والمرائي في صلاته قد يكون منافقا ، وقد يكون غير منافق .
فالرياء أعم من جهة ، والنفاق أعم من جهة أخرى ، أي قد يرائي في عمل ما ، ويكون مؤمنا بالبعث والجزاء وبكل أركان الإيمان ، ولا يرائي في عمل آخر ، بل يكون مخلصا فيه كل الإخلاص .
والمنافق دائما ظاهره مخالف لباطنه في كل شيء ، لا في الصلاة فقط .
ولكن جاء النص : بأن المراءاة في الصلاة من أعمال المنافقين .
وجاء النص أيضا . بأن إلا المصلين ، كما في قوله تعالى : منع الماعون من طبيعة الإنسان إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين [ 70 \ 19 - 22 ] .
وقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه ، بيان السهو عنها وإضاعتها عند قوله تعالى : فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا [ 19 \ 59 - 60 ] .
وبين في آخر المبحث تحت عنوان : مسألة في حكم . وزاده بيانا ، عند قوله تعالى : تاركي الصلاة جحدا أو كسلا والذين هم على صلاتهم يحافظون [ 70 \ 34 ] في دفع إيهام الاضطراب للجمع بين هذه الآية وآية ما سلككم في سقر [ 74 \ 42 ] .
[ ص: 117 ] وذكر قول الشاعر :
دع المساجد للعباد تسكنها
على ما سنذكره بعد ، ثم نبه قائلا : إذا كان الوعيد عمن يسهو عنها فكيف بمن يتركها ؟ ! ا هـ .
وقد تساءل بعض المفسرين عن موجب اقتران هذه الآية بالتي قبلها .
وأجابوا : بأن الكل من دوافع عدم الإيمان بالبعث ، ومن موجبات التكذيب بيوم الدين ، فهي مع ما قبلها في قوة ، فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين ، وعن صلاتهم ساهون فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون .
فجمعهم مع الأول ، ونص على وعيده الشديد ، وبين وصفا لهم ، وهو أنهم يمنعون الماعون .