[ ص: 363 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة العنكبوت
وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء الآية . قوله تعالى :
لا يعارضه قوله تعالى : وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم [ 29 \ 13 ] ، كما تقدم بيانه مستوفى في سورة " النحل " ، فأثقالهم أوزار ضلالهم ، والأثقال التي معها أوزار إضلالهم ولا ينقص ذلك شيئا من أوزار أتباعهم الضالين .
قوله تعالى : وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب .
هذه الآية الكريمة تدل على أن إبراهيم ، وقد ذكر في سورة " الحديد " ما يدل على اشتراك النبوة والكتاب في خصوص ذرية نوح معه في ذلك في قوله : ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب [ 57 \ 26 ] .
والجواب أن وجه الاقتصار على إبراهيم أن جميع الرسل بعده من ذريته وذكر نوح معه لأمرين :
أحدهما : أن كل من كان من ذرية إبراهيم فهو من ذرية نوح .
والثاني : أن بعض الأنبياء من ذرية نوح ولم يكن من ذرية إبراهيم : كهود وصالح ولوط ويونس على خلاف فيه ، ولا ينافي ذلك الاقتصار على إبراهيم ، لأن المراد من كان بعد إبراهيم لا من كان قبله أو في عصره ، كلوط عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام .