قوله تعالى : وجادلهم بالتي هي أحسن ، أمر الله - جل وعلا - نبيه - صلى الله عليه وسلم - في هذه الآية الكريمة : أن يجادل خصومه بالطريق التي هي أحسن طرق المجادلة : من إيضاح الحق بالرفق واللين . وعن مجاهد : وجادلهم بالتي هي أحسن [ 16 \ 125 ] ، قال : أعرض عن أذاهم . وقد أشار إلى هذا المعنى في قوله : ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم [ 29 \ 46 ] أي : إلا الذين نصبوا للمؤمنين الحرب فجادلهم بالسيف حتى يؤمنوا ، أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون .
ونظير ما ذكر هنا من المجادلة بالتي هي أحسن قوله لموسى وهارون في شأن فرعون : " فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى " [ 20 \ 44 ] ، ومن ذلك القول اللين : قول موسى له : هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى [ 79 \ 18 - 19 ] .