nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون .
[ ص: 162 ] هذه الآيات الأربع خاتمة هذه السورة ، وهي في بيان ما أفادت رسول الله وخاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم - من أنباء أشهر الرسل الأولين مع أقوامهم في نفسه ، وما تفيده المؤمنين بما جاء به ، وما يجب أن يبلغه غير المؤمنين به من الإنذار والتهديد لهم ، والإشارة إلى ما ينتظره كل فريق ، وأن عاقبته له لا لهم . ثم أمره بعبادته والتوكل عليه ، وعدم المبالاة بما يعملون من عداوته والكيد له ، قال - تعالى - :
-
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120nindex.php?page=treesubj&link=28982وكلا نقص عليك من أنباء الرسل - أي : وكل نوع من أنباء الرسل نقص عليك ونحدثك به على وجهه الذي يعلم من تتبعه واستقصائه به ، فإن معنى القص في الأصل تتبع أثر الشيء للإحاطة به ، ومنه : -
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11وقالت لأخته قصيه - 28 : 11 ثم قيل : قص خبره إذا حدث به على وجهه الذي استقصاه ، والنبأ : الخبر المهم ، فهذه الكلية تشمل أنواع
nindex.php?page=treesubj&link=31805الأنباء المفيدة من قصص الرسل الصحيحة في صورها الكلامية وأساليبها البيانية ، وأنواع فوائدها العلمية ، وعبرها ومواعظها النفسية ، دون الأمور العادية المستغنى عن ذكرها ، كالتي تراها في سفر التكوين الذي يعدونه من التوراة وأمثاله -
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120ما نثبت به فؤادك - أي : نقص منها عليك ما نثبت به فؤادك ، أي نقويه ونجعله راسخا في ثباته كالجبل في القيام بأعباء الرسالة ، ونشر الدعوة بما في هذه القصص من زيادة العلم بسنن الله في الأقوام ، وما قاساه رسلهم من الإيذاء فصبروا صبر الكرام -
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وجاءك في هذه الحق - أي : في هذه السورة - وهو المروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=110وأبي موسى الأشعري من الصحابة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن البصري من التابعين وعليه الجمهور - وقيل : في هذه الأنباء المقتصة عليك ، بيان الحق الذي دعا إليه جميع أولئك الرسل من أصل دين الله وأركانه ، وهو توحيده بعبادته وحده واتقائه واستغفاره والتوبة إليه ، وترك ما يسخطه من الفواحش والمنكرات والظلم والإجرام ، الإيمان بالبعث والجزاء والعمل الصالح -
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وموعظة وذكرى للمؤمنين - الذين يتعظون بما حل بالأمم من عقاب الله ، ويتذكرون ما فيها من عاقبة الظلم والفساد ، ونصره - تعالى - لمن نصره ، ونصر رسله ، فالمؤمنون هنا يشمل من كانوا آمنوا بالفعل ، والمستعدين للإيمان الذين آمنوا بهذه الموعظة والذكرى آمنوا بعد ، وفي هذه الآية من إعجاز الإيجاز ، ما يناسب إعجاز تلك القصص التي جمعت فوائدها بهذه الكلمات .
-
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم - أي فبشر به المؤمنين الذين يتعظون ويتذكرون ، وقل للكافرين الذين لا يؤمنون فلا يتعظون : اعملوا على ما في مكانتكم وتمكنكم واستطاعتكم من مقاومة الدعوة وإيذاء الداعي والمستجيبين له ، وهذا الأمر للتهديد والوعيد ، أي : فسوف تلقون جزاء ما تعملون من العقاب والخذلان -
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121إنا عاملون - على مكانتنا من الثبات
[ ص: 163 ] على الدعوة وتنفيذ أمر الله وطاعته -
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=122وانتظروا - بنا ما تتمنون لنا من انتهاء أمرنا بالموت أو غيره مما تتحدثون به ، ومنه ما حكاه - تعالى - عنهم في قوله : -
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=30أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون - 52 : 30 وما في معناه -
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=122إنا منتظرون - ما وعدنا ربنا من النصر وظهور هذا الدين كله ولو كره الكافرون ، وإتمام نوره ولو كره المشركون ، وعقاب المعاندين منهم في الدنيا بعذاب من عنده أو بأيدي المؤمنين .
-
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123ولله غيب السماوات والأرض - أي : وله وحده ما هو غائب عن علمك أيها الرسول وعن علمهم من فوقكم أو من تحت أرجلكم ، مما تنتظر من وعد الله لك ووعيده لهم ، ومما ينتظرون من أمانيهم وأوهامهم ، فهو المالك له المتصرف فيه ، العالم بما سيقع منه وبوقته الذي يقع فيه -
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وإليه يرجع الأمر كله - فما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، قرأ الجمهور : ( يرجع ) بفتح الياء وكسر الجيم ،
ونافع وحفص بضم الأولى وفتح الثانية ، والمعنى واحد -
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123فاعبده وتوكل عليه - أي : وإذا كان له كل شيء ، وإليه يرجع كل أمر ، فاعبده كما أمرت بإخلاص الدين له وحده من عبادة شخصية قاصرة عليك ، ومن عبادة متعدية النفع لغيرك ، وهي الدعوة إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ، وتوكل عليه ليتم لك وعليك ما وعدك بما لا تبلغه استطاعتك ، فالتوكل لا يصح بغير العبادة والأخذ بالأسباب المستطاعة ، وإنما يكون بدونهما من التمني الكاذب والآمال الخادعة ، كما أن العبادة - وهي ما يراد به وجه الله من كل عمل - لا تكمل إلا بالتوكل الذي يكمل به التوحيد ، قال - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=919882الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني " رواه
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه والحاكم عن
nindex.php?page=showalam&ids=75شداد بن أوس بسند صحيح -
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وما ربك بغافل عما تعملون - جميعا ، ما تعمله أنت أيها النبي والمؤمنون من عبادته والتوكل عليه ، والصبر على أذى المشركين ، وتوطين النفس على مصابرتهم وجهادهم ، فهو يوفيكم جزاءه في الدنيا والآخرة ، وما يعمله المشركون من الكفر والكيد لكم ، وهذه قراءة
نافع وحفص ، وقرأ الجمهور : " يعملون " بالتحتية ، وهي نص في وعيد المشركين وحدهم بالجزاء على جميع أعمالهم ، وقد صدق الله وعده ، ونصر عبده
محمدا رسول الله وخاتم النبيين ، فالحمد لله رب العالمين .
( تم تفسير السورة التفصيلي ويليه خلاصته الإجمالية )
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ .
[ ص: 162 ] هَذِهِ الْآيَاتُ الْأَرْبَعُ خَاتِمَةُ هَذِهِ السُّورَةِ ، وَهِيَ فِي بَيَانِ مَا أَفَادَتْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَنْبَاءِ أَشْهَرِ الرُّسُلِ الْأَوَّلِينَ مَعَ أَقْوَامِهِمْ فِي نَفْسِهِ ، وَمَا تُفِيدُهُ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا جَاءَ بِهِ ، وَمَا يَجِبُ أَنْ يُبَلِّغَهُ غَيْرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ مِنَ الْإِنْذَارِ وَالتَّهْدِيدِ لَهُمْ ، وَالْإِشَارَةُ إِلَى مَا يَنْتَظِرُهُ كُلُّ فَرِيقٍ ، وَأَنَّ عَاقِبَتَهُ لَهُ لَا لَهُمْ . ثُمَّ أَمَرَهُ بِعِبَادَتِهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ ، وَعَدَمِ الْمُبَالَاةِ بِمَا يَعْمَلُونَ مِنْ عَدَاوَتِهِ وَالْكَيْدِ لَهُ ، قَالَ - تَعَالَى - :
-
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120nindex.php?page=treesubj&link=28982وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ - أَيْ : وَكُلَّ نَوْعٍ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ نَقُصُّ عَلَيْكَ وَنُحَدِّثُكَ بِهِ عَلَى وَجْهِهِ الَّذِي يُعْلَمُ مِنْ تَتَبُّعِهِ وَاسْتِقْصَائِهِ بِهِ ، فَإِنَّ مَعْنَى الْقَصِّ فِي الْأَصْلِ تَتَبُّعُ أَثَرِ الشَّيْءِ لِلْإِحَاطَةِ بِهِ ، وَمِنْهُ : -
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=11وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ - 28 : 11 ثُمَّ قِيلَ : قَصَّ خَبَرَهُ إِذَا حَدَّثَ بِهِ عَلَى وَجْهِهِ الَّذِي اسْتَقْصَاهُ ، وَالنَّبَأُ : الْخَبَرُ الْمُهِمُّ ، فَهَذِهِ الْكُلِّيَّةُ تَشْمَلُ أَنْوَاعَ
nindex.php?page=treesubj&link=31805الْأَنْبَاءِ الْمُفِيدَةِ مِنْ قِصَصِ الرُّسُلِ الصَّحِيحَةِ فِي صُوَرِهَا الْكَلَامِيَّةِ وَأَسَالِيبِهَا الْبَيَانِيَّةِ ، وَأَنْوَاعِ فَوَائِدِهَا الْعِلْمِيَّةِ ، وَعِبَرِهَا وَمَوَاعِظِهَا النَّفْسِيَّةِ ، دُونَ الْأُمُورِ الْعَادِيَّةِ الْمُسْتَغْنَى عَنْ ذِكْرِهَا ، كَالَّتِي تَرَاهَا فِي سِفْرِ التَّكْوِينِ الَّذِي يَعُدُّونَهُ مِنَ التَّوْرَاةِ وَأَمْثَالِهِ -
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ - أَيْ : نَقُصُّ مِنْهَا عَلَيْكَ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ، أَيْ نُقَوِّيهِ وَنَجْعَلُهُ رَاسِخًا فِي ثَبَاتِهِ كَالْجَبَلِ فِي الْقِيَامِ بِأَعْبَاءِ الرِّسَالَةِ ، وَنَشْرِ الدَّعْوَةِ بِمَا فِي هَذِهِ الْقِصَصِ مِنْ زِيَادَةِ الْعِلْمِ بِسُنَنِ اللَّهِ فِي الْأَقْوَامِ ، وَمَا قَاسَاهُ رُسُلُهُمْ مِنَ الْإِيذَاءِ فَصَبَرُوا صَبْرَ الْكِرَامِ -
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ - أَيْ : فِي هَذِهِ السُّورَةِ - وَهُوَ الْمَرْوِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=110وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ مِنَ الصَّحَابَةِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ مِنَ التَّابِعِينَ وَعَلَيْهِ الْجُمْهُورُ - وَقِيلَ : فِي هَذِهِ الْأَنْبَاءِ الْمُقْتَصَّةِ عَلَيْكَ ، بَيَانُ الْحَقِّ الَّذِي دَعَا إِلَيْهِ جَمِيعُ أُولَئِكَ الرُّسُلِ مِنْ أَصْلِ دِينِ اللَّهِ وَأَرْكَانِهِ ، وَهُوَ تَوْحِيدُهُ بِعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ وَاتِّقَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ وَالتَّوْبَةِ إِلَيْهِ ، وَتَرْكِ مَا يُسْخِطُهُ مِنَ الْفَوَاحِشِ وَالْمُنْكَرَاتِ وَالظُّلْمِ وَالْإِجْرَامِ ، الْإِيمَانُ بِالْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ -
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ - الَّذِينَ يَتَّعِظُونَ بِمَا حَلَّ بِالْأُمَمِ مِنْ عِقَابِ اللَّهِ ، وَيَتَذَكَّرُونَ مَا فِيهَا مِنْ عَاقِبَةِ الظُّلْمِ وَالْفَسَادِ ، وَنَصْرُهُ - تَعَالَى - لِمَنْ نَصَرَهُ ، وَنَصَرَ رُسُلَهُ ، فَالْمُؤْمِنُونَ هُنَا يَشْمَلُ مَنْ كَانُوا آمَنُوا بِالْفِعْلِ ، وَالْمُسْتَعِدِّينَ لِلْإِيمَانِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهَذِهِ الْمَوْعِظَةِ وَالذِّكْرَى آمَنُوا بَعْدُ ، وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ مِنْ إِعْجَازِ الْإِيجَازِ ، مَا يُنَاسِبُ إِعْجَازَ تِلْكَ الْقِصَصِ الَّتِي جُمِعَتْ فَوَائِدُهَا بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ .
-
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ - أَيْ فَبَشِّرْ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَتَّعِظُونَ وَيَتَذَكَّرُونَ ، وَقُلْ لِلْكَافِرِينَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فَلَا يَتَّعِظُونَ : اعْمَلُوا عَلَى مَا فِي مَكَانَتِكُمْ وَتَمَكُّنِكُمْ وَاسْتِطَاعَتِكُمْ مِنْ مُقَاوَمَةِ الدَّعْوَةِ وَإِيذَاءِ الدَّاعِي وَالْمُسْتَجِيبِينَ لَهُ ، وَهَذَا الْأَمْرُ لِلتَّهْدِيدِ وَالْوَعِيدِ ، أَيْ : فَسَوْفَ تَلْقَوْنَ جَزَاءَ مَا تَعْمَلُونَ مِنَ الْعِقَابِ وَالْخِذْلَانِ -
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=121إِنَّا عَامِلُونَ - عَلَى مَكَانَتِنَا مِنَ الثَّبَاتِ
[ ص: 163 ] عَلَى الدَّعْوَةِ وَتَنْفِيذِ أَمْرِ اللَّهِ وَطَاعَتِهِ -
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=122وَانْتَظِرُوا - بِنَا مَا تَتَمَنَّوْنَ لَنَا مِنْ انْتِهَاءِ أَمْرِنَا بِالْمَوْتِ أَوْ غَيْرِهِ مِمَّا تَتَحَدَّثُونَ بِهِ ، وَمِنْهُ مَا حَكَاهُ - تَعَالَى - عَنْهُمْ فِي قَوْلِهِ : -
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=30أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ - 52 : 30 وَمَا فِي مَعْنَاهُ -
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=122إِنَّا مُنْتَظِرُونَ - مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا مِنَ النَّصْرِ وَظُهُورِ هَذَا الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، وَإِتْمَامِ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ، وَعُقَابِ الْمُعَانِدِينَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ .
-
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ - أَيْ : وَلَهُ وَحْدُهُ مَا هُوَ غَائِبٌ عَنْ عِلْمِكَ أَيُّهَا الرَّسُولُ وَعَنْ عِلْمِهِمْ مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ، مِمَّا تَنْتَظِرُ مِنْ وَعْدِ اللَّهِ لَكَ وَوَعِيدِهِ لَهُمْ ، وَمِمَّا يَنْتَظِرُونَ مِنْ أَمَانِيِّهِمْ وَأَوْهَامِهِمْ ، فَهُوَ الْمَالِكُ لَهُ الْمُتَصَرِّفُ فِيهِ ، الْعَالِمُ بِمَا سَيَقَعُ مِنْهُ وَبِوَقْتِهِ الَّذِي يَقَعُ فِيهِ -
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ - فَمَا شَاءَ كَانَ ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ ، قَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( يَرْجِعُ ) بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْجِيمِ ،
وَنَافِعٌ وَحَفْصٌ بِضَمِّ الْأُولَى وَفَتْحِ الثَّانِيَةِ ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ -
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ - أَيْ : وَإِذَا كَانَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ ، وَإِلَيْهِ يَرْجِعُ كُلُّ أَمْرٍ ، فَاعْبُدْهُ كَمَا أُمِرْتَ بِإِخْلَاصِ الدِّينِ لَهُ وَحْدَهُ مِنْ عِبَادَةٍ شَخْصِيَّةٍ قَاصِرَةٍ عَلَيْكَ ، وَمِنْ عِبَادَةٍ مُتَعَدِّيَةِ النَّفْعِ لِغَيْرِكَ ، وَهِيَ الدَّعْوَةُ إِلَى رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَالْمُجَادَلَةِ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ لِيُتِمَّ لَكَ وَعَلَيْكَ مَا وَعَدَكَ بِمَا لَا تَبْلُغُهُ اسْتِطَاعَتُكَ ، فَالتَّوَكُّلُ لَا يَصِحُّ بِغَيْرِ الْعِبَادَةِ وَالْأَخْذِ بِالْأَسْبَابِ الْمُسْتَطَاعَةِ ، وَإِنَّمَا يَكُونُ بِدُونِهِمَا مِنَ التَّمَنِّي الْكَاذِبِ وَالْآمَالِ الْخَادِعَةِ ، كَمَا أَنَّ الْعِبَادَةَ - وَهِيَ مَا يُرَادُ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ - لَا تَكْمُلُ إِلَّا بِالتَّوَكُّلِ الَّذِي يَكْمُلُ بِهِ التَّوْحِيدُ ، قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=919882الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ الْأَمَانِيَّ " رَوَاهُ
أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ وَالْحَاكِمُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=75شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ -
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=123وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ - جَمِيعًا ، مَا تَعْمَلُهُ أَنْتَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَالْمُؤْمِنُونَ مِنْ عِبَادَتِهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ ، وَالصَّبْرِ عَلَى أَذَى الْمُشْرِكِينَ ، وَتَوْطِينِ النَّفْسِ عَلَى مُصَابَرَتِهِمْ وَجِهَادِهِمْ ، فَهُوَ يُوَفِّيكُمْ جَزَاءَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَمَا يَعْمَلُهُ الْمُشْرِكُونَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْكَيْدِ لَكُمْ ، وَهَذِهِ قِرَاءَةُ
نَافِعٍ وَحَفْصٍ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : " يَعْمَلُونَ " بِالتَّحْتِيَّةِ ، وَهِيَ نَصٌّ فِي وَعِيدِ الْمُشْرِكِينَ وَحْدَهُمْ بِالْجَزَاءِ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِهِمْ ، وَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ
مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
( تَمَّ تَفْسِيرُ السُّورَةِ التَّفْصِيلِيُّ وَيَلِيهِ خُلَاصَتُهُ الْإِجْمَالِيَّةُ )