nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=129nindex.php?page=treesubj&link=28977وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=131ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=132ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=129وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا أي مثل ما جعلنا بين الجن والإنس ما سلف
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=129وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا والمعنى : نجعل بعضهم يتولى البعض فيكونون أولياء لبعضهم بعضا ، ثم يتبرأ بعضهم من البعض ، فمعنى نولي على هذا : نجعله وليا له .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16327عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : معناه نسلط ظلمة الجن على ظلمة الإنس .
وروي عنه أيضا أنه فسر هذه الآية بأن المعنى : نسلط بعض الظلمة على بعض فيهلكه ويذله ، فيكون في الآية على هذا تهديد للظلمة بأن من لم يمتنع من ظلمه منهم سلط الله عليه ظالما آخر .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14919فضيل بن عياض : إذا رأيت ظالما ينتقم من ظالم فقف وانظر متعجبا ، وقيل : معنى نولي : نكل بعضهم إلى بعض فيما يختارونه من الكفر ، والباء في
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=129بما كانوا يكسبون للسببية : أي بسبب كسبهم للذنوب ولينا بعضهم بعضا .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130يامعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم أي يوم نحشرهم نقول لهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130ألم يأتكم أو هو شروع في حكاية ما سيكون في الحشر ، وظاهره أن
nindex.php?page=treesubj&link=28797الله يبعث في الدنيا إلى الجن رسلا منهم ، كما يبعث إلى الإنس رسلا منهم ، وقيل : معنى منكم : أي ممن هو مجانس لكم في الخلق والتكليف ، والقصد بالمخاطبة ، فإن الجن والإنس متحدون في ذلك ، وإن كان الرسل من الإنس خاصة فهم من جنس الجن من تلك الحيثية ، وقيل : إنه من باب تغليب الإنس على الجن كما يغلب الذكر على الأنثى ، وقيل : المراد بالرسل إلى الجن هاهنا هم النذر منهم ، كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29ولوا إلى قومهم منذرين [ الأحقاف : 29 ] .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130يقصون عليكم آياتي صفة أخرى لرسل ، قد تقدم بيان معنى القص .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130قالوا شهدنا على أنفسنا هذا إقرار منهم بأن حجة الله لازمة لهم بإرسال رسله إليهم ، والجملة جواب سؤال مقدر فهي مستأنفة ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130وغرتهم الحياة الدنيا في محل نصب على الحال ، أو هي جملة معترضة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين هذه شهادة أخرى منهم على أنفسهم بأنهم كانوا كافرين في الدنيا بالرسل المرسلين إليهم والآيات التي جاءوا بها ، وقد تقدم ما يفيد أن مثل هذه الآية المصرحة بإقرارهم بالكفر على أنفسهم ، ومثل قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23والله ربنا ما كنا مشركين [ الأنعام : 23 ] محمول على أنهم يقرون في بعض مواطن يوم القيامة وينكرون في بعض آخر لطول ذلك اليوم ، واضطراب القلوب فيه وطيشان العقول ، وانغلاق الأفهام وتبلد الأذهان .
والإشارة بقوله : ذلك إلى شهادتهم على أنفسهم أو إلى إرسال الرسل إليهم .
وأن في
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=131أن لم يكن ربك مهلك القرى هي المخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير شأن محذوف .
والمعنى : ذلك أن الشأن
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=131لم يكن ربك مهلك القرى أو هي المصدرية ، والباء في بظلم سببية : أي لم أكن أهلك القرى بسبب ظلم من يظلم منهم ، والحال أن أهلها غافلون ، لم يرسل الله إليهم رسولا .
والمعنى : أن الله أرسل الرسل إلى عباده لأنه لا يهلك من عصاه بالكفر من القرى ، والحال أنهم غافلون عن الإعذار والإنذار بإرسال الرسل ، وإنزال الكتب ، بل إنما يهلكهم بعد إرسال الرسل إليهم ، وارتفاع الغفلة عنهم بإنذار الأنبياء لهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=15وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا [ الإسراء : 15 ] ، وقيل : المعنى : ما كان الله مهلك أهل القرى بظلم منه ، فهو سبحانه يتعالى عن الظلم بل إنما يهلكهم بعد أن يستحقوا ذلك وترتفع الغفلة عنهم بإرسال الأنبياء ، وقيل : المعنى : أن الله لا يهلك أهل القرى بسبب ظلم من يظلم منهم مع كون الآخرين غافلين عن ذلك ، فهو مثل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=164ولا تزر وازرة وزر أخرى [ الأنعام : 164 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=132ولكل درجات مما عملوا أي لكل من الجن والإنس درجات متفاوتة مما عملوا فنجازيهم بأعمالهم ، كما قال في آية أخرى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=19ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون [ الأحقاف : 19 ] ، وفيه دليل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=30395_30437_28797المطيع من الجن في الجنة ، والعاصي في النار nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=132وما ربك بغافل عما يعملون من أعمال الخير والشر ، والغفلة ذهاب الشيء عنك لاشتغالك بغيره .
قرأ
ابن عامر " تعملون " بالفوقية ،
[ ص: 449 ] وقرأ الباقون بالتحتية .
وقد أخرج
عبد الرزاق ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن
قتادة ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=129وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا قال : يولي الله بعض الظالمين بعضا في الدنيا يتبع بعضهم بعضا في النار .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن
عبد الرحمن بن زيد في الآية مثل ما حكينا عنه قريبا .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش في تفسير الآية قال : سمعتهم يقولون : إذا فسد الزمان أمر عليهم شرارهم .
وأخرج
الحاكم في التاريخ
والبيهقي في الشعب من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=17339يحيى بن هاشم حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17415يونس بن أبي إسحاق عن أبيه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
كما تكونون كذلك يؤمر عليكم .
قال
البيهقي : هذا منقطع ويحيى ضعيف .
وأخرج
ابن المنذر ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130رسل منكم قال : ليس في الجن رسل ، وإنما الرسل في الإنس ، والنذارة في الجن ، وقرأ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين .
وأخرج
ابن المنذر ، وأبو الشيخ ، في العظمة أيضا عن
الضحاك ، قال : الجن يدخلون الجنة ويأكلون ويشربون .
وأخرج
أبو الشيخ ، في العظمة أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16861ليث بن أبي سليم قال : مسلمو الجن لا يدخلون الجنة ولا النار ، وذلك أن الله أخرج أباهم من الجنة فلا يعيده ولا يعيد ولده .
وأخرج
أبو الشيخ ، في العظمة أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال :
nindex.php?page=treesubj&link=30395_30437الخلق أربعة فخلق في الجنة كلهم ، وخلق في النار كلهم ، وخلقان في الجنة والنار ، فأما الذين في الجنة كلهم فالملائكة ، وأما الذين في النار كلهم فالشياطين ، وأما الذين في الجنة والنار فالإنس والجن ، لهم الثواب وعليهم العقاب .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=129nindex.php?page=treesubj&link=28977وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=131ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=132وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=129وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا أَيْ مِثْلُ مَا جَعَلْنَا بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مَا سَلَفَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=129وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا وَالْمَعْنَى : نَجْعَلُ بَعْضَهُمْ يَتَوَلَّى الْبَعْضَ فَيَكُونُونَ أَوْلِيَاءَ لِبَعْضِهِمْ بَعْضًا ، ثُمَّ يَتَبَرَّأُ بَعْضُهُمْ مِنَ الْبَعْضِ ، فَمَعْنَى نُوَلِّي عَلَى هَذَا : نَجْعَلُهُ وَلِيًّا لَهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16327عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ : مَعْنَاهُ نُسَلِّطُ ظَلَمَةَ الْجِنِّ عَلَى ظَلَمَةِ الْإِنْسِ .
وَرُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا أَنَّهُ فَسَّرَ هَذِهِ الْآيَةَ بِأَنَّ الْمَعْنَى : نُسَلِّطُ بَعْضَ الظَّلَمَةِ عَلَى بَعْضٍ فَيُهْلِكُهُ وَيُذِلُّهُ ، فَيَكُونُ فِي الْآيَةِ عَلَى هَذَا تَهْدِيدٌ لِلظَّلَمَةِ بِأَنَّ مَنْ لَمْ يَمْتَنِعْ مِنْ ظُلْمِهِ مِنْهُمْ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ ظَالِمًا آخَرَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14919فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ : إِذَا رَأَيْتَ ظَالِمًا يَنْتَقِمُ مِنْ ظَالِمٍ فَقِفْ وَانْظُرْ مُتَعَجِّبًا ، وَقِيلَ : مَعْنَى نُوَلِّي : نَكِلُ بَعْضَهُمْ إِلَى بَعْضٍ فِيمَا يَخْتَارُونَهُ مِنَ الْكُفْرِ ، وَالْبَاءُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=129بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ لِلسَّبَبِيَّةِ : أَيْ بِسَبَبِ كَسْبِهِمْ لِلذُّنُوبِ وَلَّيْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ أَيْ يَوْمَ نَحْشُرُهُمْ نَقُولُ لَهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130أَلَمْ يَأْتِكُمْ أَوْ هُوَ شُرُوعٌ فِي حِكَايَةِ مَا سَيَكُونُ فِي الْحَشْرِ ، وَظَاهِرُهُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28797اللَّهَ يَبْعَثُ فِي الدُّنْيَا إِلَى الْجِنِّ رُسُلًا مِنْهُمْ ، كَمَا يَبْعَثُ إِلَى الْإِنْسِ رُسُلًا مِنْهُمْ ، وَقِيلَ : مَعْنَى مِنْكُمْ : أَيْ مِمَّنْ هُوَ مُجَانِسٌ لَكُمْ فِي الْخَلْقِ وَالتَّكْلِيفِ ، وَالْقَصْدِ بِالْمُخَاطَبَةِ ، فَإِنَّ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ مُتَحِدُونَ فِي ذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ الرُّسُلُ مِنَ الْإِنْسِ خَاصَّةً فَهُمْ مِنْ جِنْسِ الْجِنِّ مِنْ تِلْكَ الْحَيْثِيَّةِ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ مِنْ بَابِ تَغْلِيبِ الْإِنْسِ عَلَى الْجِنِّ كَمَا يُغَلَّبُ الذَّكَرُ عَلَى الْأُنْثَى ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالرُّسُلِ إِلَى الْجِنِّ هَاهُنَا هُمُ النُّذُرُ مِنْهُمْ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ [ الْأَحْقَافِ : 29 ] .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي صِفَةٌ أُخْرَى لِرُسُلٍ ، قَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ مَعْنَى الْقَصِّ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا هَذَا إِقْرَارٌ مِنْهُمْ بِأَنَّ حُجَّةَ اللَّهِ لَازِمَةٌ لَهُمْ بِإِرْسَالِ رُسُلِهِ إِلَيْهِمْ ، وَالْجُمْلَةُ جَوَابُ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ فَهِيَ مُسْتَأْنَفَةٌ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، أَوْ هِيَ جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ هَذِهِ شَهَادَةٌ أُخْرَى مِنْهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِأَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ فِي الدُّنْيَا بِالرُّسُلِ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهِمْ وَالْآيَاتِ الَّتِي جَاءُوا بِهَا ، وَقَدْ تَقَدَّمَ مَا يُفِيدُ أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ الْآيَةِ الْمُصَرِّحَةِ بِإِقْرَارِهِمْ بِالْكُفْرِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، وَمِثْلَ قَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ [ الْأَنْعَامِ : 23 ] مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُمْ يُقِرُّونَ فِي بَعْضِ مُوَاطِنِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيُنْكِرُونَ فِي بَعْضٍ آخَرَ لِطُولِ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، وَاضْطِرَابِ الْقُلُوبِ فِيهِ وَطَيَشَانِ الْعُقُولِ ، وَانْغِلَاقِ الْأَفْهَامِ وَتَبَلُّدِ الْأَذْهَانِ .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ذَلِكَ إِلَى شَهَادَتِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَوْ إِلَى إِرْسَالِ الرُّسُلِ إِلَيْهِمْ .
وَأَنْ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=131أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ ، وَاسْمُهَا ضَمِيرُ شَأْنٍ مَحْذُوفٍ .
وَالْمَعْنَى : ذَلِكَ أَنَّ الشَّأْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=131لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى أَوْ هِيَ الْمَصْدَرِيَّةُ ، وَالْبَاءُ فِي بِظُلْمٍ سَبَبِيَّةٌ : أَيْ لَمْ أَكُنْ أُهْلِكُ الْقُرَى بِسَبَبِ ظُلْمِ مَنْ يَظْلِمُ مِنْهُمْ ، وَالْحَالُ أَنَّ أَهْلَهَا غَافِلُونَ ، لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ إِلَيْهِمْ رَسُولًا .
