الباطنية ) ( بطلان تأويل النصوص للنظريات العقلية والعلمية ، بله
أما النظريات العقلية التي يتأول النصوص لأجلها علماء الكلام ، فقد ظهر بطلانها وبطلان الفلسفة التي بنيت عليها لعلماء هذا العصر وفلاسفته ، وقد أجمع هؤلاء على أن جميع النظريات العقلية الفلسفية والعلمية المسلمة اليوم لأنها أرجح من غيرها في بابها ، ليس فيها شيء يعد من الحقائق القطعية العلمية الثابتة التي لا يمكن نقضها ، بل كلها قابلة للنقض والبطلان ، [ ص: 365 ] كما ثبت بطلان مثلها من مسلمات القرون الماضية إلى السنين الأخيرة من هذا القرن العشرين الميلادي ، التي ترجح فيها أن كل ما عرف في هذا الكون من مظاهر المادة والقوة هو مظهر لتركيب خاص مجهول لجزئي الكهرباء الإيجابي والسلبي ، المعبر عنها بكلمتي ( البروتون والإلكترون ) فبطلت بهذا جميع النظريات العلمية في المادة والقوة ، فكيف يجوز إذن تأويل نص ديني قطعي الرواية والدلالة في خبر عن عالم الغيب من الوحي الإلهي ، لنظرية ظنية في عالم الشهادة من الرأي البشري ؟ .
وإذا بطل تأويل علماء الكلام المتقدمين المبني على قواعد النظر العقلي ومراعاة مدلولات اللغة ، واشتراط عدم المخالفة لأصل من قواعد الشرع ، وبطل تأويل المعاصرين لما يخالف العلوم العصرية ، فأجدر بتأويلات الباطنية أن تكون أشد بطلانا لأنها تحكم في اللغة بما لا تدل عليه مفرداتها ، ولا قواعد نحوها وبيانها ، وناقضة لأصول الشرع وقواعده القطعية الثابتة بالإجماع المتواتر ، والعمل الذي لا مجال للتأويل ولا للتحريف فيه ، كتأويل الإسماعيلية القرامطة السابقين ، والبهائية والقاديانية اللاحقين ، البهائية الذين يدعون إلى ألوهية البهاء ، والقاديانية الذين يدعون إلى نبوة ميرزا غلام أحمد ، وكل منهما يستدل بتأويل القرآن والحديث مخالفا للغتهما على دينه الجديد الذي غايته أن يتبعه الناس ويقدسوه .