الكلام في سرد الأحكام فلا حاجة إلى التناسب بين كل حكم وما يليه ، في اللغة : الإمساك والكف عن الشيء ، وفي الشرع : الإمساك عن الأكل والشرب وغشيان النساء من الفجر إلى المغرب احتسابا لله ، وإعدادا للنفس وتهيئة لها لتقوى الله بالمراقبة له وتربية الإرادة على كبح جماح الشهوات ، ليقوى صاحبها على ترك المضار والمحرمات ، وقد كتب على أهل الملل السابقة فكان ركنا من كل دين ; لأنه من أقوى العبادات وأعظم [ ص: 116 ] ذرائع التهذيب ، وفي إعلام الله تعالى لنا بأنه فرضه علينا كما فرضه على الذين من قبلنا إشعار بوحدة الدين أصوله ومقصده ، وتأكيد لأمر هذه الفرضية وترغيب فيها . والصيام
قال الأستاذ الإمام : أبهم الله هؤلاء الذين من قبلنا ، والمعروف أن الصوم مشروع في جميع الملل حتى الوثنية ، فهو معروف عن قدماء المصريين في أيام وثنيتهم ، وانتقل منهم إلى اليونان فكانوا يفرضونه لا سيما على النساء ، وكذلك الرومانيون كانوا يعنون بالصيام ، ولا يزال وثنيو الهند وغيرهم يصومون إلى الآن ، وليس في أسفار التوراة التي بين أيدينا ما يدل على فرضية الصيام ، وإنما فيها مدحه ومدح الصائمين ، وثبت أن موسى عليه السلام صام أربعين يوما ، وهو يدل على أن الصوم كان معروفا مشروعا ومعدودا من العبادات ، واليهود في هذه الأزمنة يصومون أسبوعا تذكارا لخراب أورشليم وأخذها ، ويصومون يوما من شهر آب . أقول : وينقل أن التوراة فرضت عليهم صوم اليوم العاشر من الشهر السابع وأنهم يصومونه بليلته ولعلهم كانوا يسمونه عاشوراء ، ولهم أيام أخر يصومونها نهارا .
وأما النصارى فليس في أناجيلهم المعروفة نص في فريضة الصوم ، وإنما فيها ذكره ومدحه واعتباره عبادة كالنهي عن الرياء وإظهار الكآبة فيه ، بل تأمر الصائم بدهن الرأس وغسل الوجه حتى لا تظهر عليه أمارة الصيام فيكون مرائيا كالفريسيين ، وأشهر صومهم وأقدمه الصوم الكبير الذي قبل عيد الفصح ، وهو الذي صامه موسى وكان يصومه عيسى عليهما السلام والحواريون رضي الله عنهم ، ثم وضع رؤساء الكنيسة ضروبا أخرى من الصيام وفيها خلاف بين المذاهب والطوائف ، ومنها صوم عن اللحم وصوم عن السمك وصوم عن البيض واللبن ، وكان الصوم المشروع عند الأولين منهم - كصوم اليهود - يأكلون في اليوم والليلة مرة واحدة ، فغيروه وصاروا يصومون من نصف الليل إلى نصف النهار ، ولا نطيل في تفصيل صيامهم ، بل نكتفي بهذا في قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ) أي فرض عليكم كما فرض على المؤمنين من أهل الملل قبلكم . فهو تشبيه الفرضية بالفرضية ولا تدخل فيه صفته ولا عدة أيامه ، وفي قصتي زكريا ومريم - عليهما السلام - أنهم كانوا يصومون عن الكلام ; أي : مع الصيام عن شهوات الزوجية والشراب والطعام . قال البيضاوي : إن الصوم في اللغة : الإمساك عما تنازع إليه النفس ، لا مطلق الإمساك كما يقول الجمهور ، وقال أبو عبيدة من رواة اللغة : كل ممسك عن طعام أو كلام أو سير فهو صائم . ثم قال :
خيل صيام وخيل غير صائمة
أي : قيام بلا اعتلاف ا هـ .
