الآيات متصلة بما قبلها لم يختلف النظم ، ولم يخرج الكلام عن الموضوع الأصلي وهو الكتاب الذي لا ريب فيه ، وحال الناس في الإيمان به وعدم الإيمان ، ولا فصل في صحة هذا الوصل بين أن يكون الكلام ردا على اليهود الذين أنكروا كما يروى عن ضرب الأمثال بالمحقرات كالذباب والعنكبوت ، أو ردا على المنافقين الذين أنكروا الأمثال في الآيات السابقة بمستوقد النار والصيب من السماء زاعمين أنه لا يليق بالله ضرب الأمثال ، أو يكون المراد بالمثل القدوة تقريرا لنبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - . أما على الأول فيقال : إنه إنما نص هنا على نفي الاستحياء من ضرب أي مثل ، ولم يذكر ذلك هناك عند تمثيل الأولياء الذين اتخذوهم من دون الله بالذباب والعنكبوت ؛ لأن المقام هنا مقام ذكر الاعتراض الموجه على القرآن ، فيكون هذا مقام رد شبه المكابرين عنه ، وأما على الثاني والثالث فهو أظهر . ابن عباس
[ ص: 197 ] على أنه لا حاجة في فهم الآية إلى ما قالوه في سببها ، فإن لم تكن ردا لما قيل فهي رد لما قد يقال ، أو يجول في خواطر أهل المكابرة والجدال والمجاحدة والمحال .
والاستحياء - قال صاحب الكشاف : إنه من الحياء وهو انكسار وتغير في النفس يلم بها إذا نسب إليها أو عرض لها فعل تعتقد قبحه ، وفي الحالة الثانية يكون مانعا من الفعل الذي يعرض ، يقال : فلان يستحي أن يفعل كذا ، أي إن نفسه تنكسر فتنقبض عن فعله ، ويقال : إنه استحيا من عمل كذا ، أي إن نفسه انفعلت وتألمت عندما عرض عليه عمله فرآه شينا أو نقصا ، ويقال : حيي بهذا المعنى ، كأنه أصيب في حياته ، كما يقال : نسي إذا أصيب في نساه - وهو عرق يسمونه عرق النسا بفتح النون - وحشي إذا أصيب في حشاه .
وقالوا : إن الحياء ضعف في الحياة بما يصيب موضعها وهو النفس ، فمعنى عدم استحياء الله تعالى أنه لا يعرض له ذلك الانكسار والانفعال ، ولا يعتريه ذلك التأثر والضعف فيمتنع من ضرب المثل ، بل هو يضرب من الأمثال الهادية والمطابقة لحال الممثل به ما يعلم أنه يجلي الحقائق ، ويؤثر في القلوب .
ولكن صاحب الكشاف وغيره أرادوا أن يجعلوا الآية دليلا على اتصاف الله تعالى بالحياء فقالوا : إن النفي خاص ، ومثله إذا ورد على شيء يدل على أن ذلك الشيء قابل للاتصاف بالمنفي ، فمن لا قدرة له على شيء لا ينفى عنه ، لا تقول : إن عيني لا تسمع وأذني لا ترى ، وقالوا : إن معنى نفي الاستحياء هو أن الله تعالى لا يرى من النقص أن يضرب مثلا بعوضة فما دونها ؛ لأنه خالق كل شيء ، وقد ورد في الحديث ، والنافون له يؤولون ما ورد بأثره وغايته . نسبة الحياء إلى الله تعالى
أقول : هذا مؤدى ما قاله الأستاذ في الدرس ، والحديث في مروي عن وصفه تعالى بالحياء ، وعن يعلى بن أمية ، أخرجهما سلمان الفارسي أحمد وأبو داود ، والأول ، والثاني النسائي الترمذي وابن ماجه والحاكم وحسنوهما ، والتحقيق : أن الحياء انفعال النفس وتألمها من النقص والقبيح بالغريزة الفضلى ، غريزة حب الكمال فهو كمال لها خلافا لأولي الوقاحة الذين يعدونه ضعفا ونقصا ، وإنما النقص الإفراط في هذه الصفة بحيث تضعف عن الإقدام على الشيء الحسن النافع اتقاء لذم من لا يعرف حسنه أو لا يعترف به .
