nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=28980إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون [ ص: 557 ] الاستثناء بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4إلا الذين عاهدتم قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : إنه يعود إلى قوله : براءة والتقدير : براءة من الله ورسوله إلى المعاهدين من المشركين إلا الذين لم ينقضوا العهد منهم .
وقال في الكشاف : إنه مستثنى من قوله : فسيحوا والتقدير : فقولوا لهم فسيحوا ، إلا الذين عاهدتم ثم لم ينقصوكم فأتموا إليهم عهدهم .
قال : والاستثناء بمعنى الاستدراك كأنه قيل : بعد أن أمروا في الناكثين ، ولكن الذين لم ينكثوا فأتموا إليهم عهدهم ولا تجروهم مجراه .
وقد اعترض عليه بأنه قد تخلل الفاصل بين المستثنى والمستثنى منه وهو
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=3وأذان من الله إلخ . . . وأجيب بأن ذلك لا يضر لأنه ليس بأجنبي ، وقيل : إن الاستثناء من المشركين المذكورين قبله فيكون متصلا وهو ضعيف .
قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4ثم لم ينقصوكم شيئا " أي لم يقع منهم أي نقص وإن كان يسيرا ، وقرأ
عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16572وعطاء بن يسار " ينقضوكم " بالضاد المعجمة : أي لم ينقضوا عهدكم ، وفيه دليل على أنه كان من أهل العهد من خاس بعهده ، ومنهم من ثبت عليه ، فأذن الله - سبحانه - لنبيه - صلى الله عليه وسلم - بنقض عهد من نقض ، وبالوفاء لمن لم ينقض إلى مدته
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4ولم يظاهروا عليكم أحدا المظاهرة : المعاونة : أي لم يعاونوا عليكم أحدا من أعدائكم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4فأتموا إليهم عهدهم أي أدوا إليهم عهدهم تاما غير ناقص
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4إلى مدتهم التي عاهدتموهم إليها وإن كانت أكثر من أربعة أشهر ، ولا تعاملوهم معاملة الناكثين من القتال بعد مضي المدة المذكورة سابقا ، وهي أربعة أشهر أو خمسون يوما على الخلاف السابق .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم . انسلاخ الشهر : تكامله جزءا فجزءا إلى أن ينقضي كانسلاخ الجلد عما يحويه ، شبه خروج المتزمن عن زمانه بانفصال المتمكن عن مكانه ، وأصله الانسلاخ الواقع بين الحيوان وجلده ، فاستعير لانقضاء الأشهر ، يقال : سلخت الشهر تسلخه سلخا وسلوخا بمعنى خرجت منه ، ومنه قول الشاعر :
إذا ما سلخت الشهر أهللت مثله كفى قاتلا سلخي الشهور وإهلالي
ويقال : سلخت المرأة درعها : نزعته ، وفي التنزيل
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=37وآية لهم الليل نسلخ منه النهار ( يس : 37 ) .
واختلف العلماء في تعيين
nindex.php?page=treesubj&link=32204الأشهر الحرم المذكورة هاهنا ، فقيل : هي الأشهر الحرم المعروفة التي هي ذو القعدة وذو الحجة ، ومحرم ، ورجب : ثلاثة سرد ، وواحد فرد .
ومعنى الآية على هذا وجوب
nindex.php?page=treesubj&link=8193الإمساك عن قتال من لا عهد له من المشركين في هذه الأشهر الحرم .
وقد وقع النداء والنبذ إلى المشركين بعهدهم يوم النحر ، فكان الباقي من الأشهر الحرم التي هي الثلاثة المسرودة خمسين يوما تنقضي بانقضاء شهر المحرم فأمرهم الله بقتل المشركين حيث يوجدون ، وبه قال جماعة من أهل العلم منهم
الضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=11958والباقر ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير .
وقيل : المراد بها شهور العهد المشار إليها بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم وسميت حرما لأن الله - سبحانه - حرم على المسلمين فيها دماء المشركين والتعرض لهم ، وإلى هذا ذهب جماعة من أهل العلم منهم
مجاهد وابن إسحاق ،
وابن زيد nindex.php?page=showalam&ids=16709وعمرو بن شعيب ، وقيل : هي الأشهر المذكورة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=2فسيحوا في الأرض أربعة أشهر .