( لعلكم تتقون ) هذا ، وهو أنه يعد نفس الصائم لتقوى الله تعالى بترك شهواته الطبيعية المباحة الميسورة امتثالا لأمره واحتسابا [ ص: 117 ] للأجر عنده ، فتتربى بذلك إرادته على ملكة ترك الشهوات المحرمة والصبر عنها فيكون اجتنابها أيسر عليه ، وتقوى على النهوض بالطاعات والمصالح والاصطبار عليها فيكون الثبات عليها أهون عليه ، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - : ( ( تعليل لكتابة الصيام ببيان فائدته الكبرى وحكمته العليا ) ) رواه الصيام نصف الصبر وصححه في الجامع الصغير . وهذا معنى دلالة ( ( لعل ) ) على الترجي ; فالرجاء إنما يكون فيما وقعت أسبابه ، وموضعه هنا المخاطبون لا المتكلم ، ومن لم يصم بالنية وقصد القربة لا ترجى له هذه الملكة في التقوى . فليس الصيام في الإسلام لتعذيب النفس لذاته بل لتربيتها وتزكيتها . ابن ماجه
قال شيخنا : إن الوثنيين كانوا يصومون لتسكين غضب آلهتهم إذا عملوا ما يغضبها ، أو لإرضائها واستمالتها إلى مساعدتهم في بعض الشئون والأغراض ، وكانوا يعتقدون أن إرضاء الآلهة والتزلف إليها يكون بتعذيب النفس وإماتة حظوظ الجسد ، وانتشر هذا الاعتقاد في أهل الكتاب ، حتى جاء الإسلام يعلمنا أن الصوم ونحوه إنما فرض ; لأنه يعدنا للسعادة بالتقوى ، وأن الله غني عنا وعن عملنا ، وما كتب علينا الصيام إلا لمنفعتنا .
( ثم قال ما معناه مبسوطا ) قلنا : إن معنى ( ( لعل ) ) الإعداد والتهيئة ، وإعداد الصيام نفوس الصائمين لتقوى الله تعالى يظهر من وجوه كثيرة أعظمها شأنا ، وأنصعها برهانا وأظهرها أثرا ، وأعلاها خطرا - شرفا - أنه أمر موكول إلى نفس الصائم لا رقيب عليه فيه إلا الله تعالى ، وسر بين العبد وربه لا يشرف عليه أحد غيره سبحانه ، فإذا ترك الإنسان شهواته ولذاته التي تعرض له في عامة الأوقات لمجرد الامتثال لأمر ربه والخضوع لإرشاد دينه مدة شهر كامل في السنة ، ملاحظا عند عروض كل رغيبة له - من أكل نفيس ، وشراب عذب ، وفاكهة يانعة ، وغير ذلك كزينة زوجة أو جمالها الداعي إلى ملابستها - أنه لولا اطلاع الله تعالى عليه ومراقبته له لما صبر عن تناولها وهو في أشد التوق لها ، لا جرم أنه يحصل له من تكرار هذه الملاحظة المصاحبة للعمل ملكة المراقبة لله تعالى والحياء منه سبحانه أن يراه حيث نهاه ، وفي هذه المراقبة من كمال الإيمان بالله تعالى والاستغراق في تعظيمه وتقديسه أكبر معد للنفوس ومؤهل لها لضبط النفس ونزاهتها في الدنيا ، ولسعادتها في الآخرة .
وكما تؤهل هذه المراقبة النفوس المتحلية بها لسعادة الآخرة تؤهلها لسعادة الدنيا أيضا ، انظر هل يقدم من تلابس هذه المراقبة قلبه على غش الناس ومخادعتهم ؟ هل يسهل عليه أن يراه الله آكلا لأموالهم بالباطل ؟ هل يحتال على الله تعالى في منع الزكاة وهدم هذا الركن الركين من أركان دينه ؟ هل يحتال على أكل الربا ؟ هل يقترف المنكرات جهارا ؟ هل يجترح السيئات ويسدل بينه وبين الله ستارا ؟ كلا . إن صاحب هذه المراقبة لا يسترسل [ ص: 118 ] في المعاصي ; إذ لا يطول أمد غفلته عن الله تعالى ، وإذا نسي وألم بشيء منها يكون سريع التذكر قريب الفيء والرجوع بالتوبة الصحيحة ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) ( 7 : 201 ) فالصيام أعظم مرب للإرادة ، وكابح لجماح الأهواء ، فأجدر بالصائم أن يكون حرا يعمل ما يعتقد أنه خير ، لا عبدا للشهوات .
