nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116nindex.php?page=treesubj&link=28976_31989_31998وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=120لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116وإذ قال الله معطوف على ما قبله في محل نصب بعامله أو بعامل مقدر هنا; أي : اذكر . وقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن هذا القول منه سبحانه هو يوم القيامة . والنكتة توبيخ عباد
المسيح وأمه من
النصارى .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي وقطرب : إنه قال له هذا القول عند رفعه إلى السماء لما قالت
النصارى فيه ما قالت ، والأول أولى : قيل : " وإذ " هنا بمعنى إذا كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=51ولو ترى إذ فزعوا [ سبأ : 51 ] أي إذا فزعوا ، وقول
أبي النجم :
ثم جزاك الله عني إذ جزى جنات عدن في السماوات العلى
أي إذا جزى ، وقول
الأسود بن جعفر الأسدي :
في الآن إذ هازلتهن فإنما يقلن ألا لم يذهب الشيخ مذهبا
أي إذا هازلتهن تعبيرا عن المستقبل بلفظ الماضي تنبيها على تحقيق وقوعه . وقد قيل في توجيه هذا الاستفهام منه تعالى إنه لقصد التوبيخ كما سبق ، وقيل لقصد تعريف
المسيح بأن قومه غيروا بعده وادعوا عليه ما
[ ص: 406 ] لم يقله . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116من دون الله متعلق بقوله : اتخذوني على أنه حال ; أي : متجاوزين الحد ، ويجوز أن يتعلق بمحذوف هو صفة لإلهين ; أي : كائنين من دون الله . قوله : سبحانك تنزيه له سبحانه; أي : أنزهك تنزيها
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق أي : ما ينبغي لي أن أدعي لنفسي ما ليس من حقها
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116إن كنت قلته فقد علمته رد ذلك إلى علمه سبحانه ، وقد علم أنه لم يقله ، فثبت بذلك عدم القول منه .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك هذه الجملة في حكم التعليل لما قبلها; أي : تعلم معلومي ولا أعلم معلومك ، وهذا الكلام من باب المشاكلة كما هو معروف عند علماء المعاني والبيان ، وقيل : المعنى : تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك ، وقيل : تعلم ما أخفيه ولا أعلم ما تخفيه ، وقيل : تعلم ما أريد ولا أعلم ما تريد . قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117ما قلت لهم إلا ما أمرتني به هذه جملة مقررة لمضمون ما تقدم ; أي : ما أمرتهم إلا بما أمرتني
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117أن اعبدوا الله ربي وربكم هذا تفسير لمعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117ما قلت لهم أي ما أمرتهم ، وقيل : عطف بيان للمضمر في " به " وقيل بدل منه
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وكنت عليهم شهيدا أي : حفيظا ورقيبا أرعى أحوالهم وأمنعهم عن مخالفة أمرك
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117ما دمت فيهم أي : مدة دوامي فيهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117فلما توفيتني قيل : هذا يدل على أن الله سبحانه توفاه قبل أن يرفعه ، وليس بشيء ; لأن الأخبار قد تظافرت بأنه لم يمت ، وأنه باق في السماء على الحياة التي كان عليها في الدنيا حتى ينزل إلى الأرض آخر الزمان ، وإنما المعنى : فلما رفعتني إلى السماء . قيل الوفاة في كتاب الله سبحانه جاءت على ثلاثة أوجه : بمعنى الموت ، ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42الله يتوفى الأنفس حين موتها [ الزمر : 42 ] وبمعنى النوم ، ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وهو الذي يتوفاكم بالليل [ الأنعام : 60 ] أي ينيمكم ، وبمعنى الرفع ، ومنه فلما توفيتني ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=55إذ قال الله ياعيسى إني متوفيك [ آل عمران : 55 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117كنت أنت الرقيب عليهم أصل المراقبة : المراعاة ، أي : كنت الحافظ لهم والعالم بهم والشاهد عليهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إن تعذبهم فإنهم عبادك تصنع بهم ما شئت وتحكم فيهم بما تريد
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم أي القادر على ذلك الحكيم في أفعاله ، قيل قاله على وجه الاستعطاف كما يستعطف السيد لعبده . ولهذا لم يقل إن تعذبهم فإنهم عصوك ، وقيل : قاله على وجه التسليم لأمر الله والانقياد له ، ولهذا عدل عن الغفور الرحيم إلى العزيز الحكيم .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم أي صدقهم في الدنيا ، وقيل في الآخرة ، والأول أولى . قرأ
نافع وابن محيصن " يوم " بالنصب ، وقرأ الباقون بالرفع ، فوجه النصب أنه ظرف للقول; أي : قال الله هذا القول يوم ينفع الصادقين ، ووجه الرفع أنه خبر للمبتدأ هو وما أضيف إليه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي نصب " يوم " هاهنا لأنه مضاف إلى الجملة ، وأنشد :
على حين عاتبت المشيب على الصبا وقلت ألما أصح والشيب وازع
وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ، ولا يجيز
البصريون ما قالاه إلا إذا أضيف الظرف إلى فعل ماض . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ( هذا يوم ينفع ) بتنوين يوم كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=48واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا فكلاهما مقطوع عن الإضافة بالتنوين .
