nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88nindex.php?page=treesubj&link=28975فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=89ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا
الاستفهام في قوله : ( ما لكم ) للإنكار ، واسم الاستفهام مبتدأ وما بعده خبره . والمعنى ; أي شيء كائن لكم في المنافقين أي : في أمرهم وشأنهم حال كونكم فئتين في ذلك . وحاصله الإنكار على المخاطبين أن يكون لهم شيء يوجب اختلافهم في شأن المنافقين . وقد اختلف النحويون في انتصاب فئتين ، فقال
الأخفش والبصريون على الحال كقولك : ما لك قائما . وقال
الكوفيون انتصابه على أنه خبر لكان ، وهي مضمرة ، والتقدير : فما لكم في المنافقين كنتم فئتين .
وسبب نزول الآية ما سيأتي وبه يتضح المعنى . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88والله أركسهم معناه : ردهم إلى الكفر بما كسبوا ، وحكى
الفراء nindex.php?page=showalam&ids=15409والنضر بن شميل nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي أركسهم وركسهم ; أي : ردهم إلى الكفر ونكسهم ، فالركس والنكس : قلب الشيء على رأسه ، أو رد أوله إلى آخره ، والمنكوس المركوس ، وفي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود وأبي ( والله ركسهم ) ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=82عبد الله بن رواحة : أركسوا في فئة مظلمة كسواد الليل يتلوها فتن
والباء في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88بما كسبوا سببية ; أي : أركسهم بسبب كسبهم ، وهو لحوقهم بدار الكفر ، والاستفهام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88أتريدون أن تهدوا من أضل الله للتقريع والتوبيخ ، وفيه دليل على أن من أضله الله لا تنجع فيه هداية البشر
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=56إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء [ القصص : 56 ] .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا أي : طريقا إلى الهداية . قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=89ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء هذا كلام مستأنف يتضمن بيان
nindex.php?page=treesubj&link=30569_30563حال هؤلاء المنافقين ، وإيضاح أنهم يودون أن يكفر المؤمنون كما كفروا ، ويتمنوا ذلك عنادا وغلوا في الكفر وتماديا في الضلال ، فالكاف في قوله : ( كما ) نعت مصدر محذوف ; أي : كفرا مثل كفرهم ، أو حال كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه .
قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=89فتكونون سواء ) عطف على قوله : تكفرون داخل في حكمه ; أي : ودوا كفركم ككفرهم ، وودوا مساواتكم لهم . قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=89فلا تتخذوا منهم أولياء جواب شرط محذوف ; أي : إذا كان حالهم ما ذكر فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يؤمنوا ويحققوا إيمانهم بالهجرة ، فإن تولوا عن ذلك فخذوهم إذا قدرتم عليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=89واقتلوهم حيث وجدتموهم في الحل والحرم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=89ولا تتخذوا منهم وليا توالونه ولا نصيرا تستنصرون به .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق هو مستثنى من قوله : فخذوهم واقتلوهم أي : إلا الذين يتصلون ويدخلون في قوم بينكم وبينهم ميثاق بالجوار والحلف فلا تقتلوهم لما بينهم وبين من بينكم وبينهم عهد وميثاق ، فإن العهد يشملهم . هذا أصح ما قيل في معنى الآية ، وقيل : الاتصال هنا هو اتصال النسب . والمعنى : إلا الذين ينتسبون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق قاله
أبو عبيدة ، وقد أنكر ذلك أهل العلم عليه ؛ لأن النسب لا يمنع من القتال بالإجماع ، فقد كان بين المسلمين وبين المشركين أنساب ولم يمنع ذلك من القتال . وقد اختلف في هؤلاء القوم الذين كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ميثاق ، فقيل : هم
قريش كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ميثاق والذين يصلون إلى
قريش هم
بنو مدلج ، وقيل : نزلت في
هلال بن عويمر وسراقة بن جعشم وخزيمة بن عامر بن عبد مناف كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم عهد ، وقيل :
خزاعة ، وقيل :
بنو بكر بن زيد .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90أو جاءوكم حصرت صدورهم عطف على قوله : " يصلون " داخل في حكم الاستثناء ; أي : إلا الذين يصلون والذين جاءوكم ، ويجوز أن يكون عطفا على صفة قوم ; أي : إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق ، والذين يصلون إلى قوم جاءوكم حصرت صدورهم ; أي : ضاقت صدورهم عن القتال فأمسكوا عنه ، والحصر : الضيق والانقباض . قال
الفراء : وهو - أي حصرت صدورهم - حال من المضمر المرفوع في جاءوكم كما تقول : جاء فلان ذهب عقله ، أي : قد ذهب عقله .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هو خبر بعد خبر ، أي جاءوكم ، ثم أخبر فقال : حصرت صدورهم ، فعلى هذا يكون حصرت بدلا من جاءوكم ، وقيل : حصرت في موضع خفض على النعت لقوم ، وقيل التقدير : أو جاءوكم رجال أو قوم حصرت صدورهم . وقرأ
الحسن ( أو جاءوكم حصرة صدورهم ) نصبا على الحال .