وقد روي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وجماعة ، ورجحه
ابن كثير ، وحكاه عن
مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16709وعمرو بن شعيب ومحمد بن إسحاق وقتادة ،
والسدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وسيأتي بيان حكم القتال في الأشهر الحرم الدائرة في كل سنة في هذه السورة إن شاء الله .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5حيث وجدتموهم في أي مكان وجدتموهم من حل أو حرم .
ومعنى خذوهم الأسر ، فإن الأخيذ هو الأسير .
ومعنى الحصر منعهم من التصرف في بلاد المسلمين إلا بإذن منهم ، والمرصد : الموضع الذي يرقب فيه العدو ، يقال : رصدت فلانا أرصده : أي رقبته ، أي اقعدوا لهم في المواضع التي ترتقبونهم فيها ، قال
عامر بن الطفيل :
ولقد علمت وما إخالك عالما أن المنية للفتى بالمرصد
وقال النابغة :
أعاذل إن الجهل من لذة الفتى وإن المنايا للنفوس بمرصد
و " كل " في
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5كل مرصد ينتصب على الظرفية وهو اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ، وقيل : هو منتصب بنزع الخافض : أي في كل مرصد ، وخطأ
أبو علي الفارسي nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج في جعله ظرفا .
وهذه الآية المتضمنة للأمر بقتل المشركين عند انسلاخ الأشهر الحرم عامة لكل مشرك لا يخرج عنها إلا من خصته السنة ، وهو المرأة والصبي والعاجز الذي لا يقاتل وكذلك يخصص منها أهل الكتاب الذين يعطون الجزية على فرض تناول لفظ المشركين لهم ، وهذه الآية نسخت كل آية فيها ذكر الإعراض عن المشركين والصبر على أذاهم .
وقال
الضحاك ،
وعطاء والسدي ، : هي منسوخة بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فإما منا بعد وإما فداء ( محمد : 4 ) وأن الأسير لا يقتل صبرا بل يمن عليه أو يفادى .
وقال
مجاهد وقتادة : بل هي ناسخة لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فإما منا بعد وإما فداء ( محمد : 4 ) وأنه لا يجوز في الأسارى من المشركين إلا القتل .
وقال
ابن زيد : الآيتان محكمتان .
قال
القرطبي : وهي الصحيح لأن المن والقتل والفداء لم تزل من حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم من أول حرب جاء بهم وهو يوم
بدر .
nindex.php?page=treesubj&link=28980قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة أي تابوا عن الشرك الذي هو سبب القتل ، وحققوا التوبة بفعل ما هو من أعظم أركان الإسلام ، وهو إقامة الصلاة ، وهذا الركن اكتفى به عن ذكر ما يتعلق بالأبدان من العبادات لكونه رأسها ، واكتفى بالركن الآخر المالي ، وهو إيتاء الزكاة عن كل ما يتعلق بالأموال من العبادات لأنه أعظمها
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فخلوا سبيلهم أي اتركوهم وشأنهم فلا تأسروهم ولا تحصروهم ولا تقتلوهم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5إن الله غفور لهم رحيم بهم .
nindex.php?page=treesubj&link=28980قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6وإن أحد من المشركين استجارك فأجره ، يقال : استجرت فلانا : أي طلبت أن يكون جارا أي : محاميا
[ ص: 558 ] ومحافظا من أن يظلمني ظالم ، أو يتعرض لي متعرض ، وأحد مرتفع بفعل مقدر يفسره المذكور بعده : أي وإن استجارك أحد استجارك ، وكرهوا الجمع بين المفسر والمفسر ، والمعنى : وإن استجارك أحد من المشركين الذين أمرت بقتالهم فأجره : أي كن جارا له مؤمنا محاميا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6حتى يسمع كلام الله منك ويتدبره حق تدبره ، ويقف على حقيقة ما تدعو إليه
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6ثم أبلغه مأمنه أي إلى الدار التي يأمن فيها بعد أن يسمع كلام الله إن لم يسلم ، ثم بعد أن تبلغه مأمنه قاتله فقد خرج من جوارك ورجع إلى ما كان عليه من إباحة دمه ، ووجوب قتله حيث يوجد ، والإشارة بقوله : ذلك إلى ما تقدم من الأمر بالإجارة وما بعده
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6بأنهم قوم لا يعلمون أي بسبب فقدانهم للعلم النافع المميز بين الخير والشر في الحال والمآل .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4إلا الذين عاهدتم قال : هم
قريش .