وقد تقدم تفسير قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا . قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119رضي الله عنهم ورضوا عنه أي رضي عنهم بما عملوه من الطاعات الخالصة له ، ورضوا عنه بما جازاهم به مما لا يخطر لهم على بال ولا تتصوره عقولهم ، والرضا منه سبحانه هو أرفع درجات النعيم وأعلى منازل الكرامة ، والإشارة بذلك إلى نيل ما نالوه من دخول الجنة والخلود فيها أبدا ، ورضوان الله عنهم . والفوز : الظفر بالمطلوب على أتم الأحوال .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=120لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير جاء سبحانه بهذه الخاتمة دفعا لما سبق من إثبات من أثبت إلهية عيسى وأمه ، وأخبر بأن ملك السماوات والأرض له دون
عيسى وأمه ودون سائر مخلوقاته ، وأنه القادر على كل شيء دون غيره ، وقيل المعنى : أن له ملك السماوات والأرض يعطي الجنات للمطيعين ، جعلنا الله منهم .
وقد أخرج
الترمذي وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020111تلقى عيسى حجته والله لقاه في قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله . قال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلقاه الله سبحانه : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق الآية .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في الآية قال : يقول الله هذا يوم القيامة ، ألا ترى أنه يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : قال الله ذلك لما رفع
عيسى إليه ، وقالت
النصارى ما قالت .
وأخرج
أبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117أن اعبدوا الله ربي وربكم قال : سيدي وسيدكم . وأخرج
ابن المنذر عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117كنت أنت الرقيب عليهم قال : الحفيظ .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020112قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم قال : ما كنت فيهم . وأخرج
أبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إن تعذبهم فإنهم عبادك يقول : عبيدك قد استوجبوا العذاب بمقالتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118وإن تغفر لهم أي من تركت منهم ومد في عمره حتى أهبط من السماء إلى الأرض لقتل الدجال ، فزالوا عن مقالتهم ووحدوك
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118فإنك أنت العزيز الحكيم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم يقول : هذا يوم ينفع الموحدين توحيدهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116nindex.php?page=treesubj&link=28976_31989_31998وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=120لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116وَإِذْ قَالَ اللَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ بِعَامِلِهِ أَوْ بِعَامِلٍ مُقَدَّرٍ هُنَا; أَيِ : اذْكُرْ . وَقَدْ ذَهَبَ جُمْهُورُ الْمُفَسِّرِينَ إِلَى أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ مِنْهُ سُبْحَانَهُ هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ . وَالنُّكْتَةُ تَوْبِيخُ عُبَّادِ
الْمَسِيحِ وَأُمِّهِ مِنَ
النَّصَارَى .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ وَقُطْرُبٌ : إِنَّهُ قَالَ لَهُ هَذَا الْقَوْلَ عِنْدَ رَفْعِهِ إِلَى السَّمَاءِ لَمَّا قَالَتِ
النَّصَارَى فِيهِ مَا قَالَتْ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى : قِيلَ : " وَإِذْ " هُنَا بِمَعْنَى إِذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=51وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا [ سَبَأٍ : 51 ] أَيْ إِذَا فَزِعُوا ، وَقَوْلِ
أَبِي النَّجْمِ :
ثُمَّ جَزَاكَ اللَّهُ عَنِّي إِذْ جَزَى جَنَّاتِ عَدْنٍ فِي السَّمَاوَاتِ الْعُلَى
أَيْ إِذَا جَزَى ، وَقَوْلِ
الْأَسْوَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَسَدِيِّ :
فِي الْآنِ إِذْ هَازَلْتُهُنَّ فَإِنَّمَا يَقُلْنَ أَلَا لَمْ يَذْهَبِ الشَّيْخُ مَذْهَبًا
أَيْ إِذَا هَازَلْتُهُنَّ تَعْبِيرًا عَنِ الْمُسْتَقْبَلِ بِلَفْظِ الْمَاضِي تَنْبِيهًا عَلَى تَحْقِيقِ وُقُوعِهِ . وَقَدْ قِيلَ فِي تَوْجِيهِ هَذَا الِاسْتِفْهَامِ مِنْهُ تَعَالَى إِنَّهُ لِقَصْدِ التَّوْبِيخِ كَمَا سَبَقَ ، وَقِيلَ لِقَصْدِ تَعْرِيفِ
الْمَسِيحِ بِأَنَّ قَوْمَهُ غَيَّرُوا بَعْدَهُ وَادَّعَوْا عَلَيْهِ مَا
[ ص: 406 ] لَمْ يَقُلْهُ . وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116مِنْ دُونِ اللَّهِ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ : اتَّخِذُونِي عَلَى أَنَّهُ حَالٌ ; أَيْ : مُتَجَاوِزِينَ الْحَدَّ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِمَحْذُوفٍ هُوَ صِفَةٌ لِإِلَهَيْنِ ; أَيْ : كَائِنِينَ مِنْ دُونِ اللَّهِ . قَوْلُهُ : سُبْحَانَكَ تَنْزِيهٌ لَهُ سُبْحَانَهُ; أَيْ : أُنَزِّهُكَ تَنْزِيهًا
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ أَيْ : مَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَدَّعِيَ لِنَفْسِي مَا لَيْسَ مِنْ حَقِّهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ رَدَّ ذَلِكَ إِلَى عِلْمِهِ سُبْحَانَهُ ، وَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْهُ ، فَثَبَتَ بِذَلِكَ عَدَمُ الْقَوْلِ مِنْهُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ هَذِهِ الْجُمْلَةُ فِي حُكْمِ التَّعْلِيلِ لِمَا قَبْلَهَا; أَيْ : تَعْلَمُ مَعْلُومِي وَلَا أَعْلَمُ مَعْلُومَكَ ، وَهَذَا الْكَلَامُ مِنْ بَابِ الْمُشَاكَلَةِ كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمَعَانِي وَالْبَيَانِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : تَعْلَمُ مَا فِي غَيْبِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي غَيْبِكَ ، وَقِيلَ : تَعْلَمُ مَا أُخْفِيهِ وَلَا أَعْلَمُ مَا تُخْفِيهِ ، وَقِيلَ : تَعْلَمُ مَا أُرِيدُ وَلَا أَعْلَمُ مَا تُرِيدُ . قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ هَذِهِ جُمْلَةٌ مُقَرِّرَةٌ لِمَضْمُونِ مَا تَقَدَّمَ ; أَيْ : مَا أَمَرْتُهُمْ إِلَّا بِمَا أَمَرْتَنِي
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ هَذَا تَفْسِيرٌ لِمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117مَا قُلْتُ لَهُمْ أَيْ مَا أَمَرْتُهُمْ ، وَقِيلَ : عَطْفُ بَيَانٍ لِلْمُضْمَرِ فِي " بِهِ " وَقِيلَ بَدَلٌ مِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا أَيْ : حَفِيظًا وَرَقِيبًا أَرْعَى أَحْوَالَهُمْ وَأَمْنَعُهُمْ عَنْ مُخَالَفَةِ أَمْرِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117مَا دُمْتُ فِيهِمْ أَيْ : مُدَّةَ دَوَّامِي فِيهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي قِيلَ : هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ تَوَفَّاهُ قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَهُ ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ ; لِأَنَّ الْأَخْبَارَ قَدْ تَظَافَرَتْ بِأَنَّهُ لَمْ يَمُتْ ، وَأَنَّهُ بَاقٍ فِي السَّمَاءِ عَلَى الْحَيَاةِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْزِلَ إِلَى الْأَرْضِ آخِرَ الزَّمَانِ ، وَإِنَّمَا الْمَعْنَى : فَلَمَّا رَفَعْتَنِي إِلَى السَّمَاءِ . قِيلَ الْوَفَاةُ فِي كِتَابِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ جَاءَتْ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ : بِمَعْنَى الْمَوْتِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا [ الزُّمَرِ : 42 ] وَبِمَعْنَى النَّوْمِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ [ الْأَنْعَامِ : 60 ] أَيْ يُنِيمُكُمْ ، وَبِمَعْنَى الرَّفْعِ ، وَمِنْهُ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=55إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ [ آلِ عِمْرَانَ : 55 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ أَصْلُ الْمُرَاقَبَةِ : الْمُرَاعَاةُ ، أَيْ : كُنْتَ الْحَافِظَ لَهُمْ وَالْعَالِمَ بِهِمْ وَالشَّاهِدَ عَلَيْهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ تَصْنَعُ بِهِمْ مَا شِئْتَ وَتَحْكُمُ فِيهِمْ بِمَا تُرِيدُ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ أَيِ الْقَادِرُ عَلَى ذَلِكَ الْحَكِيمُ فِي أَفْعَالِهِ ، قِيلَ قَالَهُ عَلَى وَجْهِ الِاسْتِعْطَافِ كَمَا يَسْتَعْطِفُ السَّيِّدُ لِعَبْدِهِ . وَلِهَذَا لَمْ يَقُلْ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عَصَوْكَ ، وَقِيلَ : قَالَهُ عَلَى وَجْهِ التَّسْلِيمِ لِأَمْرِ اللَّهِ وَالِانْقِيَادِ لَهُ ، وَلِهَذَا عَدَلَ عَنِ الْغَفُورِ الرَّحِيمِ إِلَى الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ أَيْ صِدْقُهُمْ فِي الدُّنْيَا ، وَقِيلَ فِي الْآخِرَةِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى . قَرَأَ
نَافِعٌ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ " يَوْمَ " بِالنَّصْبِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ ، فَوَجْهُ النَّصْبِ أَنَّهُ ظَرْفٌ لِلْقَوْلِ; أَيْ : قَالَ اللَّهُ هَذَا الْقَوْلَ يَوْمَ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ ، وَوَجْهُ الرَّفْعِ أَنَّهُ خَبَرٌ لِلْمُبْتَدَأِ هُوَ وَمَا أُضِيفَ إِلَيْهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ نُصِبَ " يَوْمَ " هَاهُنَا لِأَنَّهُ مُضَافٌ إِلَى الْجُمْلَةِ ، وَأَنْشَدَ :
عَلَى حِينِ عَاتَبْتُ الْمَشِيبَ عَلَى الصِّبَا وَقُلْتُ أَلَمَّا أَصْحُ وَالشَّيْبُ وَازِعُ
وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ ، وَلَا يُجِيزُ
الْبَصْرِيُّونَ مَا قَالَاهُ إِلَّا إِذَا أُضِيفَ الظَّرْفُ إِلَى فِعْلٍ مَاضٍ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ ( هَذَا يَوْمٌ يَنْفَعُ ) بِتَنْوِينِ يَوْمٍ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=48وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا فَكِلَاهُمَا مَقْطُوعٌ عَنِ الْإِضَافَةِ بِالتَّنْوِينِ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا . قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أَيْ رَضِيَ عَنْهُمْ بِمَا عَمِلُوهُ مِنَ الطَّاعَاتِ الْخَالِصَةِ لَهُ ، وَرَضُوا عَنْهُ بِمَا جَازَاهُمْ بِهِ مِمَّا لَا يَخْطُرُ لَهُمْ عَلَى بَالٍ وَلَا تَتَصَوَّرُهُ عُقُولُهُمْ ، وَالرِّضَا مِنْهُ سُبْحَانَهُ هُوَ أَرْفَعُ دَرَجَاتِ النَّعِيمِ وَأَعْلَى مَنَازِلَ الْكَرَامَةِ ، وَالْإِشَارَةُ بِذَلِكَ إِلَى نَيْلِ مَا نَالُوهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ وَالْخُلُودِ فِيهَا أَبَدًا ، وَرِضْوَانِ اللَّهِ عَنْهُمْ . وَالْفَوْزُ : الظَّفَرُ بِالْمَطْلُوبِ عَلَى أَتَمِّ الْأَحْوَالِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=120لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ جَاءَ سُبْحَانَهُ بِهَذِهِ الْخَاتِمَةِ دَفْعًا لِمَا سَبَقَ مِنْ إِثْبَاتِ مَنْ أَثْبَتَ إِلَهِيَّةِ عِيسَى وَأُمِّهِ ، وَأَخْبَرَ بِأَنَّ مُلْكَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَهُ دُونَ
عِيسَى وَأُمِّهِ وَدُونَ سَائِرِ مَخْلُوقَاتِهِ ، وَأَنَّهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ دُونَ غَيْرِهِ ، وَقِيلَ الْمَعْنَى : أَنَّ لَهُ مُلْكَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعْطِي الْجَنَّاتِ لِلْمُطِيعِينَ ، جَعَلَنَا اللَّهُ مِنْهُمْ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020111تَلَقَّى عِيسَى حُجَّتَهُ وَاللَّهُ لَقَّاهُ فِي قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ . قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَلَقَّاهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي الْآيَةِ قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ قَالَ : قَالَ اللَّهُ ذَلِكَ لَمَّا رَفَعَ
عِيسَى إِلَيْهِ ، وَقَالَتِ
النَّصَارَى مَا قَالَتْ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ قَالَ : سَيِّدِي وَسَيِّدَكُمْ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ قَالَ : الْحَفِيظَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020112قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ قَالَ : مَا كُنْتُ فِيهِمْ . وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ يَقُولُ : عَبِيدُكَ قَدِ اسْتَوْجَبُوا الْعَذَابَ بِمَقَالَتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ أَيْ مَنْ تَرَكْتَ مِنْهُمْ وَمُدَّ فِي عُمْرِهِ حَتَّى أَهْبِطَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ لِقَتْلِ الدَّجَّالِ ، فَزَالُوا عَنْ مَقَالَتِهِمْ وَوَحَّدُوكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ يَقُولُ : هَذَا يَوْمٌ يَنْفَعُ الْمُوَحِّدِينَ تَوْحِيدُهُمْ .