وقرئ حصرات وحاصرات ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153محمد بن يزيد المبرد : حصرت صدورهم هو دعاء عليهم كما تقول : لعن الله الكافر ، وضعفه بعض المفسرين ، وقيل : أو بمعنى الواو . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم هو متعلق بقوله : حصرت صدورهم أي : حصرت صدورهم عن قتالكم والقتال معكم
[ ص: 318 ] لقومهم ، فضاقت صدورهم عن قتال الطائفتين وكرهوا ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90ولو شاء الله لسلطهم عليكم ابتلاء منه لكم واختبارا كما قال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=31ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم [ محمد : 31 ] أو تمحيصا لكم أو عقوبة بذنوبكم ، ولكنه سبحانه لم يشأ ذلك ، واللام في قوله : فلقاتلوكم جواب لو على تكرير الجواب ; أي : لو شاء الله لسلطهم ولقاتلوكم ، والفاء للتعقيب
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90فإن اعتزلوكم ولم يتعرضوا لقتالكم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90وألقوا إليكم السلم أي : استسلموا لكم وانقادوا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90فما جعل الله لكم عليهم سبيلا أي : طريقا ، فلا يحل لكم قتلهم ولا أسرهم ولا نهب أموالهم ، فهذا الاستسلام يمنع من ذلك ويحرمه .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91nindex.php?page=treesubj&link=32267ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم فيظهرون لكم الإسلام ويظهرون لقومهم الكفر ليأمنوا من كلا الطائفتين ، وهم قوم من
أهل تهامة طلبوا الأمان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليأمنوا عنده وعند قومهم ، وقيل : هي في قوم من أهل
مكة ، وقيل : في
نعيم بن مسعود فإنه كان يأمن المسلمين والمشركين ، وقيل : في قوم من المنافقين ، وقيل : في
أسد وغطفان nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91كلما ردوا إلى الفتنة أي دعاهم قومهم إليها وطلبوا منهم قتال المسلمين
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91أركسوا فيها أي : قلبوا فيها فرجعوا إلى قومهم وقاتلوا المسلمين ، ومعنى الارتكاس الانتكاس ،
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91فإن لم يعتزلوكم يعني : هؤلاء الذين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91ويلقوا إليكم السلم أي : يستسلمون لكم ويدخلون في عهدكم وصلحكم وينسلخون عن قومهم ويكفوا أيديهم عن قتالكم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم أي :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=89حيث وجدتموهم وتمكنتم منهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91وأولئكم الموصوفون بتلك الصفات
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا أي : حجة واضحة تتسلطون بها عليهم وتقهرونهم بها بسبب ما في قلوبهم من المرض وما في صدورهم من الدغل ، وارتكاسهم في الفتنة بأيسر عمل وأقل سعي . وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم وغيرهما من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت nindex.php?page=hadith&LINKID=1019949أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى أحد ، فرجع ناس خرجوا معه ، فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم فرقتين : فرقة تقول نقتلهم وفرقة تقول لا ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88فما لكم في المنافقين فئتين الآية كلها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنها طيبة وإنها تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة .
هذا أصح ما روي في سبب نزول الآية ، وقد رويت أسباب غير ذلك . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88والله أركسهم يقول : أوقعهم . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر عنه قال : ردهم . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق قال : نزلت في
هلال بن عويمر وسراقة بن مالك المدلجي ، وفي
بني خزيمة بن عامر بن عبد مناف .
وأخرج
أبو داود في ناسخه
وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والنحاس والبيهقي في سننه عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90إلا الذين يصلون الآية ، قال : نسختها " براءة "
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم [ التوبة : 5 ] . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90حصرت صدورهم يقول : ضاقت صدورهم . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
الربيع nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90وألقوا إليكم السلم قال : الصلح . وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90فإن اعتزلوكم الآية ، قال : نسختها
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
الحسن وعكرمة في هذه الآية قال : نسختها " براءة " . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91ستجدون آخرين الآية ، قال : ناس من أهل
مكة كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيسلمون رياء ، ثم يرجعون إلى قومهم فيرتكسون في الأوثان يبتغون بذلك أن يأمنوا هاهنا وهاهنا ، فأمر بقتالهم إن لم يعتزلوا ويصالحوا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة أنهم ناس كانوا
بتهامة . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي أنها نزلت في
نعيم بن مسعود .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88nindex.php?page=treesubj&link=28975فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=89وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّمَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا
الِاسْتِفْهَامُ فِي قَوْلِهِ : ( مَا لَكُمْ ) لِلْإِنْكَارِ ، وَاسْمُ الِاسْتِفْهَامِ مُبْتَدَأٌ وَمَا بَعْدَهُ خَبَرُهُ . وَالْمَعْنَى ; أَيُّ شَيْءٍ كَائِنٌ لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ أَيْ : فِي أَمْرِهِمْ وَشَأْنِهِمْ حَالَ كَوْنِكُمْ فِئَتَيْنِ فِي ذَلِكَ . وَحَاصِلُهُ الْإِنْكَارُ عَلَى الْمُخَاطَبِينَ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ شَيْءٌ يُوجِبُ اخْتِلَافَهُمْ فِي شَأْنِ الْمُنَافِقِينَ . وَقَدِ اخْتَلَفَ النَّحْوِيُّونَ فِي انْتِصَابِ فِئَتَيْنِ ، فَقَالَ
الْأَخْفَشُ وَالْبَصْرِيُّونَ عَلَى الْحَالِ كَقَوْلِكَ : مَا لَكَ قَائِمًا . وَقَالَ
الْكُوفِيُّونَ انْتِصَابُهُ عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ لِكَانَ ، وَهِيَ مُضْمَرَةٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : فَمَا لَكَمْ فِي الْمُنَافِقِينَ كُنْتُمْ فِئَتَيْنِ .
وَسَبَبُ نُزُولِ الْآيَةِ مَا سَيَأْتِي وَبِهِ يَتَّضِحُ الْمَعْنَى . وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ مَعْنَاهُ : رَدَّهُمْ إِلَى الْكُفْرِ بِمَا كَسَبُوا ، وَحَكَى
الْفَرَّاءُ nindex.php?page=showalam&ids=15409وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ أَرْكَسَهُمْ وَرَكَسَهُمْ ; أَيْ : رَدَّهُمْ إِلَى الْكُفْرِ وَنَكَسَهُمْ ، فَالرَّكْسُ وَالنَّكْسُ : قَلْبُ الشَّيْءِ عَلَى رَأْسِهِ ، أَوْ رَدُّ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ ، وَالْمَنْكُوسُ الْمَرْكُوسُ ، وَفِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأُبَيٍّ ( وَاللَّهُ رَكَسَهُمْ ) وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=82عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ : أُرْكِسُوا فِي فِئَةٍ مُظْلِمَةٍ كَسَوَادِ اللَّيْلِ يَتْلُوهَا فِتَنْ
وَالْبَاءُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88بِمَا كَسَبُوا سَبَبِيَّةٌ ; أَيْ : أَرْكَسَهُمْ بِسَبَبِ كَسْبِهِمْ ، وَهُوَ لُحُوقُهُمْ بِدَارِ الْكُفْرِ ، وَالِاسْتِفْهَامُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ لِلتَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَنْ أَضَلَّهُ اللَّهُ لَا تُنْجِعُ فِيهِ هِدَايَةُ الْبِشْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=56إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [ الْقَصَصِ : 56 ] .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا أَيْ : طَرِيقًا إِلَى الْهِدَايَةِ . قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=89وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً هَذَا كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ يَتَضَمَّنُ بَيَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=30569_30563حَالِ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ ، وَإِيضَاحَ أَنَّهُمْ يَوَدُّونَ أَنْ يَكْفُرَ الْمُؤْمِنُونَ كَمَا كَفَرُوا ، وَيَتَمَنَّوْا ذَلِكَ عِنَادًا وَغُلُوًّا فِي الْكُفْرِ وَتَمَادِيًا فِي الضَّلَالِ ، فَالْكَافُ فِي قَوْلِهِ : ( كَمَا ) نَعْتُ مَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ ; أَيْ : كُفْرًا مِثْلَ كَفْرِهِمْ ، أَوْ حَالٌ كَمَا رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ .
قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=89فَتَكُونُونَ سَوَاءً ) عَطْفٌ عَلَى قَوْلِهِ : تَكْفُرُونَ دَاخِلٌ فِي حُكْمِهِ ; أَيْ : وَدُّوا كُفْرَكُمْ كَكُفْرِهِمْ ، وَوَدُّوا مُسَاوَاتَكُمْ لَهُمْ . قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=89فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ جَوَابُ شَرْطٍ مَحْذُوفٍ ; أَيْ : إِذَا كَانَ حَالُهُمْ مَا ذُكِرَ فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَيُحَقِّقُوا إِيمَانَهُمْ بِالْهِجْرَةِ ، فَإِنْ تَوَلَّوْا عَنْ ذَلِكَ فَخُذُوهُمْ إِذَا قَدَرْتُمْ عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=89وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=89وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا تُوَالُونَهُ وَلَا نَصِيرًا تَسْتَنْصِرُونَ بِهِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ هُوَ مُسْتَثْنًى مِنْ قَوْلِهِ : فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ أَيْ : إِلَّا الَّذِينَ يَتَّصِلُونَ وَيَدْخُلُونَ فِي قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ بِالْجِوَارِ وَالْحِلْفِ فَلَا تَقْتُلُوهُمْ لِمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ عَهْدٌ وَمِيثَاقٌ ، فَإِنَّ الْعَهْدَ يَشْمَلُهُمْ . هَذَا أَصَحُّ مَا قِيلَ فِي مَعْنَى الْآيَةِ ، وَقِيلَ : الِاتِّصَالُ هُنَا هُوَ اتِّصَالُ النَّسَبِ . وَالْمَعْنَى : إِلَّا الَّذِينَ يَنْتَسِبُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ قَالَهُ
أَبُو عُبَيْدَةَ ، وَقَدْ أَنْكَرَ ذَلِكَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَيْهِ ؛ لِأَنَّ النَّسَبَ لَا يَمْنَعُ مِنَ الْقِتَالِ بِالْإِجْمَاعِ ، فَقَدْ كَانَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ أَنْسَابٌ وَلَمْ يَمْنَعْ ذَلِكَ مِنَ الْقِتَالِ . وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِيثَاقٌ ، فَقِيلَ : هُمْ
قُرَيْشٌ كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِيثَاقٌ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى
قُرَيْشٍ هُمْ
بَنُو مُدْلِجٍ ، وَقِيلَ : نَزَلَتْ فِي
هِلَالِ بْنِ عُوَيْمِرٍ وَسُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ وَخُزَيْمَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَهْدٌ ، وَقِيلَ :
خُزَاعَةُ ، وَقِيلَ :
بَنُو بَكْرِ بْنِ زَيْدٍ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ عَطْفٌ عَلَى قَوْلِهِ : " يَصِلُونَ " دَاخِلٌ فِي حُكْمِ الِاسْتِثْنَاءِ ; أَيْ : إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ وَالَّذِينَ جَاءُوكُمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَطْفًا عَلَى صِفَةِ قَوْمٍ ; أَيْ : إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ ، وَالَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ; أَيْ : ضَاقَتْ صُدُورُهُمْ عَنِ الْقِتَالِ فَأَمْسَكُوا عَنْهُ ، وَالْحَصْرُ : الضِّيقُ وَالِانْقِبَاضُ . قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَهُوَ - أَيْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ - حَالٌ مِنَ الْمُضْمَرِ الْمَرْفُوعِ فِي جَاءُوكُمْ كَمَا تَقُولُ : جَاءَ فُلَانٌ ذَهَبَ عَقْلُهُ ، أَيْ : قَدْ ذَهَبَ عَقْلُهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هُوَ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ ، أَيْ جَاءُوكُمْ ، ثُمَّ أَخْبَرَ فَقَالَ : حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ، فَعَلَى هَذَا يَكُونُ حَصِرَتْ بَدَلًا مِنْ جَاءُوكُمْ ، وَقِيلَ : حَصِرَتْ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ عَلَى النَّعْتِ لِقَوْمٍ ، وَقِيلَ التَّقْدِيرُ : أَوْ جَاءُوكُمْ رِجَالٌ أَوْ قَوْمٌ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ( أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَةً صُدُورُهُمْ ) نَصْبًا عَلَى الْحَالِ .
وَقُرِئَ حَصِرَاتٍ وَحَاصِرَاتٍ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُبَرِّدُ : حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ هُوَ دُعَاءٌ عَلَيْهِمْ كَمَا تَقُولُ : لَعَنَ اللَّهُ الْكَافِرَ ، وَضَعَّفَهُ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ ، وَقِيلَ : أَوْ بِمَعْنَى الْوَاوِ . وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ : حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَيْ : حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ عَنْ قِتَالِكُمْ وَالْقِتَالِ مَعَكُمْ
[ ص: 318 ] لِقَوْمِهِمْ ، فَضَاقَتْ صُدُورُهُمْ عَنْ قِتَالِ الطَّائِفَتَيْنِ وَكَرِهُوا ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ ابْتِلَاءً مِنْهُ لَكُمْ وَاخْتِبَارًا كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=31وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [ مُحَمَّدٍ : 31 ] أَوْ تَمْحِيصًا لَكُمْ أَوْ عُقُوبَةً بِذُنُوبِكُمْ ، وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يَشَأْ ذَلِكَ ، وَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ : فَلَقَاتَلُوكُمْ جَوَابُ لَوْ عَلَى تَكْرِيرِ الْجَوَابِ ; أَيْ : لَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ وَلَقَاتَلُوكُمْ ، وَالْفَاءُ لِلتَّعْقِيبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ وَلَمْ يَتَعَرَّضُوا لِقِتَالِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ أَيِ : اسْتَسْلَمُوا لَكُمْ وَانْقَادُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا أَيْ : طَرِيقًا ، فَلَا يَحِلُّ لَكُمْ قَتْلُهُمْ وَلَا أَسْرُهُمْ وَلَا نَهْبُ أَمْوَالِهِمْ ، فَهَذَا الِاسْتِسْلَامُ يَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ وَيُحَرِّمُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91nindex.php?page=treesubj&link=32267سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ فَيُظْهِرُونَ لَكُمُ الْإِسْلَامَ وَيُظْهِرُونَ لِقَوْمِهِمُ الْكُفْرَ لِيَأْمَنُوا مِنْ كِلَا الطَّائِفَتَيْنِ ، وَهُمْ قَوْمٌ مِنْ
أَهْلِ تِهَامَةَ طَلَبُوا الْأَمَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِيَأْمَنُوا عِنْدَهُ وَعِنْدَ قَوْمِهِمْ ، وَقِيلَ : هِيَ فِي قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ
مَكَّةَ ، وَقِيلَ : فِي
نُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ فَإِنَّهُ كَانَ يَأْمَنُ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ ، وَقِيلَ : فِي قَوْمٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ ، وَقِيلَ : فِي
أَسَدٍ وَغَطَفَانَ nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91كُلَّمَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أَيْ دَعَاهُمْ قَوْمُهُمْ إِلَيْهَا وَطَلَبُوا مِنْهُمْ قِتَالَ الْمُسْلِمِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91أُرْكِسُوا فِيهَا أَيْ : قُلِبُوا فِيهَا فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ وَقَاتَلُوا الْمُسْلِمِينَ ، وَمَعْنَى الِارْتِكَاسِ الِانْتِكَاسُ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ يَعْنِي : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ أَيْ : يَسْتَسْلِمُونَ لَكُمْ وَيَدْخُلُونَ فِي عَهْدِكُمْ وَصُلْحِكُمْ وَيَنْسَلِخُونَ عَنْ قَوْمِهِمْ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ عَنْ قِتَالِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ أَيْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=89حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَتَمَكَّنْتُمْ مِنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91وَأُولَئِكُمْ الْمَوْصُوفُونَ بِتِلْكَ الصِّفَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا أَيْ : حُجَّةً وَاضِحَةً تَتَسَلَّطُونَ بِهَا عَلَيْهِمْ وَتَقْهَرُونَهُمْ بِهَا بِسَبَبِ مَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْمَرَضِ وَمَا فِي صُدُورِهِمْ مِنَ الدَّغَلِ ، وَارْتِكَاسِهِمْ فِي الْفِتْنَةِ بِأَيْسَرِ عَمَلٍ وَأَقَلِّ سَعْيٍ . وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=1019949أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى أُحُدٍ ، فَرَجَعَ نَاسٌ خَرَجُوا مَعَهُ ، فَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ فِرْقَتَيْنِ : فِرْقَةٌ تَقُولُ نَقْتُلُهُمْ وَفِرْقَةٌ تَقُولُ لَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ الْآيَةَ كُلَّهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهَا طَيِّبَةٌ وَإِنَّهَا تَنْفِي الْخَبَثَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْفِضَّةِ .
هَذَا أَصَحُّ مَا رُوِيَ فِي سَبَبِ نُزُولِ الْآيَةِ ، وَقَدْ رُوِيَتْ أَسْبَابٌ غَيْرُ ذَلِكَ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=88وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ يَقُولُ : أَوْقَعَهُمْ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ قَالَ : رَدَّهُمْ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ قَالَ : نَزَلَتْ فِي
هِلَالِ بْنِ عُوَيْمِرٍ وَسُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيِّ ، وَفِي
بَنِي خُزَيْمَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو دَاوُدَ فِي نَاسِخِهِ
وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالنَّحَّاسُ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ الْآيَةَ ، قَالَ : نَسَخَتْهَا " بَرَاءَةٌ "
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ [ التَّوْبَةِ : 5 ] . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ يَقُولُ : ضَاقَتْ صُدُورُهُمْ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
الرَّبِيعِ nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ قَالَ : الصُّلْحَ . وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ الْآيَةَ ، قَالَ : نَسَخَتْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
الْحَسَنِ وَعِكْرِمَةَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَالَ : نَسَخَتْهَا " بَرَاءَةٌ " . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=91سَتَجِدُونَ آخَرِينَ الْآيَةَ ، قَالَ : نَاسٌ مِنْ أَهْلِ
مَكَّةَ كَانُوا يَأْتُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَيُسَلِّمُونَ رِيَاءً ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى قَوْمِهِمْ فَيَرْتَكِسُونَ فِي الْأَوْثَانِ يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ أَنْ يَأْمَنُوا هَاهُنَا وَهَاهُنَا ، فَأُمِرَ بِقِتَالِهِمْ إِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوا وَيُصَالِحُوا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ أَنَّهُمْ نَاسٌ كَانُوا
بِتِهَامَةَ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي
نُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ .