قوله تعالى : أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين .
بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن من لم يهده الله فلا هادي له ، ولا يمكن أحدا أن يقهر قلبه على الانشراح إلى الإيمان إلا إذا أراد الله به ذلك .
وأوضح ذلك المعنى في آيات كثيرة ، كقوله : ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا [ 5 \ 41 ] ، وقوله : إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل الآية [ ص: 163 ] [ 16 \ 37 ] ، وقوله : إنك لا تهدي من أحببت الآية [ 28 \ 56 ] ، وقوله : من يضلل الله فلا هادي له [ 7 \ 186 ] ، والآيات بمثل ذلك كثيرة جدا كما تقدم في " النساء " .
والظاهر أنها غير منسوخة ، وأن معناها أنه لا يهدي القلوب ويوجهها إلى الخير إلا الله تعالى ، وأظهر دليل على ذلك أن الله أتبعه بقوله : وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله الآية [ 10 \ 100 ] .