وَالْمَعْنَى : أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَ الرُّسُلَ إِلَى عِبَادِهِ لِأَنَّهُ لَا يُهْلِكُ مَنْ عَصَاهُ بِالْكُفْرِ مِنَ الْقُرَى ، وَالْحَالُ أَنَّهُمْ غَافِلُونَ عَنِ الْإِعْذَارِ وَالْإِنْذَارِ بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ ، وَإِنْزَالِ الْكُتُبِ ، بَلْ إِنَّمَا يُهْلِكُهُمْ بَعْدَ إِرْسَالِ الرُّسُلِ إِلَيْهِمْ ، وَارْتِفَاعِ الْغَفْلَةِ عَنْهُمْ بِإِنْذَارِ الْأَنْبِيَاءِ لَهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=15وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا [ الْإِسْرَاءِ : 15 ] ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : مَا كَانَ اللَّهُ مُهْلِكَ أَهْلَ الْقُرَى بِظُلْمٍ مِنْهُ ، فَهُوَ سُبْحَانَهُ يَتَعَالَى عَنِ الظُّلْمِ بَلْ إِنَّمَا يُهْلِكُهُمْ بَعْدَ أَنْ يَسْتَحِقُّوا ذَلِكَ وَتَرْتَفِعَ الْغَفْلَةُ عَنْهُمْ بِإِرْسَالِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : أَنَّ اللَّهَ لَا يُهْلِكُ أَهْلَ الْقُرَى بِسَبَبِ ظُلْمِ مَنْ يَظْلِمُ مِنْهُمْ مَعَ كَوْنِ الْآخَرِينَ غَافِلِينَ عَنْ ذَلِكَ ، فَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=164وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [ الْأَنْعَامِ : 164 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=132وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا أَيْ لِكُلٍّ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ دَرَجَاتٌ مُتَفَاوِتَةٌ مِمَّا عَمِلُوا فَنُجَازِيهِمْ بِأَعْمَالِهِمْ ، كَمَا قَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=19وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [ الْأَحْقَافِ : 19 ] ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30395_30437_28797الْمُطِيعَ مِنَ الْجِنِّ فِي الْجَنَّةِ ، وَالْعَاصِي فِي النَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=132وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ مِنْ أَعْمَالِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، وَالْغَفْلَةُ ذَهَابُ الشَّيْءِ عَنْكَ لِاشْتِغَالِكَ بِغَيْرِهِ .
قَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ " تَعْمَلُونَ " بِالْفَوْقِيَّةِ ،
[ ص: 449 ] وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّحْتِيَّةِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=129وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا قَالَ : يُوَلِّي اللَّهُ بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا فِي الدُّنْيَا يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي النَّارِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ فِي الْآيَةِ مِثْلَ مَا حَكَيْنَا عَنْهُ قَرِيبًا .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ قَالَ : سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ : إِذَا فَسَدَ الزَّمَانُ أُمِّرَ عَلَيْهِمْ شِرَارُهُمْ .
وَأَخْرَجَ
الْحَاكِمُ فِي التَّارِيخِ
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=17339يَحْيَى بْنِ هَاشِمٍ حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17415يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
كَمَا تَكُونُونَ كَذَلِكَ يُؤَمَّرُ عَلَيْكُمْ .
قَالَ
الْبَيْهَقِيُّ : هَذَا مُنْقَطِعٌ وَيَحْيَى ضَعِيفٌ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130رُسُلٌ مِنْكُمْ قَالَ : لَيْسَ فِي الْجِنِّ رُسُلٌ ، وَإِنَّمَا الرُّسُلُ فِي الْإِنْسِ ، وَالنِّذَارَةُ فِي الْجِنِّ ، وَقَرَأَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ، وَأَبُو الشَّيْخِ ، فِي الْعَظَمَةِ أَيْضًا عَنِ
الضَّحَّاكِ ، قَالَ : الْجِنُّ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، فِي الْعَظَمَةِ أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16861لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ قَالَ : مُسْلِمُو الْجِنِّ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا النَّارَ ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ أَخْرَجَ أَبَاهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ فَلَا يُعِيدُهُ وَلَا يُعِيدُ وَلَدَهُ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، فِي الْعَظَمَةِ أَيْضًا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=30395_30437الْخَلْقُ أَرْبَعَةٌ فَخَلْقٌ فِي الْجَنَّةِ كُلُّهُمْ ، وَخَلْقٌ فِي النَّارِ كُلُّهُمْ ، وَخَلْقَانِ فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، فَأَمَّا الَّذِينَ فِي الْجَنَّةِ كُلُّهُمْ فَالْمَلَائِكَةُ ، وَأَمَّا الَّذِينَ فِي النَّارِ كُلُّهُمْ فَالشَّيَاطِينُ ، وَأَمَّا الَّذِينَ فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَالْإِنْسُ وَالْجِنُّ ، لَهُمُ الثَّوَابُ وَعَلَيْهِمُ الْعِقَابُ .