قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29072_28766_29468وأما من خفت موازينه nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فأمه هاوية .
وقع الخلاف في المراد من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فأمه هاوية ، هل المراد بأمه مأواه وهي النار ، وأن هاوية من أسمائها ، أم المراد بأمه رأسه وأن هاوية من الهوي ، فيلقى في النار منكسا رأسه يهوي في النار .
وقد بحث الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه ذلك في دفع إيهام الاضطراب ، ولا يبعد من يقول إنه لا تعارض بين القولين .
فتكون " أمه هاوية " ، وهي النار ويلقى فيها منكسا تهوي رأسه والعياذ بالله .
وحكى
القرطبي على أن الأم بمعنى قول
لبيد :
فالأرض معقلنا وكانت أمنا فيها مقابرنا وفيها نولد
وعلى
nindex.php?page=treesubj&link=30428معنى الهاوية البعيدة والداهية ، قول الشاعر :
يا عمرو لو نالتك رماحنا كنت كمن تهوي به الهاويه
والهاوية : مكان الهوي .
كما قيل :
أكلت دما إن لم أرعك بضرة بعيدة مهوى القرط مياسة القد
أو طيبة النشر .
وفي الحديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009865إن أحدكم ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها في النار سبعين خريفا " .
نسأل الله السلام .
وقد فسر الهاوية بما بعدها :
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10وما أدراك ما هيه nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=11نار حامية [ 101 \ 10 - 11 ] .
[ ص: 75 ] وقد فسر الهاوية بأنها أسفل دركات النار . عياذا بالله .
وقد جاء قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=4كلا لينبذن في الحطمة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=5وما أدراك ما الحطمة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نار الله الموقدة [ 104 \ 4 - 6 ] .
والنبذ : الطرح ، مما يرجح ما قلناه من إمكان إرادة المعنيين كون أمه هي الهاوية أي النار ، يهوي فيها على أم رأسه ، وذلك بالنبذ في الهاوية بعيدة المهوى ، وعادة الجسم إذا ألقي من شاهق بعيدا يسبقه إلى أسفل أثقله ، وأثقل جسم الإنسان رأسه . والله تعالى أعلم .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29072_28766_29468وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ .
وَقَعَ الْخِلَافُ فِي الْمُرَادِ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ، هَلِ الْمُرَادُ بِأُمِّهِ مَأْوَاهُ وَهِيَ النَّارُ ، وَأَنَّ هَاوِيَةً مِنْ أَسْمَائِهَا ، أَمِ الْمُرَادُ بِأُمِّهِ رَأْسُهُ وَأَنَّ هَاوِيَةً مِنَ الْهُوِيِّ ، فَيُلْقَى فِي النَّارِ مُنَكِّسًا رَأْسَهُ يَهْوِي فِي النَّارِ .
وَقَدْ بَحَثَ الشَّيْخُ رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ ذَلِكَ فِي دَفْعِ إِيهَامِ الِاضْطِرَابِ ، وَلَا يَبْعُدُ مَنْ يَقُولُ إِنَّهُ لَا تَعَارُضَ بَيْنَ الْقَوْلَيْنِ .
فَتَكُونُ " أُمُّهُ هَاوِيَةٌ " ، وَهِيَ النَّارُ وَيُلْقَى فِيهَا مُنَكَّسًا تَهْوِي رَأْسُهُ وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ .
وَحَكَى
الْقُرْطُبِيُّ عَلَى أَنَّ الْأُمَّ بِمَعْنَى قَوْلِ
لَبِيَدٍ :
فَالْأَرْضُ مَعْقِلُنَا وَكَانَتْ أُمَّنَا فِيهَا مَقَابِرُنَا وَفِيهَا نُوَلَدُ
وَعَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=30428مَعْنَى الْهَاوِيَةِ الْبَعِيدَةِ وَالدَّاهِيَةِ ، قَوْلُ الشَّاعِرِ :
يَا عَمْرُو لَوْ نَالَتْكَ رِمَاحُنَا كُنْتَ كَمَنْ تَهْوِي بِهِ الْهَاوِيَهْ
وَالْهَاوِيَةُ : مَكَانُ الْهَوِيِّ .
كَمَا قِيلَ :
أَكَلْتُ دَمًا إِنْ لَمْ أَرْعَكِ بِضَرَّةٍ بَعِيدَةِ مَهْوَى الْقُرْطِ مَيَّاسَةَ الْقَدّ
أَوْ طَيِّبَةَ النَّشْرِ .
وَفِي الْحَدِيثِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009865إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا " .
نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلَامَ .
وَقَدْ فَسَّرَ الْهَاوِيَةَ بِمَا بَعْدَهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=11نَارٌ حَامِيَةٌ [ 101 \ 10 - 11 ] .
[ ص: 75 ] وَقَدْ فَسَّرَ الْهَاوِيَةَ بِأَنَّهَا أَسْفَلُ دَرَكَاتِ النَّارِ . عِيَاذًا بِاللَّهِ .
وَقَدْ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=4كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=5وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ [ 104 \ 4 - 6 ] .
وَالنَّبْذُ : الطَّرْحُ ، مِمَّا يُرَجِّحُ مَا قُلْنَاهُ مِنْ إِمْكَانِ إِرَادَةِ الْمَعْنَيَيْنِ كَوْنُ أُمِّهِ هِيَ الْهَاوِيَةُ أَيِ النَّارُ ، يَهْوِي فِيهَا عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ ، وَذَلِكَ بِالنَّبْذِ فِي الْهَاوِيَةِ بَعِيدَةِ الْمَهْوَى ، وَعَادَةُ الْجِسْمِ إِذَا أُلْقِيَ مِنْ شَاهِقٍ بَعِيدًا يُسْبِقُهُ إِلَى أَسْفَلَ أَثْقَلُهُ ، وَأَثْقَلُ جِسْمِ الْإِنْسَانِ رَأْسُهُ . وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .