[ ص: 358 ] بسم الله الرحمن الرحيم 
سورة الشعراء 
قوله تعالى : كذبت قوم نوح المرسلين     . 
هذه الآية تدل على أن قوم نوح   كذبوا جماعة من المرسلين  بدليل صيغة الجمع في قوله : " المرسلين " ثم بين ذلك بما يدل على خلاف ذلك وأنهم إنما كذبوا رسولا واحدا وهو نوح  عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، بقوله : إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون    - إلى قوله - قال رب إن قومي كذبون    [ 26 \ 106 - 117 ] . 
والجواب عن هذا ، أن الرسل عليهم صلوات الله وسلامه ، لما كانت دعوتهم واحدة وهي لا إله إلا الله ، صار مكذب واحد منهم مكذبا لجميعهم ، كما يدل لذلك قوله تعالى : وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون    [ 21 \ 25 ] وقوله : ولقد بعثنا في كل أمة رسولا  الآية [ 16 \ 36 ] ، وقد بين تعالى أن مكذب بعضهم مكذب للجميع بقوله : ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا  أولئك هم الكافرون حقا    [ 4 \ 150 - 151 ] . 
ويأتي مثل هذا الإشكال ، والجواب في قوله : كذبت عاد المرسلين  إذ قال لهم أخوهم هود  إلى آخره [ 26 \ 123 - 124 ] ، وقوله : كذبت ثمود المرسلين  إذ قال لهم أخوهم صالح    [ 26 \ 141 - 142 ] . 
وكذلك في قصة لوط  وشعيب  ، على الجميع وعلى نبينا الصلاة والسلام . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					