وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون
إذا قيل للمنافقين : آمنوا كما آمن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم من المهاجرين والأنصار أجابوا بأحمق جواب وأبعده عن الحق والصواب ، فنسبوا إلى المؤمنين السفه استهزاء واستخفافا ، فتسببوا بذلك إلى تسجيل الله عليهم بالسفه بأبلغ عبارة وآكد قول .
وحصر السفاهة وهي رقة الحلوم وفساد البصائر وسخافة العقول فيهم مع كونهم لا يعلمون أنهم كذلك إما حقيقة أو مجازا ، تنزيلا لإصرارهم على السفه منزلة عدم العلم بكونهم عليه وأنهم متصفون به ، ولما ذكر الله هنا السفه ناسبه نفي العلم عنهم لأنه لا يتسافه إلا جاهل .
والكاف في موضع نصب لأنها نعت لمصدر محذوف : أي إيمانا كإيمان الناس .
وقد أخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس [ ص: 32 ] أي صدقوا كما صدق أصحاب محمد أنه نبي ورسول ، وأن ما أنزل عليه حق ، قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء يعنون أصحاب محمد ألا إنهم هم السفهاء يقول : الجهال : ولكن لا يعلمون يقول : لا يعقلون .
وروي عن في تاريخه بسند واه أنه قال : آمنوا كما آمن الناس ابن عساكر أبو بكر وعمر وعثمان وعلي .
وأخرج عن ابن جرير في قوله : ابن مسعود كما آمن السفهاء قال : يعنون أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وأخرج عن الربيع وابن زيد مثله .
وروى الكلبي عن أبي صالح عن أنها نزلت في شأن اليهود : أي إذا قيل لهم : يعني اليهود آمنوا كما آمن الناس ابن عباس وأصحابه قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء . عبد الله بن سلام