كلام الله ، كما نبه عليه
أبو حيان في البحر ، والعلم عند الله تعالى .
وقد بين جل وعلا في هاتين الآيتين أربع آيات من آياته الكبرى الدالة على أنه المعبود وحده . ومع كونها من آيات على كمال قدرته واستحقاقه العبادة وحده دون غيره فهي من النعم العظمى على بني آدم .
الأولى : فرشه الأرض على هذا النمط العجيب .
الثانية : جعله فيها سبلا يمر معها بنو آدم ويتوصلون بها من قطر إلى قطر .
الثالثة : إنزاله الماء من السماء على هذا النمط العجيب .
الرابعة : إخراجه أنواع النبات من الأرض .
أما الأولى التي هي جعله الأرض مهدا فقد ذكر الامتنان بها مع الاستدلال بها على أنه المعبود وحده في مواضع كثيرة من كتابه . كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=9ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53الذي جعل لكم الأرض مهدا الآية [ 43 9 - 10 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=6ألم نجعل الأرض مهادا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=7والجبال أوتادا [ 78 6 - 7 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=48والأرض فرشناها فنعم الماهدون [ 51 48 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=3وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا [ 13 3 ] ، والآيات بمثل ذلك كثيرة جدا .
وأما الثانية التي هي جعله فيها سبلا فقد جاء الامتنان ، والاستدلال بها في آيات كثيرة . كقوله في " الزخرف " :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=9ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=10الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون [ 43 9 ] ،
[ ص: 22 ] وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=31وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون [ 21 31 ] وقد قدمنا الآيات الدالة على هذا في سورة " النحل " في الكلام على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=15وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون [ 16 15 ] .
وأما الثالثة ، والرابعة وهما إنزال الماء من السماء وإخراج النبات به من الأرض فقد تكرر ذكرهما في القرآن على سبيل الامتنان ، والاستدلال معا . كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=10هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=11ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب الآية [ 16 10 ] . وقد قدمنا الآيات الدالة على ذلك .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53وأنزل من السماء ماء فأخرجنا التفات من الغيبة إلى التكلم بصيغة التعظيم . ونظيره في القرآن قوله تعالى في " الأنعام " :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا [ 6 99 ] ، وقوله في " فاطر " :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=27ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها [ 35 27 ] ، وقوله في " النمل " :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=59أم من خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة [ 27 60 ] .
وهذا الالتفات من الغيبة إلى التكلم بصيغة التعظيم في هذه الآيات كلها في إنبات النبات يدل على تعظيم شأن إنبات النبات لأنه لو لم ينزل الماء ولم ينبت شيء لهلك الناس جوعا وعطشا . فهو يدل على عظمته جل وعلا ، وشدة احتياج الخلق إليه ولزوم طاعتهم له جل وعلا .
وقوله في هذه الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53أزواجا من نبات شتى أي أصنافا مختلفة من أنواع النبات . فالأزواج : جمع زوج ، وهو هنا الصنف من النبات ، كما قال تعالى في سورة " الحج " :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج [ 22 5 ] أي من كل صنف حسن من أصناف النبات ، وقال تعالى في سورة " لقمان " :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=10خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم [ 31 10 ] أي من كل نوع حسن من أنواع النبات ، وقال تعالى في سورة " يس " :
[ ص: 23 ] nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=36سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون [ 36 36 ] إلى غير ذلك من الآيات .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53شتى نعت لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53أزواجا [ 20 53 ] . ومعنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53أزواجا من نبات شتى أي أصنافا مختلفة الأشكال ، والمقادير ، والمنافع ، والألوان ، والروائح ، والطعوم . وقيل
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53شتى جمع لـ " نبات " أي نبات مختلف كما بينا . والأظهر الأول ، وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53شتى جمع شتيت . كمريض ومرضى . والشتيت : المتفرق . ومنه قول
رؤبة يصف إبلا جاءت مجتمعة ثم تفرقت ، وهي تثير غبارا مرتفعا :
جاءت معا وأطرقت شتيتا وهي تثير الساطع السختيتا
وثغر شتيت : أي متفلج لأنه متفرق الأسنان . أي ليس بعضها لاصقا ببعض .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53وسلك لكم فيها سبلا قد قدمنا أن معنى السلك : الإدخال . وقوله سلك هنا معناه أنه جعل في داخل الأرض بين أوديتها وجبالها سبلا فجاجا يمر الخلق معها . وعبر عن ذلك هنا بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53وسلك لكم فيها سبلا [ 20 53 ] وعبر في مواضع أخر عن ذلك بالجعل ، كقوله في " الأنبياء " :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=31وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون [ 21 31 ] وقوله في " الزخرف " :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=10الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون [ 43 10 ] وعبر في بعض المواضع عن ذلك بالإلقاء كقوله في " النحل " :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=15وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون [ 31 15 ] لأن عطف السبل على الرواسي ظاهر في ذلك .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54كلوا وارعوا أنعامكم أي كلوا أيها الناس من الثمار ، والحبوب التي أخرجناها لكم من الأرض بالماء الذي أنزلنا من جميع ما هو غذاء لكم من الحبوب ، والفواكه ونحو ذلك ، وارعوا أنعامكم . أي أسيموها وسرحوها في المرعى الذي يصلح لأكلها . تقول : رعت الماشية الكلأ ، ورعاها صاحبها : أي أسامها وسرحها . يلزم ويتعدى . والأمر في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54كلوا وارعوا للإباحة . ولا يخفى ما تضمنه من الامتنان ، والاستدلال على استحقاق المنعم بذلك للعبادة وحده .
وما ذكره في هذه الآية الكريمة : من الامتنان على بني آدم بأرزاقهم وأرزاق أنعامهم جاء موضحا في مواضع أخر . كقوله في سورة " السجدة " :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون [ 32 27 ] ، وقوله في " النازعات " :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=31أخرج منها ماءها ومرعاها nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=32والجبال أرساها nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=33متاعا لكم ولأنعامكم [ 79 31 - 33 ] ] ،
[ ص: 24 ] وقوله في " عبس " :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=26ثم شققنا الأرض شقا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=27فأنبتنا فيها حبا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=28وعنبا وقضبا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=29وزيتونا ونخلا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=30وحدائق غلبا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=31وفاكهة وأبا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=32متاعا لكم ولأنعامكم [ 80 25 - 32 ] وقوله في " النحل " :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=10هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون [ 31 10 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54لأولي النهى أي لأصحاب العقول . فالنهى : جمع نهية بضم النون ، وهي العقل . لأنه ينهى صاحبه عما لا يليق . تقول العرب : نهو الرجل بصيغة فعل بالضم : إذا كملت نهيته أي عقله . وأصله نهي بالياء فأبدلت الياء واوا لأنها لام فعل بعد ضم . كما أشار له في الخلاصة بقوله :
وواوا إثر الضم رد اليا متى ألفي لام فعل أو من قبل تا
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=28991_32415الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى .
قَرَأَ هَذَا الْحَرْفَ
عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ " مَهْدًا " بِفَتْحِ الْمِيمِ وَإِسْكَانِ الْهَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ . وَقَرَأَ الْبَاقُونَ مِنَ السَّبْعَةِ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْهَاءِ بَعْدَهَا أَلِفٌ . وَالْمِهَادُ : الْفِرَاشُ . وَالْمَهْدُ بِمَعْنَاهُ . وَكَوْنُ أَصْلِهِ مَصْدَرًا لَا يُنَافِي أَنْ يُسْتَعْمَلَ اسْمًا لِلْفِرَاشِ .
وَقَوْلُهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِي مَحَلِّ رَفْعِ نَعْتٍ لِـ " رَبِّي "
[ ص: 21 ] مِنْ قَوْلِهِ قَبْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى [ 20 52 ] أَيْ لَا يَضِلُّ رَبِّي الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ . أَيْ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ . وَيَجُوزُ أَنْ يُنْصَبَ عَلَى الْمَدْحِ ، وَهُوَ أَجْوَدُ مِنْ أَنْ يُقَدَّرَ عَامِلُ النَّصْبِ لَفَظَةَ أَعْنِي ، كَمَا أَشَارَ إِلَى هَذِهِ الْأَوْجُهِ مِنَ الْإِعْرَابِ فِي الْخُلَاصَةِ بِقَوْلِهِ :
وَارْفَعْ أَوِ انْصِبْ إِنْ قَطَعْتَ مُضْمِرًا مُبْتَدَأً أَوْ نَاصِبًا لَنْ يَظْهَرَا
هَكَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ . وَالتَّحْقِيقُ أَنَّهُ يَتَعَيَّنُ كَوْنُهُ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ . لِأَنَّهُ كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ . وَلَا يَصِحُّ تَعَلُّقُهُ بِقَوْلِ
مُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52لَا يَضِلُّ رَبِّي لِأَنَّ قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53فَأَخْرَجْنَا يُعَيِّنُ أَنَّهُ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ ، كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ
أَبُو حَيَّانَ فِي الْبَحْرِ ، وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى .
وَقَدْ بَيَّنَ جَلَّ وَعَلَا فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ أَرْبَعَ آيَاتٍ مِنْ آيَاتِهِ الْكُبْرَى الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّهُ الْمَعْبُودُ وَحْدَهُ . وَمَعَ كَوْنِهَا مِنْ آيَاتٍ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ وَاسْتِحْقَاقِهِ الْعِبَادَةَ وَحْدَهُ دُونَ غَيْرِهِ فَهِيَ مِنَ النِّعَمِ الْعُظْمَى عَلَى بَنِي آدَمَ .
الْأُولَى : فَرْشُهُ الْأَرْضَ عَلَى هَذَا النَّمَطِ الْعَجِيبِ .
الثَّانِيَةُ : جَعْلُهُ فِيهَا سُبُلًا يَمُرُّ مَعَهَا بَنُو آدَمَ وَيَتَوَصَّلُونَ بِهَا مِنْ قُطْرٍ إِلَى قُطْرٍ .
الثَّالِثَةُ : إِنْزَالُهُ الْمَاءَ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى هَذَا النَّمَطِ الْعَجِيبِ .
الرَّابِعَةُ : إِخْرَاجُهُ أَنْوَاعَ النَّبَاتِ مِنَ الْأَرْضِ .
أَمَّا الْأُولَى الَّتِي هِيَ جَعْلُهُ الْأَرْضَ مَهْدًا فَقَدْ ذَكَرَ الِامْتِنَانَ بِهَا مَعَ الِاسْتِدْلَالِ بِهَا عَلَى أَنَّهُ الْمَعْبُودُ وَحْدَهُ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ مِنْ كِتَابِهِ . كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=9وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا الْآيَةَ [ 43 9 - 10 ] ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=6أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=7وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا [ 78 6 - 7 ] ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=48وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ [ 51 48 ] ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=3وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا [ 13 3 ] ، وَالْآيَاتُ بِمِثْلِ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ جِدًّا .
وَأَمَّا الثَّانِيَةُ الَّتِي هِيَ جَعْلُهُ فِيهَا سُبُلًا فَقَدْ جَاءَ الِامْتِنَانُ ، وَالِاسْتِدْلَالُ بِهَا فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ . كَقَوْلِهِ فِي " الزُّخْرُفِ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=9وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=10الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [ 43 9 ] ،
[ ص: 22 ] وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=31وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ [ 21 31 ] وَقَدْ قَدَّمْنَا الْآيَاتِ الدَّالَّةَ عَلَى هَذَا فِي سُورَةِ " النَّحْلِ " فِي الْكَلَامِ عَلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=15وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [ 16 15 ] .
وَأَمَّا الثَّالِثَةُ ، وَالرَّابِعَةُ وَهُمَا إِنْزَالُ الْمَاءِ مِنَ السَّمَاءِ وَإِخْرَاجُ النَّبَاتِ بِهِ مِنَ الْأَرْضِ فَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُمَا فِي الْقُرْآنِ عَلَى سَبِيلِ الِامْتِنَانِ ، وَالِاسْتِدْلَالِ مَعًا . كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=10هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=11يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ الْآيَةَ [ 16 10 ] . وَقَدْ قَدَّمْنَا الْآيَاتِ الدَّالَّةَ عَلَى ذَلِكَ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا الْتِفَاتٌ مِنَ الْغَيْبَةِ إِلَى التَّكَلُّمِ بِصِيغَةِ التَّعْظِيمِ . وَنَظِيرُهُ فِي الْقُرْآنِ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي " الْأَنْعَامِ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا [ 6 99 ] ، وَقَوْلُهُ فِي " فَاطِرٍ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=27أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا [ 35 27 ] ، وَقَوْلُهُ فِي " النَّمْلِ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=59أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ [ 27 60 ] .
وَهَذَا الِالْتِفَاتُ مِنَ الْغَيْبَةِ إِلَى التَّكَلُّمِ بِصِيغَةِ التَّعْظِيمِ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ كُلِّهَا فِي إِنْبَاتِ النَّبَاتِ يَدُلُّ عَلَى تَعْظِيمِ شَأْنِ إِنْبَاتِ النَّبَاتِ لِأَنَّهُ لَوْ لَمْ يَنْزِلِ الْمَاءُ وَلَمْ يَنْبُتْ شَيْءٌ لَهَلَكَ النَّاسُ جُوعًا وَعَطَشًا . فَهُوَ يَدُلُّ عَلَى عَظَمَتِهِ جَلَّ وَعَلَا ، وَشِدَّةِ احْتِيَاجِ الْخَلْقِ إِلَيْهِ وَلُزُومِ طَاعَتِهِمْ لَهُ جَلَّ وَعَلَا .
وَقَوْلُهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى أَيْ أَصْنَافًا مُخْتَلِفَةً مِنْ أَنْوَاعِ النَّبَاتِ . فَالْأَزْوَاجُ : جَمْعُ زَوْجٍ ، وَهُوَ هُنَا الصِّنْفُ مِنَ النَّبَاتِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ " الْحَجِّ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ [ 22 5 ] أَيْ مِنْ كُلِّ صِنْفٍ حَسَنٍ مِنْ أَصْنَافِ النَّبَاتِ ، وَقَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ " لُقْمَانَ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=10خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ [ 31 10 ] أَيْ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ حَسَنٍ مِنْ أَنْوَاعِ النَّبَاتِ ، وَقَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ " يس " :
[ ص: 23 ] nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=36سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ [ 36 36 ] إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53شَتَّى نَعْتٌ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53أَزْوَاجًا [ 20 53 ] . وَمَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى أَيْ أَصْنَافًا مُخْتَلِفَةَ الْأَشْكَالِ ، وَالْمَقَادِيرِ ، وَالْمَنَافِعِ ، وَالْأَلْوَانِ ، وَالرَّوَائِحِ ، وَالطُّعُومِ . وَقِيلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53شَتَّى جَمْعٌ لِـ " نَبَاتٍ " أَيْ نَبَاتٌ مُخْتَلِفٌ كَمَا بَيَّنَّا . وَالْأَظْهَرُ الْأَوَّلُ ، وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53شَتَّى جَمْعُ شَتِيتٍ . كَمَرِيضٍ وَمَرْضَى . وَالشَّتِيتُ : الْمُتَفَرِّقُ . وَمِنْهُ قَوْلُ
رُؤْبَةَ يَصِفُ إِبِلًا جَاءَتْ مُجْتَمِعَةً ثُمَّ تَفَرَّقَتْ ، وَهِيَ تُثِيرُ غُبَارًا مُرْتَفِعًا :
جَاءَتْ مَعًا وَأَطْرَقَتْ شَتِيتًا وَهِيَ تُثِيرُ السَّاطِعَ السَّخْتِيتَا
وَثَغْرٌ شَتِيتٌ : أَيْ مُتَفَلِّجٌ لِأَنَّهُ مُتَفَرِّقُ الْأَسْنَانِ . أَيْ لَيْسَ بَعْضُهَا لَاصِقًا بِبَعْضٍ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا قَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ مَعْنَى السَّلْكُ : الْإِدْخَالُ . وَقَوْلُهُ سَلَكَ هُنَا مَعْنَاهُ أَنَّهُ جَعَلَ فِي دَاخِلِ الْأَرْضِ بَيْنَ أَوْدِيَتِهَا وَجِبَالِهَا سُبُلًا فِجَاجًا يَمُرُّ الْخَلْقُ مَعَهَا . وَعَبَّرَ عَنْ ذَلِكَ هُنَا بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا [ 20 53 ] وَعَبَّرَ فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ عَنْ ذَلِكَ بِالْجَعْلِ ، كَقَوْلِهِ فِي " الْأَنْبِيَاءِ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=31وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ [ 21 31 ] وَقَوْلُهُ فِي " الزُّخْرُفِ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=10الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [ 43 10 ] وَعَبَّرَ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ عَنْ ذَلِكَ بِالْإِلْقَاءِ كَقَوْلِهِ فِي " النَّحْلِ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=15وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [ 31 15 ] لِأَنَّ عَطْفَ السُّبُلِ عَلَى الرَّوَاسِي ظَاهِرٌ فِي ذَلِكَ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ أَيْ كُلُوا أَيُّهَا النَّاسُ مِنَ الثِّمَارِ ، وَالْحُبُوبِ الَّتِي أَخْرَجْنَاهَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ بِالْمَاءِ الَّذِي أَنْزَلْنَا مِنْ جَمِيعِ مَا هُوَ غِذَاءٌ لَكُمْ مِنَ الْحُبُوبِ ، وَالْفَوَاكِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ ، وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ . أَيْ أَسِيمُوهَا وَسَرِّحُوهَا فِي الْمَرْعَى الَّذِي يَصْلُحُ لِأَكْلِهَا . تَقُولُ : رَعَتَ الْمَاشِيَةُ الْكَلَأَ ، وَرَعَاهَا صَاحِبُهَا : أَيْ أَسَامَهَا وَسَرَّحَهَا . يَلْزَمُ وَيَتَعَدَّى . وَالْأَمْرُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54كُلُوا وَارْعَوْا لِلْإِبَاحَةِ . وَلَا يَخْفَى مَا تَضَمَّنَهُ مِنَ الِامْتِنَانِ ، وَالِاسْتِدْلَالِ عَلَى اسْتِحْقَاقِ الْمُنْعِمِ بِذَلِكَ لِلْعِبَادَةِ وَحْدَهُ .
وَمَا ذَكَرَهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ : مِنَ الِامْتِنَانِ عَلَى بَنِي آدَمَ بِأَرْزَاقِهِمْ وَأَرْزَاقِ أَنْعَامِهِمْ جَاءَ مُوَضَّحًا فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ . كَقَوْلِهِ فِي سُورَةِ " السَّجْدَةِ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ [ 32 27 ] ، وَقَوْلِهِ فِي " النَّازِعَاتِ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=31أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=32وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=33مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ [ 79 31 - 33 ] ] ،
[ ص: 24 ] وَقَوْلِهِ فِي " عَبَسَ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=26ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=27فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=28وَعِنَبًا وَقَضْبًا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=29وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=30وَحَدَائِقَ غُلْبًا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=31وَفَاكِهَةً وَأَبًّا nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=32مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ [ 80 25 - 32 ] وَقَوْلِهِ فِي " النَّحْلِ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=10هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ [ 31 10 ] ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54لِأُولِي النُّهَى أَيْ لِأَصْحَابِ الْعُقُولِ . فَالنُّهَى : جَمَعُ نُهْيَةٍ بِضَمِّ النُّونِ ، وَهِيَ الْعَقْلُ . لِأَنَّهُ يَنْهَى صَاحِبَهُ عَمَّا لَا يَلِيقُ . تَقُولُ الْعَرَبُ : نَهُوَ الرَّجُلُ بِصِيغَةِ فَعُلَ بِالضَّمِّ : إِذَا كَمُلَتْ نُهْيَتُهُ أَيْ عَقْلُهُ . وَأَصْلُهُ نَهُيَ بِالْيَاءِ فَأُبْدِلَتِ الْيَاءُ وَاوًا لِأَنَّهَا لَامُ فِعْلٍ بَعْدَ ضَمٍّ . كَمَا أَشَارَ لَهُ فِي الْخُلَاصَةِ بِقَوْلِهِ :
وَوَاوًا إِثْرَ الضَّمِّ رُدَّ الْيَا مَتَى أُلْفِيَ لَامُ فِعْلٍ أَوْ مِنْ قَبْلِ تَا