قوله تعالى : فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين .
بين جل وعلا الرسالات التي أبلغها رسوله شعيب إلى قومه [ ص: 37 ] في آيات كثيرة كقوله : وإلى مدين أخاهم شعيبا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان الآية [ 11 \ 84 ] ، ونحوها من الآيات ، وبين نصحه لهم في آيات كثيرة كقوله : ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد الآية [ 11 \ 89 ] ، وقوله تعالى : فكيف آسى على قوم كافرين [ 7 \ 93 ] ، أنكر نبي الله شعيب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام الأسى ، أي : الحزن على الكفار إذا أهلكهم الله بعد إبلاغهم ، وإقامة الحجة عليهم مع تماديهم في الكفر والطغيان لجاجا وعنادا ، وإنكاره لذلك يدل على أنه لا ينبغي ، وقد صرح تعالى بذلك فنهى نبينا صلى الله عليه وسلم عنه في قوله : وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين [ 5 \ 68 ] ، ومعنى لا تأس : لا تحزن ، وقوله : ولا تحزن عليهم الآية [ 16 \ 127 ] .