والمثل في اللغة : الشبه والشبيه ، وضربه عبارة عن إيقاعه وبيانه ، وهو في الكلام أن يذكر لحال من الأحوال ما يناسبها ويشابهها ويظهر من حسنها أو قبحها ما كان خفيا ، ولما كان المراد به بيان الأحوال كان قصة وحكاية ، واختير له لفظ الضرب لأنه يأتي عند إرادة التأثير وهيج الانفعال ، كأن ضارب المثل يقرع به أذن السامع قرعا ينفذ أثره إلى قلبه ، [ ص: 198 ] وينتهي إلى أعماق نفسه ، ولكن في الكلام قلبا حيث جعل المثل هو المضروب وإنما هو مضروب به ، هذا الذي قاله الأستاذ ، وهو أبلغ في المعنى من جعل الضرب للمثل كضرب القبة والخيمة أو ضرب النقود .
وإذا كان الغرض التأثير فالبلاغة تقضي بأن تضرب الأمثال لما يراد تحقيره والتنفير عنه بحال الأشياء التي جرى العرف بتحقيرها ، واعتادت النفوس النفور منها ، ومثل هذا لا يخفى على بليغ ، ولا على عاقل أيضا ، ولذلك قال بعضهم : إن المنكرين لم يروا في القرآن شيئا يعاب فتحملوا بقولهم هذا :
كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسدا وبغضا إنه لدميم
وجروا في ذلك على عادة المتحذلقين المتكيسين إذ يتحامون ذكر الألفاظ التي مدلولاتها حقيرة في العرف ، وإذا اضطروا لذكرها شفعوها بما يشفع لها كقولهم : " أجلكم الله " وإذا كان شأن المثل ما ذكرنا ، وكان ذكر الأشياء التي ينفر منها من ذكرنا في الأمثال التي يراد منها التنفير هو الأبلغ في التأثير الذي هو روح البلاغة وسرها ، كان قوله تعالى : ( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ) مبينا لشأن من شئون كماله - عز وجل - في كتابه العزيز ، وقاضيا على الذين يتحامون ذكر البعوضة وأمثالها بنقص العقل ، وخسران ميزان الفضل ، والمراد بما فوق البعوضة ما علاها وفاقها في مرتبة الصغر ومنها جنة النسم ( الميكروبات ) التي لا ترى إلا بالنظارات المكبرة ( ميكرسكوب ) وكانوا يضربون المثل بمخ النملة ، وفي كلام بلغائهم : " أسمع من قراد ، وأطيش من فراشة ، وأعز من مخ البعوضة " والمعنى أن الله تعالى لا يترك ضرب مثل ما من الأمثال منه سواء كان بعوضة أو أصغر منها حجما ، وأقل عند الناس شأنا .
ثم ذكر تعالى أن الناس في ذلك فريقان ( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم ) لأنه ليس نقصا في حد ذاته ، وقد جاء في كلامه تعالى ، فهو ليس نقصا في جانبه وإنما هو حق ؛ لأنه مبين للحق ومقرر له ، وسائق إلى الأخذ به بما له من التأثير في النفس ، وذلك أن المعاني الكلية تعرض للذهن مجملة مبهمة فيصعب عليه أن يحيط بها وينفذ فيها فيستخرج سرها ، والمثل هو الذي يفصل إجمالها ويوضح إبهامها ، فهو ميزان البلاغة وقسطاسها ، ومشكاة الهداية ونبراسها ، ورحم الله تعالى إمام البلاغة والواضع الأول لعلمي المعاني والبيان ، ومؤلف ( أسرار البلاغة ) و ( دلائل الإعجاز لتحقيق إعجاز القرآن ) حيث قال في كتابه الأول : عبد القاهر الجرجاني
" واعلم أن مما اتفق العقلاء عليه أن التمثيل إذا جاء في أعقاب المعاني ، أو برزت هي [ ص: 199 ] باختصار في معرضه ، ونقلت عن صورها الأصلية إلى صورته كساها أبهة ، وأكسبها منقبة ، ورفع من أقدارها ، وشب من نارها ، وضاعف قواها في تحريك النفوس لها ، ودعا القلوب إليها ، واستثار لها من أقاصي الأفئدة صبابة وكلفا ، وقسر الطبائع على أن تعطيها محبة وشغفا " .
" فإن كان مدحا كان أبهى وأفخم ، وأنبل في النفوس وأعظم ، وأهز للعطف ، وأسرع للإلف ، وأجلب للفرح ، وأغلب على الممتدح ، وأوجب شفاعة للمادح ، وأقضى له بغرر المواهب والمنائح ، وأسير على الألسن وأذكر ، وأولى بأن تعلقه القلوب وأجدر "
" وإن كان ذما كان مسه أوجع ، وميسمه ألذع ، ووقعه أشد ، وحده أحد "
" وإن كان حجاجا كان برهانه أنور ، وسلطانه أقهر ، وبيانه أبهر "
" وإن كان افتخارا كان شأوه أبعد ، وشرفه أجد ، ولسانه ألد "
" وإن كان اعتذارا كان إلى القبول أقرب ، وللقلوب أخلب ، وللسخائم أسل ، ولغرب الغضب أفل ، وفي عقد العقود أنفث ، وعلى حسن الرجوع أبعث "
" وإن كان وعظا كان أشفى للصدر ، وأدعى إلى الفكر ، وأبلغ في التنبيه والزجر ، وأجدر بأن يجلي الغيابة ، ويبصر الغاية ، ويبرئ العليل ، ويشفي الغليل " إلخ .