وأخرج أيضا عن
قتادة ، قال : هم مشركو
قريش الذين عاهدهم نبي الله زمن الحديبية ، وكان بقي من مدتهم أربعة أشهر بعد يوم النحر ، فأمر نبيه أن يوفي بعهدهم هذا إلى مدتهم .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16984محمد بن عباد بن جعفر في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4إلا الذين عاهدتم قال : هم
بنو جذيمة بن عامر من
بني بكر بن كنانة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم قال : كان بقي
لبني مذحج وخزاعة عهد ، فهو الذي قال الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4إلا الذين عاهدتم من المشركين قال : هؤلاء
بنو ضمرة وبنو مدلج من بني كنانة كانوا حلفاء للنبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة العشيرة من
بطن ينبع nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4ثم لم ينقصوكم شيئا ثم لم ينقصوا عهدكم بغدر
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4ولم يظاهروا عليكم أحدا قال : لم يظاهروا عدوكم عليكم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم يقول : أجلهم الذي شرطتم لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4إن الله يحب المتقين يقول : الذين يتقون الله فيما حرم عليهم فيوفون بالعهد .
قال : فلم يعاهد النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد هؤلاء الآيات أحدا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإذا انسلخ الأشهر الحرم قال : هي الأربعة : عشرون من ذي الحجة والمحرم ، وصفر ، وشهر ربيع الأول ، وعشر من ربيع الآخر .
قلت : مراد
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، أن هذه الأشهر تسمى حرما لكون تأمين المعاهدين فيها يستلزم تحريم القتال ، لا أنها الأشهر الحرم المعروفة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن الضحاك ، في الآية قال : هي عشر من ذي القعدة وذي الحجة والمحرم ، سبعون ليلة .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
مجاهد قال : هي الأربعة الأشهر التي قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=2فسيحوا في الأرض أربعة أشهر .
وأخرج
ابن المنذر ، عن
قتادة ، نحو قول
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي السابق .
وأخرج
أبو داود في ناسخه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ثم نسخ واستثنى فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6وإن أحد من المشركين استجارك فأجره يقول : من جاءك واستمع ما تقول ، واستمع ما أنزل إليك ، فهو آمن حين يأتيك فيسمع كلام الله حتى يبلغ مأمنه من حيث جاء .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
ابن زيد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6ثم أبلغه مأمنه قال : إن لم يوافقه ما يقص عليه ويخبر به فأبلغه مأمنه ، وهذا ليس بمنسوخ .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
قتادة ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6حتى يسمع كلام الله أي كتاب الله .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة قال : كان الرجل يجيء إذا سمع كتاب الله وأقر به وأسلم فذاك الذي دعي إليه ، وإن أنكر ولم يقر به ، رد مأمنه ، ثم نسخ ذلك ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=36وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=28980إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ [ ص: 557 ] الِاسْتِثْنَاءُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : إِنَّهُ يَعُودُ إِلَى قَوْلِهِ : بَرَاءَةٌ وَالتَّقْدِيرُ : بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الْمُعَاهَدِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلَّا الَّذِينَ لَمْ يَنْقُضُوا الْعَهْدَ مِنْهُمْ .
وَقَالَ فِي الْكَشَّافِ : إِنَّهُ مُسْتَثْنَى مِنْ قَوْلِهِ : فَسِيحُوا وَالتَّقْدِيرُ : فَقُولُوا لَهُمْ فَسِيحُوا ، إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ .
قَالَ : وَالِاسْتِثْنَاءُ بِمَعْنَى الِاسْتِدْرَاكِ كَأَنَّهُ قِيلَ : بَعْدَ أَنْ أُمِرُوا فِي النَّاكِثِينَ ، وَلَكِنِ الَّذِينَ لَمْ يَنْكُثُوا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ وَلَا تُجْرُوهُمْ مَجْرَاهُ .
