قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا . قوله تعالى :
أمر الله - جل وعلا - نبيه أن يقول للمنافقين الذين تخلفوا عنه واعتذروا بأعذار كاذبة : فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا [ 48 \ 11 ] أي لا أحد يملك دفع الضر الذي أراد الله إنزاله بكم ولا منع النفع الذي أراد نفعكم به فلا نافع إلا هو ولا ضار إلا هو تعالى ، ولا يقدر أحد على دفع ضر أراده ولا منع نفع أراده .
وهذا الذي تضمنته هذه الآية الكريمة - جاء موضحا في آيات أخر من كتاب الله كقوله تعالى في الأحزاب قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا [ 33 \ 17 ] .
وقوله تعالى في آخر يونس : وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله الآية [ 10 \ 107 ] .
وقوله في الأنعام : وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير [ 6 \ 17 ] .
وقوله تعالى في المائدة : قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا [ 5 \ 17 ] .
وقوله تعالى في فاطر : ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له الآية [ 35 \ 2 ] .
وقوله تعالى في الملك : قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم [ 67 \ 28 ] .
[ ص: 397 ] وقد ذكرنا بعض الآيات الدالة على هذا في أول سورة فاطر في الكلام على قوله تعالى : ما يفتح الله للناس من رحمة الآية [ 35 \ 2 ] . وفي سورة الأحقاف في الكلام على قوله تعالى : قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا [ 46 \ 8 ] .