( وأما الذين كفروا ) فيجادلون في الحق بعدما تبين ، ويمارون بالبرهان وقد تعين ، فيخرجون من الموضوع ويعرضون عن الحجة ، ويتتبعون الكلم المفرد ، حتى إذا ظفروا بكلمة لا يستعذبها ذوق المتظرفين ، ولا تدور على ألسنة المتكلفين ، أظهروا العجب منها ، وطفقوا يتساءلون عنها ( فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا ) ولو أنصفوا لعرفوا ، ولكنهم ارتابوا في الحق فانصرفوا ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) ( 18 : 54 ) يذهب به جدله إلى قياس رب العالمين بمتنطعي المتأدبين ، وينكر على ربه المثل والقياس ، ولا ينكره على نفسه وعلى الناس .
قال تعالى في جوابهم : ( يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ) أي يضل بالمثل أو بالكلام المضروب فيه المثل أولئك الذين يجعلونه شبهة على الإنكار والريب ، ويهدي به الذين يقدرون الأشياء بغاياتها ، ويحكمون عليها بحسب فائدتها ، وأنفع الكلام ما جلى الحقائق وهدى إلى أقصد الطرائق ، وساق النفوس بقوة التأثير إلى حسن المصير ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) ( 29 : 43 ) فهؤلاء العالمون هم المؤمنون الذين يعلمون أنه الحق من ربهم وهم المهديون به ، وأما الذين قالوا : ( ماذا أراد الله ) إلخ ، أي الذين ينكرون المثل لكفرهم فهم الضالون به وقد بين شأنهم بقوله : ( وما يضل به إلا الفاسقين ) فعرفت علة ضلالهم وهي الفسوق ، أي الخروج عن هداية الله تعالى في سننه في خلقه التي [ ص: 200 ] هداهم إليها بالعقل والمشاعر ، وبكتابه بالنسبة إلى الذين أوتوه ، وليس المراد بالفاسقين ما هو معروف في الاصطلاحات الشرعية وهم العصاة بما دون الكفر من المعاصي ، فإنه لا يصح هنا . وتلك الاصطلاحات حادثة بعد التنزيل وقد كان التعبير بـ " يضل " مشعرا بأن المثل هو منشأ الإضلال والهداية بذاته ، فنفى ذلك بهذه الجملة ليبين أن منشأ الضلال راسخ فيهم وفي أعمالهم وأحوالهم .
ثم إن الآية تشعر بأن المهتدين في الكثرة كالضالين مع أن هؤلاء أكثر ، وكأن الحكمة في التسوية إفادة أن - على كثرتهم - لأن المؤمنين كما قيل : المؤمنين المهتدين - على قلتهم - أجل فائدة وأكثر نفعا وأعظم آثارا من أولئك الكفار الفاسقين الضالين
قليل إذا عدوا كثير إذا اشتدوا
ولذلك جعل الواحد في القتال بعشرة في حال القوة والعزيمة ، وباثنين في حال الضعف ، قيل : هو ضعف البدن ، وقيل : بل ضعف البصيرة ، ولقد كان من أثر ذلك العدد القليل من المؤمنين الأولين أن سادوا جميع العالمين :
ولم أر أمثال الرجال تفاوتا إلى المجد حتى عد ألف بواحد
إن الكرام كثير في البلاد وإن قلوا كما غيرهم قل وإن كثروا
وأما وجه تقديم الإضلال على الهداية ، فلأن سببه ومنشأه من الكفر متقدم في الوجود ، وإنما جاءت الآيات المبينة بالأمثال لإخراجهم مما كانوا فيه من ظلمات الباطل إلى نور الحق ، فزادت الفاسقين رجسا على رجسهم ؛ لأن نور الفطرة قد انطفأ من أنفسهم بتماديهم في نقض العهد ، وقطع الوصل والإفساد في الأرض ، كما في الآية التالية لهذه ، وقد علم بما ذكر أن في الآية لفا ونشرا غير مرتب فإن الضلال ذكر أولا ، وهو للفريق الثاني ، والهدى ذكر آخرا ، وهو للفريق الأول .
هذا وإن ما تقدم تقريره في ضرب المثل وضلال قوم به وهداية آخرين هو مبني على أن المراد به المثل الكلامي كما عليه الجمهور ، أخذا مما ورد في سبب النزول ، وتقدم عن بعضهم أن المراد بالمثل في الآية القدوة الذي يؤتم به ويهتدى بهديه ، وهذا المعنى للمثل معروف ، وقد نطق به القرآن في قوله تعالى : ( فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين ) ( 43 : 56 ) وقوله : ( ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون ) ( 43 : 57 ) وقال فيه : ( إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل 43 : 59 ) فهذه الآية تهدينا إلى فهم قوله تعالى : ( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما ) وأن المراد به - وصلاحيته لأن يكون مثلا يقتدى به ، وهي أنه بشر يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ، وهم المشركون ، والذين أنكروا أن يكون من العرب وهم دحض شبهة الذين أنكروا نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم اليهود .
وقد حكى هذه الشبهة عنهم في آيات كثيرة كأنهم يقولون : إذا كان بشرا مثلنا [ ص: 201 ] فكيف يدعي أنه رسول من الله يجب اتباعه ، ومثل كامل ضرب للاقتداء به ؟ ( أأنزل عليه الذكر من بيننا ) ( 38 : 8 ) ولأي شيء لم يرسل الله ملكا ؟ ومنهم من قال : ( لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا ) ( 25 : 7 ) وقد أقام الله الحجة على هؤلاء بقوله : ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا ) ( 2 : 23 ) . . . إلخ ، وأتبعها بوعيد من أعرض عن الإيمان بعد قيام البرهان وهم الكافرون ، وبشارة الذين آمنوا وعملوا الصالحات وهم المؤمنون ، وبعد تقرير الحجة وهي تحديهم بسورة من مثله ، كر على شبهتهم بالنقض وهي استبعاد أن يكون بشر رسولا من عنده .
ومحصله : أن الله - تعالى - خالق كل شيء ، فيجعل ما شاء من المنفعة والفائدة فيما شاء ومن شاء من خلقه ويضربه مثلا للناس يهتدون به ، وليس هذا نقصا في جانب الألوهية فيستحي من ضربها مثلا ، بل من الكمال والفضل أن يجعل في المخلوقات الضعيفة والمحتقرة في العرف كالبعوض فوائد ومنافع ، فكيف يستنكر أن يجعل من الإنسان الكامل الذي كرمه وخلقه في أحسن تقويم مثلا وإماما يقتدي به قومه ويهتدون بهديه ؟ وبقية الكلام في الآية على هذا الوجه في معنى المثل هو نحو ما تقدم تقريره أو ظاهر منه أتم الظهور ، ( فإن الذين آمنوا يعلمون أن هذا الإمام الذي نصبه للناس مهما يكن ضعيفا قبل أن يقويه ببرهانه هو الحق الذي ثبت تأييده من ربهم ، والكافرون يقولون : لم لم يبعث إلى الناس من هو خير منه في نظرهم ؟ وماذا يريد بأن يجعل لهم قدوة في أضعفهم وأهونهم ؟ وهكذا تقول في قوله : ( يضل به كثيرا ) . . . إلخ .
وقد عهد من أهل البصيرة الاقتداء بالحيوانات والاستفادة من خصالها وأعمالها ، ويحكى عن بعض كبار الصوفية أنه قال : تعلمت المراقبة من القط ، وعن بعض حكماء المسلمين أنه قرأ كتابا نحوا من ثلاثين مرة فلم يفهمه فيئس منه وتركه ، فرأى خنفسة تتسلق جدارا وتقع ، فعد عليها الوقوع فزاد على ثلاثين مرة ولم تيأس حتى تمكنت بعد ذلك من تسلقه والانتهاء إلى حيث أرادت ، فقال : لن أرضى أن تكون هذه الخنفساء أثبت مني وأقوى عزيمة ، فرجع إلى الكتاب فقرأه حتى فهمه . ويقال إن ( تيمور لنك ) كانت تحدثه نفسه بالملك من أول نشأته على ما كان من فقره ومهانته ، فسرق مرة غنما ( وكان لصا ) ففطن له الراعي فرماه بسهمين أصابا كتفه ورجله فعطلاهما ، فآوى إلى خربة وجعل يفكر في مهانته ويوبخ نفسه على طمعها في الملك ، ولكنه رأى نملة تحمل تبنة وتصعد إلى السقف وعندما تبلغه تقع ثم تعود ، وظلت على ذلك عامة الليل حتى نجحت في الصباح فقال في نفسه : والله لا أرضى بأن أكون أضعف عزيمة وأقل ثباتا من هذه النملة ، وأصر على عزمه حتى صار ملكا وكان من أمره ما كان .