وَقَدِ اعْتُرِضَ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ قَدْ تَخَلَّلَ الْفَاصِلُ بَيْنَ الْمُسْتَثْنَى وَالْمُسْتَثْنَى مِنْهُ وَهُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=3وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ إِلَخْ . . . وَأُجِيبَ بِأَنَّ ذَلِكَ لَا يَضُرُّ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِأَجْنَبِيٍّ ، وَقِيلَ : إِنَّ الِاسْتِثْنَاءَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ الْمَذْكُورِينَ قَبْلَهُ فَيَكُونُ مُتَّصِلًا وَهُوَ ضَعِيفٌ .
قَوْلُهُ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا " أَيْ لَمْ يَقَعْ مِنْهُمْ أَيُّ نَقْصٍ وَإِنْ كَانَ يَسْيرًا ، وَقَرَأَ
عِكْرِمَةُ nindex.php?page=showalam&ids=16572وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ " يَنْقُضُوكُمْ " بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ : أَيْ لَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَكُمْ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ مَنْ خَاسَ بِعَهْدِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ ثَبَتَ عَلَيْهِ ، فَأَذِنَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - لِنَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنَقْضِ عَهِدِ مَنْ نَقَضَ ، وَبِالْوَفَاءِ لِمَنْ لَمْ يَنْقُضْ إِلَى مُدَّتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا الْمُظَاهَرَةُ : الْمُعَاوَنَةُ : أَيْ لَمْ يُعَاوِنُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا مِنْ أَعْدَائِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ أَيْ أَدُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ تَامًّا غَيْرَ نَاقِصٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4إِلَى مُدَّتِهِمْ الَّتِي عَاهَدْتُمُوهُمْ إِلَيْهَا وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ، وَلَا تُعَامِلُوهُمْ مُعَامَلَةَ النَّاكِثِينَ مِنَ الْقِتَالِ بَعْدَ مُضِيِّ الْمُدَّةِ الْمَذْكُورَةِ سَابِقًا ، وَهِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ أَوْ خَمْسُونَ يَوْمًا عَلَى الْخِلَافِ السَّابِقِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ . انْسِلَاخُ الشَّهْرِ : تَكَامُلُهُ جُزْءًا فَجُزْءًا إِلَى أَنْ يَنْقَضِيَ كَانْسِلَاخِ الْجِلْدِ عَمَّا يَحْوِيهِ ، شَبَّهَ خُرُوجَ الْمُتَزَمِّنُ عَنْ زَمَانِهِ بِانْفِصَالِ الْمُتَمَكِّنِ عَنْ مَكَانِهِ ، وَأَصْلُهُ الِانْسِلَاخُ الْوَاقِعُ بَيْنَ الْحَيَوَانِ وَجَلْدِهِ ، فَاسْتُعِيرَ لِانْقِضَاءِ الْأَشْهُرِ ، يُقَالُ : سَلَخْتُ الشَّهْرَ تَسْلُخُهُ سَلْخًا وَسُلُوخًا بِمَعْنَى خَرَجْتُ مِنْهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
إِذَا مَا سَلَخْتُ الشَّهْرَ أَهَلَلْتُ مِثْلَهُ كَفَى قَاتِلًا سِلْخِي الشُّهُورِ وَإِهْلَالِي
وَيُقَالُ : سَلَخَتِ الْمَرْأَةُ دِرْعَهَا : نَزَعَتْهُ ، وَفِي التَّنْزِيلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=37وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ ( يس : 37 ) .
وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي تَعْيِينِ
nindex.php?page=treesubj&link=32204الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ الْمَذْكُورَةِ هَاهُنَا ، فَقِيلَ : هِيَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ الْمَعْرُوفَةُ الَّتِي هِيَ ذُو الْقِعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ ، وَمَحْرَمٌ ، وَرَجَبٌ : ثَلَاثَةٌ سَرْدٌ ، وَوَاحِدٌ فَرْدٌ .
وَمَعْنَى الْآيَةِ عَلَى هَذَا وُجُوبُ
nindex.php?page=treesubj&link=8193الْإِمْسَاكِ عَنْ قِتَالِ مَنْ لَا عَهْدَ لَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فِي هَذِهِ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ .
وَقَدْ وَقَعَ النِّدَاءُ وَالنَّبْذُ إِلَى الْمُشْرِكِينَ بِعَهْدِهِمْ يَوْمَ النَّحْرِ ، فَكَانَ الْبَاقِي مِنَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ الَّتِي هِيَ الثَّلَاثَةُ الْمَسْرُودَةُ خَمْسِينَ يَوْمًا تَنْقَضِي بِانْقِضَاءِ شَهْرِ الْمُحَرَّمِ فَأَمَرَهُمُ اللَّهُ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ يُوجَدُونَ ، وَبِهِ قَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمُ
الضَّحَّاكُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11958وَالْبَاقِرُ ، وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَاخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِهَا شُهُورُ الْعَهْدِ الْمُشَارُ إِلَيْهَا بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ وَسُمِّيَتْ حُرُمًا لِأَنَّ اللَّهَ - سُبْحَانَهُ - حَرَّمَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِيهَا دِمَاءَ الْمُشْرِكِينَ وَالتَّعَرُّضَ لَهُمْ ، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمْ
مُجَاهِدٌ وَابْنُ إِسْحَاقَ ،
وَابْنُ زَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16709وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ ، وَقِيلَ : هِيَ الْأَشْهُرُ الْمَذْكُورَةُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=2فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ .
وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَجَمَاعَةٍ ، وَرَجَّحَهُ
ابْنُ كَثِيرٍ ، وَحَكَاهُ عَنْ
مُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16709وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَقَتَادَةَ ،
وَالسُّدِّيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَسَيَأْتِي بَيَانُ حُكْمِ الْقِتَالِ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ الدَّائِرَةِ فِي كُلِّ سَنَةٍ فِي هَذِهِ السُّورَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ فِي أَيِّ مَكَانٍ وَجَدْتُمُوهُمْ مِنْ حِلٍّ أَوْ حَرَمٍ .
وَمَعْنَى خُذُوهُمْ الْأُسَرُ ، فَإِنَّ الْأَخِيذَ هُوَ الْأَسِيرُ .
وَمَعْنَى الْحَصْرِ مَنْعُهُمْ مِنَ التَّصَرُّفِ فِي بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا بِإِذْنٍ مِنْهُمْ ، وَالْمَرْصَدُ : الْمَوْضِعُ الَّذِي يُرْقَبُ فِيهِ الْعَدُوُّ ، يُقَالُ : رَصَدْتُ فُلَانًا أَرْصُدُهُ : أَيْ رَقَبْتُهُ ، أَيِ اقْعُدُوا لَهُمْ فِي الْمَوَاضِعِ الَّتِي تَرْتَقِبُونَهُمْ فِيهَا ، قَالَ
عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ :
وَلَقَدْ عَلِمْتُ وَمَا إِخَالُكَ عَالِمًا أَنَّ الْمَنِيَّةَ لِلْفَتَى بِالْمَرْصَدِ
وَقَالَ النَّابِغَةُ :
أَعَاذِلَ إِنَّ الْجَهْلَ مِنْ لَذَّةِ الْفَتَى وَإِنَّ الْمَنَايَا لِلنُّفُوسِ بِمَرْصَدِ
وَ " كُلَّ " فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5كُلَّ مَرْصَدٍ يَنْتَصِبُ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ وَهُوَ اخْتِيَارُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجِ ، وَقِيلَ : هُوَ مُنْتَصِبٌ بِنَزْعِ الْخَافِضِ : أَيْ فِي كُلِّ مَرْصَدٍ ، وَخَطَّأَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجَ فِي جَعْلِهِ ظَرْفًا .
وَهَذِهِ الْآيَةُ الْمُتَضَمِّنَةُ لِلْأَمْرِ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِينَ عِنْدَ انْسِلَاخِ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ عَامَّةٌ لِكُلِّ مُشْرِكٍ لَا يَخْرُجُ عَنْهَا إِلَّا مَنْ خَصَّتْهُ السُّنَّةُ ، وَهُوَ الْمَرْأَةُ وَالصَّبِيُّ وَالْعَاجِزُ الَّذِي لَا يُقَاتِلُ وَكَذَلِكَ يُخَصَّصُ مِنْهَا أَهْلُ الْكِتَابِ الَّذِينَ يُعْطُونَ الْجِزْيَةَ عَلَى فَرْضِ تَنَاوُلِ لَفْظِ الْمُشْرِكِينَ لَهُمْ ، وَهَذِهِ الْآيَةُ نَسَخَتْ كُلَّ آيَةٍ فِيهَا ذِكْرُ الْإِعْرَاضِ عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَالصَّبْرِ عَلَى أَذَاهُمْ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ ،
وَعَطَاءٌ وَالسُّدِّيُّ ، : هِيَ مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً ( مُحَمَّدٍ : 4 ) وَأَنَّ الْأَسِيرَ لَا يُقْتَلُ صَبْرًا بَلْ يُمَنُّ عَلَيْهِ أَوْ يُفَادَى .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ : بَلْ هِيَ نَاسِخَةٌ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً ( مُحَمَّدٍ : 4 ) وَأَنَّهُ لَا يَجُوزُ فِي الْأُسَارَى مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلَّا الْقَتْلُ .
وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : الْآيَتَانِ مُحْكَمَتَانِ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : وَهِيَ الصَّحِيحُ لِأَنَّ الْمَنَّ وَالْقَتْلَ وَالْفِدَاءَ لَمْ تَزَلْ مِنْ حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِمْ مَنْ أَوَّلِ حَرْبٍ جَاءَ بِهِمْ وَهُوَ يَوْمُ
بَدْرٍ .
nindex.php?page=treesubj&link=28980قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ أَيْ تَابُوا عَنِ الشِّرْكِ الَّذِي هُوَ سَبَبُ الْقَتْلِ ، وَحَقَّقُوا التَّوْبَةَ بِفِعْلِ مَا هُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ ، وَهُوَ إِقَامَةُ الصَّلَاةِ ، وَهَذَا الرُّكْنُ اكْتَفَى بِهِ عَنْ ذِكْرِ مَا يَتَعَلَّقُ بِالْأَبْدَانِ مِنَ الْعِبَادَاتِ لِكَوْنِهِ رَأْسَهَا ، وَاكْتَفَى بِالرُّكْنِ الْآخَرِ الْمَالِيِّ ، وَهُوَ إِيتَاءُ الزَّكَاةِ عَنْ كُلِّ مَا يَتَعَلَّقُ بِالْأَمْوَالِ مِنَ الْعِبَادَاتِ لِأَنَّهُ أَعْظَمَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ أَيِ اتْرُكُوهُمْ وَشَأْنَهُمْ فَلَا تَأْسِرُوهُمْ وَلَا تَحْصُرُوهُمْ وَلَا تَقْتُلُوهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ لَهُمْ رَحِيمٌ بِهِمْ .
nindex.php?page=treesubj&link=28980قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ ، يُقَالُ : اسْتَجَرْتُ فُلَانًا : أَيْ طَلَبْتُ أَنْ يَكُونَ جَارًا أَيْ : مُحَامِيًا
[ ص: 558 ] وَمُحَافِظًا مِنْ أَنْ يَظْلِمَنِي ظَالِمٌ ، أَوْ يَتَعَرَّضَ لِي مُتَعَرِّضٌ ، وَأَحَدٌ مُرْتَفِعٌ بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ يُفَسِّرُهُ الْمَذْكُورُ بَعْدَهُ : أَيْ وَإِنِ اسْتَجَارَكَ أَحَدٌ اسْتَجَارَكَ ، وَكَرِهُوا الْجَمْعَ بَيْنَ الْمُفَسَّرِ وَالْمُفَسِّرِ ، وَالْمَعْنَى : وَإِنِ اسْتَجَارَكَ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ أُمِرْتَ بِقِتَالِهِمْ فَأَجِرْهُ : أَيْ كُنْ جَارًا لَهُ مُؤْمِنًا مُحَامِيًا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ مِنْكَ وَيَتَدَبَّرُهُ حَقَّ تَدَبُّرِهِ ، وَيَقِفَ عَلَى حَقِيقَةِ مَا تَدْعُو إِلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ أَيْ إِلَى الدَّارِ الَّتِي يَأْمَنُ فِيهَا بَعْدَ أَنْ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ إِنْ لَمْ يُسْلِمْ ، ثُمَّ بَعْدَ أَنْ تُبْلِغَهُ مَأْمَنَهُ قَاتِلْهُ فَقَدْ خَرَجَ مِنْ جِوَارِكَ وَرَجَعَ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ إِبَاحَةِ دَمِهِ ، وَوُجُوبِ قَتْلِهِ حَيْثُ يُوجَدُ ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ذَلِكَ إِلَى مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْأَمْرِ بِالْإِجَارَةِ وَمَا بَعْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ أَيْ بِسَبَبِ فُقْدَانِهِمْ لِلْعِلْمِ النَّافِعِ الْمُمَيِّزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فِي الْحَالِ وَالْمَآلِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ قَالَ : هُمْ
قُرَيْشٌ .
وَأَخْرَجَ أَيْضًا عَنْ
قَتَادَةَ ، قَالَ : هُمْ مُشْرِكُو
قُرَيْشٍ الَّذِينَ عَاهَدَهُمْ نَبِيُّ اللَّهِ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ ، وَكَانَ بَقِيَ مِنْ مُدَّتِهِمْ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ ، فَأَمَرَ نَبِيَّهُ أَنَّ يُوفِيَ بِعَهْدِهِمْ هَذَا إِلَى مُدَّتِهِمْ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16984مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ قَالَ : هُمْ
بَنُو جَذِيمَةَ بْنِ عَامِرٍ مِنْ
بَنِي بَكْرِ بْنِ كِنَانَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ قَالَ : كَانَ بَقِيَ
لَبَنِي مَذْحِجٍ وَخُزَاعَةَ عَهْدٌ ، فَهُوَ الَّذِي قَالَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَالَ : هَؤُلَاءِ
بَنُو ضَمْرَةَ وَبَنُو مُدْلِجٍ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ كَانُوا حُلَفَاءَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي غَزْوَةِ الْعَشِيرَةِ مِنْ
بَطْنِ يَنْبُعَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوا عَهْدَكُمْ بِغَدْرٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا قَالَ : لَمْ يُظَاهِرُوا عَدُوَّكُمْ عَلَيْكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ يَقُولُ : أَجْلُهُمُ الَّذِي شَرَطْتُمْ لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=4إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ يَقُولُ : الَّذِينَ يَتَّقُونَ اللَّهَ فِيمَا حُرِّمَ عَلَيْهِمْ فَيُوفُونَ بِالْعَهْدِ .
قَالَ : فَلَمْ يُعَاهِدِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ أَحَدًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ قَالَ : هِيَ الْأَرْبَعَةُ : عِشْرُونَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ، وَصَفَرٌ ، وَشَهْرُ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، وَعَشْرٌ مِنْ رَبِيعٍ الْآخِرِ .
قُلْتُ : مُرَادُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، أَنَّ هَذِهِ الْأَشْهُرَ تُسَمَّى حُرُمًا لِكَوْنِ تَأْمِينِ الْمُعَاهَدِينَ فِيهَا يَسْتَلْزِمُ تَحْرِيمَ الْقِتَالِ ، لَا أَنَّهَا الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ الْمَعْرُوفَةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، فِي الْآيَةِ قَالَ : هِيَ عَشْرٌ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ وَذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمِ ، سَبْعُونَ لَيْلَةً .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ : هِيَ الْأَرْبَعَةُ الْأَشْهَرُ الَّتِي قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=2فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، نَحْوَ قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ السَّابِقِ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو دَاوُدَ فِي نَاسِخِهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ثُمَّ نَسَخَ وَاسْتَثْنَى فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ يَقُولُ : مَنْ جَاءَكَ وَاسْتَمَعَ مَا تَقُولُ ، وَاسْتَمَعَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ ، فَهُوَ آمَنٌ حِينَ يَأْتِيكِ فَيَسْمَعُ كَلَامَ اللَّهِ حَتَّى يَبْلُغَ مَأْمَنَهُ مِنْ حَيْثُ جَاءَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
ابْنِ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ قَالَ : إِنْ لَمْ يُوَافِقْهُ مَا يُقَصُّ عَلَيْهِ وَيُخْبَرُ بِهِ فَأَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ، وَهَذَا لَيْسَ بِمَنْسُوخٍ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=6حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ أَيْ كِتَابَ اللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12514سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ : كَانَ الرَّجُلُ يَجِيءُ إِذَا سَمِعَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَرَّ بِهِ وَأَسْلَمَ فَذَاكَ الَّذِي دُعِيَ إِلَيْهِ ، وَإِنْ أَنْكَرَ وَلَمْ يُقِرَّ بِهِ ، رُدَّ مَأْمَنَهُ ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=36وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً .