قوله تعالى : وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم أمر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة عباده أن يوفوا بعهد الله إذا عاهدوا . وظاهر الآية أنه شامل لجميع العهود فيما بين العبد وربه ، وفيما بينه وبين الناس . وكرر هذا في مواضع أخر ; كقوله ( في الأنعام ) : ، وبعهد [ ص: 439 ] الله أوفوا ذلكم وصاكم به . . . الآية [ 6 \ 152 ] ، وقوله في ( الإسراء ) : وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا [ 17 \ 34 ] ، وقد قدمنا هذا ( في الأنعام ) .
وبين في مواضع أخر : أن إنما يضر بذلك نفسه ، وأن من أوفى به يؤتيه الله الأجر العظيم على ذلك ; وذلك في قوله : من نقض العهد فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما [ 48 \ 10 ] ، وبين في مواضع أخر : أن نقض الميثاق يستوجب اللعن ; وذلك في قوله : فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم . . . الآية [ 5 \ 13 ] .