بزعمهم ادعاء الوحي ولا ينافيها عندهم معارضة القرآن وعبادة الشيطان وعلم الغيب ، وملك النفع والضر ، وتدبير الأمر ، وترك الفرائض وارتكاب الفواحش ; لأنها لا تكون من أوليائهم إلا صورية لمصلحة وكذا الكفر الصريح كما ترى في الشواهد الآتية : ومن هذه الكرامات
( الشاهد الأول ) . كرامات ولي شيطاني موحد ألوهية إبليس
قال الشعراني في ترجمة الشيخ محمد الحضري : ( ( كان من أصحاب جدي - رضي الله عنهما - ، وكان يتكلم بالغرائب والعجائب من دقائق العلوم والمعارف ما دام صاحيا ، فإذا قوي عليه الحال تكلم بألفاظ لا يطيق أحد سماعها في حق الأنبياء وغيرهم ، وكان يرى في كذا كذا بلدا في وقت واحد ، وأخبرني الشيخ أبو الفضل السرسي أنه جاءهم يوم الجمعة فسألوه الخطبة فقال : بسم الله فطلع المنبر فحمد الله وأثنى عليه ومجده ثم قال وأشهد أن لا إله لكم إلا إبليس - عليه الصلاة والسلام - . فقال الناس : كفر ، فسل السيف ونزل فهرب الناس كلهم من الجامع فجلس عند المنبر إلى أذان العصر ، وما تجرأ أحد أن يدخل الجامع ، ثم جاء بعض أهل البلاد المجاورة فأخبر أهل كل بلد أنه خطب عندهم وصلى بهم ، قال فعددنا له ذلك اليوم ثلاثين خطبة ، هذا ونحن نراه جالسا عندنا في بلدنا .
[ ص: 348 ] ( ( وأخبرني الشيخ أحمد القلعي أن السلطان قايتباي كان إذا رآه قاصدا له تحول ودخل البيت خوفا أن يبطش به بحضرة الناس ، وكان إذا أمسك أحدا يمسكه من لحيته ويصير يبصق على وجهه ويصفعه حتى يبدو له إطلاقه ، وكان لا يستطيع أكبر الناس أن يذهب حتى يفرغ من ضربه ، وكان يقول : لا يكمل الرجل حتى يكون مقامه تحت العرش على الدوام ، وكان يقول الأرض بين يدي كالإناء الذي آكل منه ، وأجساد الخلائق كالقوارير أرى ما في بواطنهم ، توفي - رضي الله عنه - سنة سبع وتسعين وثمانمائة - رضي الله عنه - ا ه . ص 94 ج 2 طبقات .
( أقول ) لولا أن سلطان هؤلاء القوم مجنون بالخرافات مثلهم ، لما كان لمثل هذا المجنون مأوى إلا البيمارستان يكف كفره وشره عنهم .