إنما روح الصوم وسره في هذا القصد والملاحظة التي تحدث هذه المراقبة ، وهذا هو معنى كون العمل لوجه الله تعالى ، وقد لاحظه من أوجب من الأئمة تبييت النية في كل ليلة ، ويؤيد هذا ما ورد من الأحاديث المتفق عليها كقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) ) رواه أحمد والشيخان وأصحاب السنن - قالوا : أي من الصغائر ، وقد يكون الغفران للكبائر مع التوبة منها ; لأن الصائم احتسابا وإيمانا على ما بينا يكون من التائبين عما اقترفه فيما قبل الصوم ، وقوله في الحديث القدسي : ( ( ) ) وفي حديث آخر ( ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) ) رواهما يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي وغيره . البخاري
وقد شرح الأستاذ الإمام في هذا المقام حال أولئك الغافلين عن الله وعن أنفسهم الذين يفطرون في رمضان عمدا ، وذكر بعض حيل الذين يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله كالأدنياء الذين يأكلون ولو في بيوت الأخيلة حيث تأكل الجرذ ، والذين يغطسون في الجداول والأنهار ويشربون في أثناء ذلك ، وما قذف بهؤلاء وأمثالهم ومن هم شر منهم - كالمجاهرين بالفطر - إلا تلقينهم العبادة جافة خالية من الروح الذي ذكرناه ، والسر الذي أفشيناه ، فحسبوها عقوبة كما كان يحسبها الوثنيون من قبل ، وما كل إنسان يتحمل العقوبة راضيا مختارا . ثم قال ما مثاله :
وهاهنا شيء ذكره بعضهم ويشمئز الإنسان من شرحه وبيانه ، وهو أن الصوم يكسر الشهوة بطبعه فتضعف النفوس ويعجز الإنسان عن الشهوات والمعاصي . وفيه من معنى العقوبة والإعنات ما كان يفهمه الكثير من جميع مطالب الدين وراثة عن آبائهم الأولين من أهل الديانات الأخرى ، وإذا طبقنا هذا القول على ما نعهده وجودا ووقوعا لا نجده واقعا ; لأن المعروف أن الإنسان إذا جاع يضري بالشهوات وتقوى نهمته ويشتد قرمه ، وآثار هذا ظاهرة في صوم أكثر المسلمين فإنهم في رمضان أكثر تمتعا بالشهوات منهم في عامة السنة ، فما سبب هذا وما مثاره ؟ أليس هو الضراوة بالشهوات ؟ بلى . ولا ينافي ما ذكره الأستاذ الإمام تشبيه النبي - صلى الله عليه وسلم - الصوم بالوجاء في كسر سورة الشهوة ; لأن المراد أن تأثيره في تربية النفس وتقوية الإيمان يجعل صاحبه مالكا لنفسه يصرفها حسب الشرع لا حسب الشهوة .
[ ص: 119 ] هذا ما كتبته ونشر في الطبعة الأولى ورآه شيخنا ثم بدا لي فيه ; فالحديث رواه الشيخان عن ولفظه ( ( ابن مسعود ) ) والوجاء - بالكسر - رض الأنثيين وهو يضعف الشهوة الزوجية إن لم يذهب بها كالخصاء ، والصيام يضعف هذه الشهوة إذا طال واقتصر الصائم في الليل على قليل من الطعام ، قال الحافظ في شرحه - واستشكل - بأن الصوم يزيد في تهييج الحرارة وذلك مما يثير الشهوة ، لكن ذلك إنما يقع في مبدأ الأمر ، فإذا تمادى عليه واعتاده سكن ذلك والله أعلم ا هـ . يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء
ومن أن الصائم عندما يجوع يتذكر من لا يجد قوتا فيحمله التذكر على الرأفة والرحمة الداعيتين إلى البذل والصدقة ، وقد وصف الله تعالى نبيه بأنه رءوف رحيم ، ويرتضي لعباده المؤمنين ما ارتضاه لنبيه - صلى الله عليه وسلم - ; ولذلك أمرهم بالتأسي به ووصفهم بقوله : ( وجوه إعداد الصوم للتقوى رحماء بينهم ) ( 48 : 29 ) . المساواة فيه بين الأغنياء والفقراء والملوك والسوقة ، ومنها تعليم الأمة النظام في المعيشة ، فجميع المسلمين يفطرون في وقت واحد لا يتقدم أحد على آخر دقيقة واحدة وقلما يتأخر عنه دقيقة واحدة . ومن فوائد عبادة الصيام الاجتماعية
أنه يفني المواد الراسبة في البدن ولا سيما أبدان المترفين أولي النهم وقليلي العمل ، ويجفف الرطوبات الضارة ، ويطهر الأمعاء من فساد الذرب والسموم التي تحدثها البطنة ، ويذيب الشحم أو يحول دون كثرته في الجوف وهي شديدة الخطر على القلب ، فهو كتضمير الخيل الذي يزيدها قوة على الكر والفر . قال - صلى الله عليه وسلم - : ( ( ومن فوائده الصحية ) ) رواه صوموا تصحوا ابن السني وأبو نعيم في الطب عن وأشار في الجامع الصغير إلى حسنه ويؤيده ( ( أبي هريرة ) ) رواه اغزوا تغتنموا وصوموا تصحوا وسافروا تستغنوا في الأوسط عنه . وقال بعض أطباء الإفرنج : إن صيام شهر واحد في السنة يذهب بالفضلات الميتة في البدن مدة سنة . الطبراني
وأعظم فوائده كلها الفائدة الروحية التعبدية المقصودة بالذات ، وهي أن يصوم لوجه الله تعالى كما هو الملاحظ في النية على ما قدمنا ، ومن صام لأجل الصحة فقط فهو غير عابد لله في صيامه ، فإذا نوى الصحة مع التعبد كان مثابا كمن ينوي التجارة مع الحج ، فإنه لولا العبادة لاكتفى بالجوع والحمية ، وآية الصيام بهذه النية والملاحظة التحلي بتقوى الله تعالى وما يتبعها من أحاسن الصفات والخلال ، وفضائل الأعمال .
وقال الأستاذ : لا أشك في أن من يصوم على هذا الوجه يكون راضيا مرضيا ، مطمئنا بحيث لا يجد في نفسه اضطرابا ولا انزعاجا . نعم ; ربما يوجد عنده شيء من الفتور [ ص: 120 ] الجسماني ، وأما الروحاني فلا ، وأعرف رجلا لا يغضب في رمضان مما يغضب له في غيره ، ولا يمل من حديث الناس ما كان يمله في أيام الفطر ; وذلك لأنه صائم لوجه الله تعالى : ( والظاهر أنه يعني نفسه ) ويؤيد قوله ما ورد في علامات الصائم من ترك المعاصي والمآتم ، ومنها حديث عند أبي هريرة أحمد وأصحاب السنن إلا والبخاري مرفوعا ( ( النسائي فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه من لم يدع قول الزور والعمل به ) ) .
أين هذا كله من الصوم الذي عليه أكثر الناس ، وهو ما تراهم متفقين عليه من إثارته لسرعة السخط والحمق وشدة الغضب لأدنى سبب ، واشتهر هذا بينهم وأخذوه بالتسليم حتى صاروا يعتقدون أنه أثر طبيعي للصوم ، فهم إذا أفحش أحدهم قال الآخر : لا عتب عليه فإنه صائم . وهو وهم استحوذ على النفوس فحل منها محل الحقيقة وكان له أثرها ، ومتى رسخ الوهم في النفس يصعب انتزاعه على العقلاء الذين يتعاهدون أنفسهم بالتربية الحقيقية دائما ، فكيف حال الغافلين عن أنفسهم ، المنحدرين في تيار العادات والتقاليد الشائعة ، لا يتفكرون في مصيرهم ، ولا يشعرون في أي لجة يقذفون ، فتأثير الصوم في أنفسهم مناف للتقوى التي شرع لأجلها ، ومخالف للأحاديث النبوية التي وصف بها أهلها ، ومن أشهرها حديث ( ( ) ) وهي - بضم الجيم - الوقاية والستر ، فهو يقي صاحبه من المعاصي والآثام ، ومن عقابها وغايته دخول النار ، وللحديث ألفاظ وفيه زيادة في الصحاح والسنن . وذكر الحافظ في شرحه من الفتح لفظ الصيام جنة أبي عبيدة ( رضي الله عنه ) عند أحمد ( ( ) ) زاد الصيام جنة ما لم يخرقها الدارمي ( ( بالغيبة ) ) وقال في هذه الزيادة : إن الغيبة تضر بالصيام ، وحكى عن عائشة وبه قال : إن الغيبة تفطر الصائم وتوجب قضاء ذلك اليوم ، وأفرط الأوزاعي فقال يبطله كل معصية من متعمد لها ذاكر لصومه إلخ . وقال ابن حزم فيمن يعصي الله وهو صائم : إنه كمن يبني قصرا ويهدم مصرا . الغزالي
قال الأستاذ الإمام : إن أكثر الناس يلاحظون في صومهم حفظ رسم الدين الظاهر وموافقة الناس فيما هم فيه ، حتى إن الحائض تصوم وترى الفطر في نهار رمضان عارا ومأثما ، ولا بأس بهذا الصوم من غير الحائض لحفظ ظاهر الإسلام ، وإقامة هيكل شعائره ، ولكنه لا يفيد الأفراد شيئا في دينهم ولا في دنياهم لخلوه من الروح الذي يعدهم للتقوى ، ويؤهلهم لسعادة الآخرة والدنيا ، وذكر في الدرس ما عليه الناس من الاستعداد لمآكل رمضان وشرابه بحيث ينفقون فيه على ذلك ما يكاد يساوي نفقة سائر السنة . حتى كأنه موسم أكل ، وكأن الإمساك عن الطعام في النهار إنما هو لأجل الاستكثار منه في الليل ، وهذا هو الصوم المراد بقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ( ) ) رواه كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش النسائي ، ولا نطيل بشرح ما عليه الناس فهم يعلمونه علما تاما ، وفيما كتب كفاية لمن يريد معرفة حقه من باطله . وابن ماجه